ترمب يوقع أمراً بشأن “تيك توك” الأميركي بتقييم 14 مليار دولار

ترمب يوقع أمراً بشأن “تيك توك” الأميركي بتقييم 14 مليار دولار

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطط لمستثمرين أميركيين لشراء عمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة من مالكها الصيني شركة “بايت دانس”، حيث حدد المسؤولون قيمةً محتملةً قدرها 14 مليار دولار، ووضعوا الخطوط العريضة لإجراءات تضمن أمن المشروع الجديد.

ترمب وقع الخميس في البيت الأبيض أمراً تنفيذياً يعلن توافق الصفقة مع قانون 2024 الذي يلزم “بايت دانس” بسحب سيطرتها على منصة مشاركة الفيديو الشهيرة، وإلا ستحظر في الولايات المتحدة. كما أكد ترمب مجدداً حصوله على موافقة نظيره الصيني، شي جين بينغ، على الصفقة.

وقال ترمب للصحفيين في المكتب البيضاوي: “لقد أجريتُ محادثةً جيدةً للغاية مع الرئيس شي. تحدثنا عن تيك توك وأمور أخرى. تحدثنا عن تيك توك وأعطانا الضوء الأخضر”.

الصفقة التي يسعى ترمب لإتمامها ستُحول أعمال “تيك توك” في الولايات المتحدة إلى مشروع جديد مقره الولايات المتحدة مملوك بشكل رئيسي لمستثمرين أميركيين، مع تقليص حصة “بايت دانس” إلى أقل من 20%، وفقاً لما ينص عليه قانون الأمن القومي.

من شأن هذه الصفقة أن تُسهم في الوفاء بوعد قطعه ترمب خلال حملته الانتخابية وتزيل مصدر إزعاج في العلاقات مع الصين.

أكد ترمب ومسؤولون أميركيون آخرون أن الاتفاق من شأنه حماية بيانات المستخدمين الأميركيين، مع تكليف شركة “أوراكل” بالحفاظ على معلوماتهم في سحابة آمنة، ومساعدة كيان “تيك توك” الجديد في حماية برنامج التوصية الخاص بالتطبيق من التأثير الأجنبي.

في انتظار موافقة رسمية من الصين

حتى مع موافقة ترمب، لا تزال الصفقة محاطةً بالشكوك، حيث لم تُعلن الصين علناً بعدُ ما إذا كانت قد وافقت عليها. ولم تستجب السفارة الصينية فوراً لطلب التعليق في أعقاب تصريحات ترمب الأخيرة.

لا تزال العناصر الرئيسية للصفقة غير واضحة، بما في ذلك تشكيل تحالف المشترين. تجري كل من “أوراكل”، و”سيلفر ليك مانجمنت”، وشركة “إم جي إكس” (MGX) الاستثمارية ومقرها أبوظبي، محادثات للاستثمار في المشروع الجديد والحصول على مقاعد في مجلس إدارته، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات، لكن نبهوا من أن المحادثات لا تزال غير مستقرة.

اقرأ أيضاً: أوراكل و”سيلفر ليك” و”MGX” الإماراتية تبحث شراء 45% من تيك توك أميركا

هناك نقطة أخرى لا زالت غير محددة وهي السعر الذي ستدفعه الشركة الأميركية الجديدة، فقد قال نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي لعب دوراً محورياً في صياغة الصفقة، يوم الخميس إن الصفقة ستُقدّر قيمة الشركة الأميركية الجديدة بحوالي 14 مليار دولار. وقال فانس: “في النهاية، سيُحدد المستثمرون ما يريدون الاستثمار فيه وما يعتقدون أنه القيمة المناسبة”.

تقييم “تيك توك” الأميركي أقل من التوقعات

جاء تقدير فانس أقل بكثير من بعض التوقعات السابقة التي قدرت قيمة عمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة بحوالي 35 إلى 40 مليار دولار. ولطالما كان تقييم عمليات “تيك توك” في أميركا صعباً نظراً لعدم اليقين بشأن التكنولوجيا المستخدمة في أي صفقة، وخاصةً خوارزمية المحتوى المرغوبة للتطبيق.

قالت جاسمين إينبيرغ، المحللة الرئيسية في شركة “إي ماركتر” (Emarketer)، إن التقييم البالغ 14 مليار دولار يتماشى مع تقديراتها لإيرادات الإعلانات المتوقعة لشركة “تيك توك” في الولايات المتحدة لعام 2026. وأضافت في بيان: “الإعلان هو خط العمل الأساسي لشركة تيك توك في الولايات المتحدة، ولا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول كيفية عمل المشروع الجديد”.

الأمر التنفيذي الموقع من طرف ترمب يمنح الأمر الطرفين مهلة 120 يوماً لإتمام الصفقة، وهو التمديد الخامس للموعد النهائي الذي يمنحه ترمب، مما يُمثل اختباراً لحدود قانون سحب الاستثمارات أو حظرها، الذي لم يسمح إلا بفترة توقف واحدة لتطبيقه. يجب إتمام الصفقة الآن بحلول نهاية يناير، أي بعد مرور أكثر من عام على دخول القانون حيز التنفيذ.

مواجهة محتملة في الكونغرس

تُمهّد خطوة الرئيس الأميركي الطريق لمواجهة محتملة مع المشرعين الذين لا يزالون متشككين في أن الصفقة التي يجري العمل عليها تفي بشروط قانون 2024. ويتعهد أعضاء الكونغرس بفحص الاتفاق بدقة، لا سيما ما إذا كان سيُنهي سيطرة “بايت دانس” على “تيك توك” وبرنامجها للتوصيات المرغوب فيه في الولايات المتحدة.

قال النائب راجا كريشنامورثي، كبير الديمقراطيين في اللجنة الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني بمجلس النواب، في بيان يوم الاثنين: “في حال التوصل إلى اتفاق، يجب إطلاع الكونغرس على تفاصيله”. وصرح نظيره الجمهوري، جون مولينار، رئيس اللجنة، الأسبوع الماضي بأنه يعتزم “مناقشة هذه القضايا مع أطراف الصفقة لضمان التزام أي صفقة بالمتطلبات القانونية”.

اقرأ أيضاً: “تيك توك” بين واشنطن وبكين.. قصة صراع يسدل ستاره

ولكن لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيذهب المشرعون، وخاصة زملاء ترمب الجمهوريون، في تحدي الرئيس بشأن الشروط.

تدريب خوارزمية تيك توك من الصفر

بموجب الاتفاق، سيستأجر مالكو تطبيق “تيك توك” الأميركي نسخة من الخوارزمية من “بايت دانس”، على أن يُعاد تدريبها “من الصفر” بإشراف “أوراكل”، وفقاً لمسؤول أميركي. وستقوم “أوراكل” بفحص الخوارزمية المُعاد تدريبها، وكيفية تقديمها للمحتوى للمستخدمين، لمساعدة الكيان الأميركي على ضمان عدم استخدامها لأغراض خبيثة أو التأثير عليها بأي شكل آخر.

قال المسؤول إن بيانات المستخدمين الأميركيين ستُخزَّن في سحابة آمنة تُديرها شركة “أوراكل”، مع ضوابط مُحدَّدة لمنع دخول الخصوم الأجانب، بما في ذلك الصين. وأضاف المسؤول أن “بايت دانس” لن تتمكن من الوصول إلى معلومات مستخدمي “تيك توك” في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: “تيك توك” يواجه غرامة أوروبية بنصف مليار يورو بسبب نقل بيانات إلى الصين

يُحاكي هذا الإعداد الشراكة التي تُقدَّر بمليارات الدولارات والمعروفة باسم “مشروع تكساس”، حيث كُلِّفت “أوراكل” بفصل بيانات مستخدمي “تيك توك” الأميركيين عن الصين وتأمينها.

اقترحت “تيك توك” تعاون “مشروع تكساس” مع أوراكل على إدارة بايدن عام 2022 لتهدئة مخاوف الأمن القومي، لكن الحكومة الأميركية رفضته في النهاية.

ليس من الواضح ما إذا كان هذا الاتفاق سيُبدّد المخاوف القائمة لدى السلطات في بكين. واكتفت وزارة الخارجية الصينية بالقول إن “الحكومة الصينية تحترم رغبات الشركة المعنية، وستكون سعيدة برؤية مفاوضات تجارية مثمرة، متوافقة مع قواعد السوق، تُفضي إلى حل يتوافق مع القوانين واللوائح الصينية، ويراعي مصالح كلا الجانبين”.

المصدر : الشرق بلومبرج