
قد يُصبح النفط الخام الأميركي باهظ الثمن للمشترين في آسيا بسبب ارتفاع أسعار ناقلات النفط وسط زيادة المشتريات الصينية واستعداد التجار لإمدادات أكبر من “أوبك+”.
تطلب المصافي الصينية حالياً نفط خام بتاريخ وصول قبل نهاية العام الجاري، وذلك لاستهلاك حصص الاستيراد التي أصدرتها بكين، وفقاً لتجار في السوق طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخوّلين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
ويؤدي هذا الطلب على ناقلات النفط العملاقة إلى تقليص عدد السفن المتاحة لنقل النفط من الأميركتين إلى آسيا.
أسعار شحن الخام من الأميركتين
يبلغ السعر اليومي لناقلة نفط خام عملاقة تنقل النفط إلى الصين من الولايات المتحدة حالياً أكثر من 70 ألف دولار، وفقاً لبيانات “بورصة البلطيق”، ورغم أن هذا السعر أقل من الـ90 ألف دولار لتلك المتجهة من الشرق الأوسط إلى الصين، فإن الرحلة من الأميركتين أطول بأسبوعين على الأقل، ما يزيد الكلفة الإجمالية.
إقرأ المزيد: أسعار ناقلات النفط العملاقة تقترب من 100 ألف دولار يومياً مع تخفيف قيود “أوبك+”
كان ما يُسمى بـ”تدفقات المراجحة” – أي شحن النفط من مناطق مثل الولايات المتحدة إلى آسيا للاستفادة من فروقات الأسعار وتكاليف النقل– من أبرز ملامح التداول الفوري خلال الأشهر الأخيرة.
ولا تزال هذه الصفقات مجدية اقتصادياً، كما يتضح من شراء شركة “بهارات بتروليوم” (Bharat Petroleum Corp.) الهندية نفط غرب تكساس الوسيط الأميركي الأسبوع الجاري، غير أن هذا التوجه قد لا يستمر طويلاً.
مالكو السفن يفضلون شرق السويس
قال إد فينلي-ريتشاردسون، محلل الشحن البحري ومؤسس شركة “كونتانغو ريسيرش” (Contango Research): “مع بدء (أوبك) زيادة حصصها، نلاحظ وجود مزيد من الشحنات في شرق السويس”. وأضاف أن مالكي السفن “متفائلون بشأن آفاقهم هناك، ولذلك يفضلون البقاء في الشرق”.
وأشار تجار أيضاً إلى الضعف السريع في درجات الخام المعيارية في سوق النفط بالشرق الأوسط، بما في ذلك تقلص فروق الأسعار لعقود خام دبي المعياري ذات الآجال المختلفة وخامات أخرى مثل عُمان ومربان. ما يجعل النفط القادم من دول الخليج القريبة أرخص مقارنة بالدرجات القادمة من الأميركتين البعيدتين.
في الوقت الذي تضيف فيه منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفاؤها مزيد من البراميل إلى السوق، تظهر مؤشرات أولية على شحّ في الولايات المتحدة. فقد تراجعت مخزونات النفط الخام على مستوى البلاد للأسبوع الثاني على التوالي لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ يناير، وفقاً لبيانات حكومية.
المصدر : الشرق بلومبرج