تُعرف العديد من المدن التونسية بتراثها الروحاني الفريد، حيث تضم العديد من المساجد التي تثير إعجاب الزوار. وهذه المساجد، بالإضافة إلى دورها الديني، تمثل رمزًا للإبداع المعماري الذي يجذب الزوار من كافة أنحاء العالم، بما تمتاز به من روحانية عميقة وتصاميم رائعة. وقد أسهمت هذه المعالم التاريخية في تشكيل النسيج الديني والاجتماعي للمنطقة، حيث تعكس قيم الإيمان والتوحد.
وفقا لإحصائيات وزارة الشؤون الدينية التونسية، يتجاوز عدد المساجد في تونس 5 آلاف مسجد، ولكن بعض هذه المساجد تتميز بتاريخها العريق. من أبرز هذه المساجد جامع الزيتونة المعمور في قلب المدينة العتيقة بتونس العاصمة، الذي تأسس عام 79 هـ. يمتد الجامع على مساحة 5000 متر مربع ويضم 9 أبواب، بينما يتكون من 184 عمودًا جُلبت بشكل أساسي من الموقع الأثري في قرطاج.
ومن بين المساجد التاريخية المشهورة في تونس جامع عقبة بن نافع في مدينة القيروان، الذي يعد أكبر مسجد في البلاد. بناه عقبة بن نافع في أواخر القرن الثامن الميلادي، ويتميز بتصميم معماري فريد، حيث يعتبر من أضخم المساجد في الغرب الإسلامي. تمتد مساحته إلى نحو 9700 متر مربع، وتتميز قبة باب البهو بـ32 سارية من الرخام المزخرف.
ويبرز أيضًا «الجامع الكبير» في مدينة سوسة، الذي أمر ببنائه الأمير الأغلبي أبو العباس محمد في عام 237 هـ، وجرى ترميمه عدة مرات على مر العصور. كما يقع جامع بن فضلون في جزيرة جربة، وهو من المعالم التاريخية الشهيرة بالجزيرة.
وفي مدينة تستور التابعة لولاية باجة وسط تونس، نجد «الجامع الكبير» أو جامع الساعة المعكوسة، الذي بناه المهندس الأندلسي محمد تغرينو بين عامي 1610 و1630 ميلاديًا، ويُعد من المعالم المعمارية الفريدة في المنطقة.