
تحل اليوم ذكرى ميلاد نجم الكوميديا الأشهر في تاريخ السينما المصرية إسماعيل ياسين، الذي وُلد في 15 سبتمبر 1912 بمدينة السويس، وترك خلفه إرثًا فنيًا لا يُنسى. ورغم ما حققه من شهرة واسعة ونجاحات متتالية على خشبة المسرح وشاشة السينما، فإن طفولته حملت الكثير من المعاناة والمآسي التي صاغت شخصيته لاحقًا.
طفولة إسماعيل ياسين الصعبة
منذ سنواته الأولى، عرف ياسين معنى اليُتم بعد أن فقد والدته وهو في عمر الثالثة، ليعيش تحت رعاية والده وزوجة أبيه، لكن لم يدم الاستقرار طويلًا، إذ دخل والده السجن بسبب تراكم الديون، ليجد الطفل الصغير نفسه في مواجهة قسوة الحياة بلا أم ولا عائل يعتمد عليه، وفقا لما رصده موقع تحيا مصر.

تحت وطأة هذه الظروف القاسية، اضطر إسماعيل ياسين لترك دراسته وهو لا يزال في المرحلة الابتدائية، ليبدأ رحلة العمل الشاق في سن مبكرة، عمل أولاً «مناديًا» أمام محل أقمشة في السويس، ثم في موقف للسيارات، محاولًا أن يساهم بما يستطيع في تدبير قوت يومه، وسط إحباطات متكررة وحياة تفتقد الأمان.
انتقال إسماعيل ياسين من السويس إلى القاهرة
وجد إسماعيل ياسين نفسه في رعاية والده الذي تزوج من أخرى، لكن وجود زوجة الأب لم يضف على حياته الاستقرار المنتظر، بل كان أحد أسباب تعاسته في طفولته، فكانت خلافاته معها سببًا في تفاقم أزمات الأسرة المادية التي انتهت بدخول والده السجن، كما تركت في نفسه شعورًا دائمًا بالحرمان والقسوة داخل البيت، هذا الوضع دفعه إلى الهروب من السويس وهو في السابعة عشرة من عمره، باحثًا عن بداية جديدة في القاهرة بعيدًا عن بطش زوجة أبيه وضغوطها، ليخط أولى خطواته نحو عالم الفن بعد سنوات من التشرد والمعاناة.
وفي السابعة عشرة من عمره، قرر أن يغادر مسقط رأسه السويس متجهًا إلى القاهرة، باحثًا عن فرصة تُخرجه من دائرة الفقر واليأس، ومؤمنًا بموهبته التي كان يراها سبيلًا للنجاح، لكن العاصمة لم ترحمه في بدايته، فقد عاش أياما صعبة بلا مأوى معروف، حتى اضطر للنوم في مسجد السيدة زينب، قبل أن تفتح له الأقدار طريقًا نحو الشهرة بعد أن التحق بالعمل في المونولوجات، ثم انطلق بعدها إلى عالم المسرح والسينما.
رحلة كفاح إسماعيل ياسين
ورغم أن إسماعيل ياسين أصبح فيما بعد نجمًا لامعًا وأيقونة للبهجة في مصر والعالم العربي، فإن قصته الإنسانية تظل شاهدًا على رحلة مليئة بالكفاح، بدأت باليُتم والفقر والتشرد، وانتهت إلى صناعة الضحكة ورسم البهجة في قلوب الملايين.
المصدر : تحيا مصر