
بدأت أسعار النفط في الشرق الأوسط تتأثر سلبًا بالمخاوف من فائض وشيك في المعروض، بعد تحالف “أوبك+” قدماً في تنفيذ استراتيجيته لاستعادة حصته السوقية، وتراجع الطلب من المصافي الصينية.
مربان، خام أبوظبي الرئيسي، تراجع فارق السعر بين أقرب عقدين- فرق السعر بين العقود الآجلة للتسليم الفوري وتسليم الشهر التالي- ليدخل في أكبر حالة هذا العام يوم الإثنين، باستثناء التفاوت المرتبط بانتهاء صلاحية العقود. ويُعتبر هذا النمط الهبوطي في العادة بمثابة إشارة على زيادة المعروض.
يتجلى الضغط الهبوطي في سعر الإمدادات الفعلية التي سيجرى التعامل عليها في وقت لاحق من العام، فقد بيع خام زاكوم العلوي للتحميل في ديسمبر بخصم يقارب 20 سنتاً عن سعر البيع الرسمي هذا الأسبوع، مقارنةً بعشرة سنتات الأسبوع الماضي، بحسب متعاملين مشاركين في السوق، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
رفع “أوبك+” الإنتاج يثير القلق من فائض العرض
يُرجح أن يرفع “أوبك+” الإنتاج في نوفمبر، ليواصل إعادة الإمدادات المتوقفة إلى السوق، رغم تحذير بنوك “وول ستريت” ووكالة الطاقة الدولية من احتمال حدوث تخمة وشيكة في العرض. تراجعت العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط الإثنين، منخفضة بأكثر من 3%.
اقرأ أيضاً: وكالة الطاقة: فائض قياسي يهدد أسواق النفط في 2026
مع ذلك، هناك بؤر قوة في السوق، فلا يزال فارق السعر بين العقود الآجلة لخامي مربان وعُمان تسليم بعد شهرين و3 أشهر قوي نسبياً، مع وصول الفرق بين سعري الخامين لأدنى قليلاً من دولار واحد للبرميل في نمط صعودي. لكن التراجع في أسعار العقود الآجلة للشهر التالي، حيث توجد السيولة الأكبر، يبرز المخاوف إزاء اختلال التوازنات بين العرض والطلب.
يبلغ حجم ما يُعرف باسم “النفط العائم” (oil on water)، الذي يشمل منشآت التخزين العائمة والسفن التي تنقل الخام، حالياً 170 مليون برميل، ما يمثل ارتفاعاً عن الفترة نفسها من العام الماضي، وبينما تتراجع الكميات قرب هذه الفترة في العادة، فقد زادت بدلاً من ذلك، بحسب بريان ليسن، الاستراتيجي العالمي لدى “آر بي سي كابيتال ماركتس” (RBC Capital Markets).
تراجع طلب شركات التكرير في الصين على النفط
أضاف ليسن أن “الأسواق المعتمدة على النفط المنقول بحراً في مناطق عديدة تبدو مشبعة بالإمدادات، وسيتعين توجيه تلك التدفقات إلى مناطق أخرى. لم تعُد الصين المشتري الذي يستوعب الفائض مع بداية الربع الرابع”.
اقرأ أيضاً: تكديس الصين لاحتياطيات النفط يربك حسابات التجار في سنغافورة
يُتوقع أن شراء الصين للنفط لزيادة الاحتياطيات الاستراتيجية سيستوعب جزءاً من فائض الإمدادات، لكن يُنتظر أن يتراجع الطلب من شركات التكرير نتيجةً لأعمال الصيانة وعدم تحديد بكين لحصص الاستيراد، التي عادةً ما تحصل عليها شركات التكرير قرب هذه الفترة من العام، لكن لم تخصص أي حصص حتى الآن.
فضلاً عن ذلك، تواجه منظمة “أوبك” وحلفاؤها منافسة كبيرة في آسيا، المنطقة التي تتدفق إليها كميات ضخمة نسبياً من النفط قادمة من دول مثل الولايات المتحدة، ما يضغط على الأسعار في الشرق الأوسط، وأدى إلى ما يصفه المتعاملون بأنه تراكم مرجح للشحنات مع انتهاء دورة التداول هذا الشهر.
المصدر : الشرق بلومبرج