البورصة المصرية تقترب من مستويات تاريخية.. وطرح “العاصمة الإدارية” سيكون الأكثر جاذبية للمستثمرين

البورصة المصرية تقترب من مستويات تاريخية.. وطرح “العاصمة الإدارية” سيكون الأكثر جاذبية للمستثمرين

قال الدكتور حسام الغايش، محلل أسواق المال، إن البورصة المصرية واصلت مكاسبها لليوم الثاني على التوالي لتقترب من مستوى 36 ألف نقطة، وهو ما يعكس حالة التفاؤل النسبي لدى المستثمرين، رغم أن أحجام التداول لا تزال متوسطة مقارنة بالمستويات المطلوبة لتجاوز المقاومات الرئيسية.

البورصة المصرية تقترب من مستويات تاريخية

وأوضح الدكتور حسام الغايش، محلل أسواق المال، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “أرقام أسواق” المذاع على قناة “أزهري”، أن المؤشر الرئيسي أغلق مرتفعًا بنحو 28 نقطة، وهو ما يشير إلى استمرار الحركة العرضية قرب المقاومة التاريخية عند مستوى 36,150 نقطة. وأضاف أن تجاوز هذه النقطة سيدفع السوق نحو مستويات صاعدة جديدة، لكنه ربط ذلك بزيادة ملحوظة في أحجام التداول حتى يتمكن السوق من اختراق المقاومات القوية بثبات.

طرح “العاصمة الإدارية” سيكون الأكثر جاذبية للمستثمرين

وعن مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة، أكد الدكتور حسام الغايش، محلل أسواق المال، أن المؤشر السبعيني سجل ارتفاعًا بأكثر من 1% اليوم، ليتجاوز مكاسبه منذ بداية العام 30%. وبيّن أن المؤشر يواجه مقاومة محورية عند مستوى 10,000 نقطة، مؤكدًا أن تجاوزه سيضيف مزيدًا من الزخم الإيجابي للمستثمرين في هذه الشريحة من الأسهم.
وفيما يتعلق بشهادات الإيداع الدولية، أشار الغايش إلى أن تقلص عدد الشركات المصرية المدرجة في بورصة لندن يرجع أساسًا إلى ضعف التداول وقلة الجاذبية لهذه الشهادات بالنسبة للمستثمرين الأجانب، الذين وجدوا في السنوات الأخيرة فرصًا أكثر جذبًا في أدوات الدين المصرية بفضل ارتفاع أسعار الفائدة.
وتعليقًا على إعلان شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية بشأن تقييم أصولها تمهيدًا للطرح بالبورصة، رجّح الغايش أن يكون طرح الشركة الأم أكثر جاذبية من الشركات التابعة، نظرًا لتنوع أنشطتها وقدرتها على استقطاب المستثمرين الأجانب. وأكد أن نجاح أي طرح يتوقف بالأساس على تحديد قيمة عادلة وسعر منافس يعكس نتائج أعمال الشركة ويعزز فرص جذب السيولة الجديدة للسوق.
كما تناول الغايش إعلان شركة القلعة عن نيتها زيادة رأس المال بعد سداد جزء من مديونياتها، معتبرًا أن هذه الخطوة ستخفف الأعباء المالية وتفتح المجال أمام الشركة للتوسع في استثماراتها المتنوعة، ما قد ينعكس إيجابيًا على أداء السهم في الأجل الطويل.

تباين في أداء الأسواق العالمية وسط ترقب سياسات الفيدرالي الأمريكي وتباطؤ النمو في أوروبا

قال الدكتور حسام الغايش، محلل أسواق المال، إن الأسواق العالمية تشهد حالة من التذبذب الحاد خلال الفترة الأخيرة، في ظل الضبابية المحيطة بالسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى الضغوط الناجمة عن تباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا وتراجع الطلب في بعض الأسواق الآسيوية.
وأوضح الغايش، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “أرقام أسواق” على قناة “أزهري”، أن مؤشرات الأسهم الأمريكية ما زالت تتحرك في نطاقات عرضية، حيث يوازن المستثمرون بين البيانات الاقتصادية المتباينة وبين توقعات خفض الفائدة. وأشار إلى أن استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة نسبيًا يجعل الفيدرالي أكثر حذرًا في اتخاذ قراراته، وهو ما ينعكس على أداء أسواق الأسهم والسندات معًا.
وأضاف أن الأسواق الأوروبية تعاني من ضغوط مزدوجة تتمثل في ارتفاع أسعار الطاقة وتراجع معدلات التصنيع، مشيرًا إلى أن مؤشر DAX الألماني وCAC 40 الفرنسي يواجهان ضغوطًا بيعية بسبب ضعف الثقة في تعافي النمو. وأكد أن أوروبا باتت أكثر عرضة للتباطؤ الاقتصادي، خصوصًا مع تزايد التحديات الجيوسياسية وتذبذب أسعار الغاز.
أما في الأسواق الآسيوية، فأكد الغايش أن حالة التباطؤ في الاقتصاد الصيني تلقي بظلالها على البورصات الإقليمية، لافتًا إلى أن التراجع في قطاع العقارات الصيني وضعف الاستهلاك الداخلي أثرا على مؤشرات مثل Hang Seng وShanghai Composite ومع ذلك، اعتبر أن أي خطوات تحفيزية من جانب الحكومة الصينية قد تعطي دفعة قوية للأسواق الناشئة في آسيا.
وأشار الغايش إلى أن أسواق السلع أيضًا تشهد حالة من التقلب؛ حيث تحافظ أسعار الذهب على قوتها كملاذ آمن في ظل المخاوف الجيوسياسية، بينما تشهد أسعار النفط ضغوطًا بين اتجاهين متناقضين: تباطؤ الطلب العالمي من جهة، وخفض الإمدادات من جانب تحالف أوبك+ من جهة أخرى.
واختتم الغايش تصريحاته بالتأكيد على أن الفترة المقبلة ستظل مرهونة بقرارات البنوك المركزية، لاسيما الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى التطورات الاقتصادية في الصين وأوروبا، مؤكدًا أن المستثمرين بحاجة إلى الحذر وتنويع محافظهم الاستثمارية لتفادي المخاطر المرتبطة بهذه التقلبات.

المصدر : تحيا مصر