شراء ماسك لأسهم بقيمة مليار دولار في “تسلا” لا يثبت عودته إليها

شراء ماسك لأسهم بقيمة مليار دولار في “تسلا” لا يثبت عودته إليها

عاد إيلون! تستمر الجهود المكثفة للحصول على موافقة المساهمين في “تسلا” على تقديم حزمة تعويضات بقيمة تريليون دولار-إلى جانب منافع أخرى- إلى الرئيس التنفيذي للشركة، ومع شرائه أسهماً فيها بنحو مليار دولار أثار كل ذلك بهجة بالإعراب عن الثقة، إلى جانب تأكيد مدعوم بالمال، بأن إيلون ماسك، الذي يُعرف بتشتت اهتمامه عن أصله الأعلى قيمة والأكثر سيولة، سيركز على نجاح “تسلا”.

الواقع أن ماسك كان في غاية التركيز خلال نهاية الأسبوع، لدرجة أنه استقطع من وقته ليوجه كلمة إلى حشد كبير من المخلصين، داعياً إلى إجراء تغيير جذري في… حكومة المملكة المتحدة؟ إن ظهور ماسك الافتراضي الداعي إلى المواجهة في مظاهرة لليمين المتطرف في لندن، بينما كانت رئيسة مجلس إدارة “تسلا” روبين دنهولم تعمل على حشد الدعم لتقديم أجر أسطوري يبقيه منخرطاً، يكشف أكثر بكثير من مجرد شراء 0.08% من أسهم الشركة.

تقييم “تسلا” يعتمد على رؤية ماسك المستقبلية

إن خطة التعويضات الجديدة لماسك أشبه بفدية تدفعها “تسلا” ليواصل إدارتها، إذ يرتبط تقييمها الهائل بالثقة في رؤيته المستقبلية، وليس بتراجع نشاط الشركة في المركبات الكهربائية، ولا يوجد لماسك خلف واضح بوسعه الحفاظ على الثقة نفسها. ويُعد الحصول على موافقة المساهمين في السادس من نوفمبر أولوية لمجلس الإدارة، كما أشارت دنهولم خلال مقابلة نادرة نسبياً مع “بلومبرغ” الأسبوع الماضي لتبرير القرار. وقد اشترى ماسك الأسهم التي تبلغ قيمتها مليار دولار في اليوم نفسه.

اقرأ أيضاً: مبيعات “تسلا” تواصل الانخفاض في أكبر أسواق أوروبا للسيارات الكهربائية

عزا مجلس الإدارة في الدعوة إلى الجمعية العمومية حزمة التعويضات الهائلة جزئياً إلى الحصول على “ضمانات” على أن ماسك سيقلص أنشطته السياسية “في الوقت المناسب”. وأكدت دنهولم خلال المقابلة أن ماسك، من وجهة نظرها، أنهى ما كان يفعله بصفته “موظفاً حكومياً خاصاً”، وأنه حالياً “عاد، وفي الصدارة” في “تسلا”. لكنها لم تحسم ذلك عند الإلحاح عليها بأسئلة عن مساعي ماسك السياسية الأوسع نطاقاً، وأجابت بقولها إن “ما يفعله من وجهة نظره الشخصية فيما يخص دوافعه السياسية، وما إلى ذلك، هو قراره”.

تبعات توجهات ماسك السياسية تنعكس على “تسلا”

إن رؤية الضرر الذي وقع على علامة “تسلا” التجارية جراء موقف ماسك السياسي اليميني المتشدد وخطابه التحريضي، ثم استنتاج أن آراءه الشخصية منفصلة بشكل ما عن الشركة هو أمر سخيف، فالدعوة إلى الجمعية العمومية تضمنت اقتراحاً من مساهم بانتهاج “سياسة الحياد السياسي”، التي يعارضها مجلس الإدارة.

اقرأ أيضاً: إمبراطورية إيلون ماسك تئن تحت وطأة مشاكله السياسية

أتفق مع مجلس الإدارة أن صياغة المقترح فضفاضة أكثر مما يلزم، ولا يمكن تطبيقها على الأرجح، لكن ربما بمقدور مجلس الإدارة أيضاً أن يفكر للحظة واحدة في تبعات ظهور هذا المقترح في المقام الأول، فإقحام ماسك نفسه في معركة سياسية محتدمة أخرى في أوروبا، بعد توقعه سابقاً اندلاع حرب أهلية في المملكة المتحدة، بمثابة مخالفة فجة للسبب المفترض الذي يمثل محور الاهتمام المحدد في الدعوة إلى الجمعية العمومية.

مقترح لاستثمار من “تسلا” في “xAI”

يُعد شراء الأسهم في هذا الإطار مجرد تجميل زائف، وحتى بالنظر إلى طبيعة الأمر بحد ذاته، فما الرسالة الإيجابية الفعلية التي يبعثها شراء مدير تنفيذي لأسهم بقيمة مليار دولار بسعر 389 دولاراً للسهم، بعدما شرع قبل سنوات قليلة فقط في موجة بيع ممتدة، وباع أسهماً بقيمة 39 مليار دولار بمتوسط سعر 279 دولاراً للسهم؟ (حدث هذا قرب توقيت استحواذ ماسك على منصة “تويتر” التي أصبحت “إكس” (X) حالياً).

علاوة على ذلك، لا يجب أن ننسى أن هناك قرار مقترح آخر يعطي لمجلس الإدارة مجالاً لاستثمار مبلغ لم يُكشف عنه من رأس مال “تسلا” في “إكس إيه آي” (xAI)، شركة الملكية الخاصة التابعة لماسك والتي تضم منصة التواصل الاجتماعي التابعة ومشروعاته للذكاء الاصطناعي، التي كان يجب تطويرها في “تسلا” بفضل الحافز المتمثل في حزمة التعويضات الضخمة. سيوفر هذا الاستثمار من “تسلا” سيولة لإحدى شركات ماسك قبل فترة طويلة من احتمال تحقيق أي من الأهداف المرتبطة بالتعهد بحصوله على التريليون دولار. عبارة “عاد إيلون” يجب أن تعقبها إشارة إلى مزيد من التوضيح أو التحفظ، وليس بعلامة تعجب توحي بالاحتفال.

المصدر : الشرق بلومبرج