وزير الطاقة: أول محطة نووية في السعودية ستعزز تنويع مزيج الطاقة

وزير الطاقة: أول محطة نووية في السعودية ستعزز تنويع مزيج الطاقة

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن تنفيذ المملكة لمشروعها الوطني ببناء أول محطة للطاقة النووية في البلاد بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يستهدف تحقيق أهدافها المتمثلة في تنويع مزيج الطاقة وتعزيز الإمدادات النظيفة وتحقيق التنمية المستدامة. 

ونوّه، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام التاسع والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد في فيينا، بأن السعودية تتطلع لأن تكون قدوة ونموذجاً يحتذى بها في هذا المجال. 

وكان وزير الطاقة الأميركي كريس رايت أكد، خلال زيارة إلى الرياض في أبريل الماضي  أجرى خلالها محادثات مع وزير الطاقة السعودي، أن الولايات المتحدة مستعدة لتوقيع اتفاقية مع السعودية بشأن الطاقة والتكنولوجيا النووية السلمية.

أعلن الأمير عبدالعزيز بن سلمان في سبتمبر الماضي أن المملكة تتجه نحو الاستفادة من الطاقة النووية، وتطبيقاتها الإشعاعية للأغراض السلمية، وتواصل تنفيذ مشروعها الوطني للطاقة النووية بجميع مكوناته، ومن ذلك مشروع بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة.

تسعى المملكة لاستكمال خطط وطنية لتمكين الطاقة النووية ضمن مزيج الطاقة، حيث ترغب في تنويع مصادر توليد الكهرباء وخاصة لتحلية مياه البحر، في إطار خطتها لتعزيز الاستفادة من الموارد النفطية وتنويع اقتصادها.

اقرأ المزيد: السعودية وأميركا تقتربان من التعاون بالطاقة النووية السلمية

جهود وفق المتطلبات الوطنية وفي إطار الالتزامات الدولية

أكد الوزير السعودي، في كلمته، أن بلاده تقوم بهذه الجهود التطويرية وفقاً لمتطلباتها الوطنية، وفي إطار التزاماتها الدولية، وتابع بأن السعودية تحرص على أن يساهم مشروعها الوطني في نقل المعرفة والتقنيات النووية وتنمية القدرات البشرية والإمكانات الوطنية، ووفق أفضل الممارسات الدولية بما يعزز ويؤكد جهود المملكة في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية لتعزيز الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، ودعم التقدم العلمي والتقني.

ولفت إلى أن المملكة، في هذا السياق، عملت على استكمال مقومات الاستعداد الإداري المتعلقة بالعمل الرقابي النووي، والوفاء بمتطلبات تحقيق الالتزامات في اتفاقات الضمانات الشاملة والإجراءات التابعة لها. مضيفاً أن السعودية أنهت بالتعاون والتنسيق مع الوكالة ترتيب إيقاف العمل ببروتوكول الكميات الصغيرة، وحق التطبيق الكامل لاتفاق الضمانات الشاملة في بداية عام 2025، مثلما وعدت خلال مؤتمر العام الماضي.

تدرك المملكة أهمية تعزيز قدرات الاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية على المستوى الوطني والدولي، وتؤمن بأن التعاون الدولي وتبادل الخبرات في هذا المجال يجعل منظومة التصدي للطوارئ النووية والإشعاعية ومواجهتها أكثر فاعلية لضمان سلامة الإنسان والبيئة. ومن أجل ذلك تستعد المملكة لاستضافة المؤتمر الدولي لبناء المستقبل للطوارئ النووية والإشعاعية في العاصمة الرياض، والذي ستنظمه الوكالة خلال المدة من 1 إلى 4 ديسمبر من هذا العام، حسب الأمير عبدالعزيز في كلمته. 

تعاون مع الوكالة لتنمية القدرات البشرية

وزير الطاقة أكد أن السعودية تدرك بأن الاستثمار في المواهب والكفاءات الوطنية يمثل مفتاح النجاح في الاستفادة من التطبيقات النووية المختلفة، مشيراً أنه في سياق تعزيز تنمية القدرات البشرية، تتعاون المملكة مع الوكالة لدعم برامج تمكين وتطوير الكفاءة الوطنية الشابة، بما يسهم في خدمة الأعمال والأهداف الوطنية ويحقق التنمية المستدامة.

ولفت إلى أن بلاده تثمن الدور التي تقوم به الوكالة لتشجيع الدول الأعضاء على الانضمام إلى الاتفاقيات المتعددة الأطراف والمتعلقة بالأمن النووي، مشيراً إلى المملكة عملت بالتعاون مع الوكالة على تنفيذ أنشطة على المستوى الإقليمي لدعم تلك الجهود، مثل استضافة ورشة عمل إقليمية في الرياض للدول الأعضاء في الوكالة من قارة آسيا، للتعريف بأهمية الاتفاقيات المشتركة المتعلقة بالأمان، والتصرف في الوقود المستهلك، والتخلص الآمن من النفايات المشعة، وأكد على استمرار المملكة في العمل جنبا إلى جنب مع الوكالة في هذا المجال. 

أسست المملكة عام 2010 مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ككيان علمي وبحثي وحكومي ذي شخصية اعتبارية مستقلة، يرأس مجلس إدارتها وزير الطاقة، وتُعنى بشؤون الطاقة الذرية والمتجددة في البلاد بهدف تحقيق التنمية المستدامة لقطاع الطاقة.

المصدر : الشرق بلومبرج