
من المتوقع أن يتراجع حجم النفط المستخدم في توليد الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل حاد، مما سيوفر المزيد من الخام السعودي والعراقي للتصدير، حسب وكالة الدولية للطاقة.
على الرغم من توقع ارتفاع الطلب على الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 50% بحلول عام 2035، ترى الوكالة أن حصة النفط في مزيج الطاقة ستنخفض إلى 5% فقط، مقارنة بنحو 20% حالياً .
وسيُحل الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة محل النفط المستخدم في توليد الكهرباء، وفقاً لتقرير أصدرته الوكالة ومقرها باريس يوم الخميس.
اقرأ أيضاً: الطاقة المتجددة تصطدم بالواقع مع عودة نمو الطلب على الغاز
تحويل النفط من الكهرباء إلى التصدير
قال المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، في مقابلة يوم الأربعاء، إن أكبر دولتين منتجتين للنفط في “أوبك”، السعودية والعراق، ستتمكنان بحلول عام 2035 من تحويل 500 ألف برميل يومياً و220 ألف برميل يومياً على التوالي من النفط المخصص لتوليد الكهرباء محلياً إلى التصدير أو لاستخدامات أخرى ذات قيمة أعلى.
أضاف بيرول أن النفط الذي لم يعد يُستخدم في محطات توليد الكهرباء “سيشكل بالتأكيد إضافة إلى المعروض” في الأسواق العالمية، مضيفاً أن “ذلك سيعود على الدول بإيرادات بالعملات الصعبة”.
صعود الغاز في توليد الكهرباء
تزود منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من 30% من النفط العالمي وحوالي 20% من الغاز الطبيعي، وستكون طريقة تعامل الحكومات مع زيادة الطلب على الكهرباء ذات تأثير كبير على اقتصاداتها المحلية والأسواق العالمية للطاقة.
تضاعفت قدرة توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي أكثر من ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين، حيث تمثل مصر وإيران والسعودية والإمارات ثلثي الاستهلاك الإقليمي، حسب التقرير.
وعلى مدى العقد المقبل، سيستمر هذا التوسع، مع توقع أن تزيد القدرة الإنتاجية لمحطات توليد الكهرباء بالغاز بأكثر من 110 غيغاواط، لتُضاف إلى 350 غيغاواط التي كانت قيد التشغيل بالفعل في 2024.
اقرأ أيضاً: هل تتمكن السعودية من توليد نصف كهربائها من الطاقة النظيفة بحلول 2030؟
نمو الطلب على الكهرباء
يمثل التبريد وتحلية المياه العاملين الرئيسيين وراء نمو الطلب على الكهرباء في منطقة ستتعرض لأقصى درجات الحرارة الشديدة ونقص المياه، حسب وكالة الطاقة الدولية.
سيتطلب النمو السريع في السكان والدخول أيضاً المزيد من الكهرباء للصناعات وتوسيع استخدام الكهرباء في النقل وتطوير المدن وبناء البنية التحتية الرقمية الجديدة بما في ذلك مراكز البيانات.
تضاعف الطلب على الكهرباء في المنطقة ثلاث مرات بين عامي 2000 و2024، بزيادة أكثر من 1000 تيراواط في الساعة، لتصبح ثالث أكبر مساهم في نمو الطلب العالمي على الكهرباء بعد الصين والهند.
ومن إجمالي النمو، شكلت أربع دول وحدها 70% من الزيادة، حيث ساهمت السعودية وإيران بنسبة 25% لكل منهما، في حين ساهمت مصر والإمارات بنسبة 10% لكل منهما.
المصدر : الشرق بلومبرج