مستشفى الفجيرة يُسخر الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الحالات وتحسين تجربة المرضى

مستشفى الفجيرة يُسخر الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الحالات وتحسين تجربة المرضى

أكد أحمد الخديم، مدير مستشفى الفجيرة، الحرص على خلق بيئة ذكية تعتمد على استغلال البيانات والمعرفة كونها أدوات استراتيجية لاتخاذ قرارات مدروسة ذات تحليل دقيق، ما يمنح الكفاءات الوطنية فرصاً فريدة لتطوير حلول مبتكرة تسهم في تحسين تجربة المرضى والارتقاء بجودة حياة المجتمع.

جاء ذلك خلال انطلاق النسخة الأولى من ملتقى الذكاء الاصطناعي الذي تنظمه مستشفى الفجيرة، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تحت شعار «نمكّن العقول ونرتقي بالمجتمع»، في خطوة تعكس التزام المؤسسة بتسريع تبني التقنيات الذكية في القطاع الصحي، ليتضمن الملتقى جلسات حوارية ناقشت دور الذكاء الاصطناعي في علاج أمراض القلب.

والأطر الأخلاقية والتشريعية للتطبيقات الذكية، إضافة إلى التوجهات المستقبلية لتمكين الكفاءات الوطنية، وكذلك كان هناك معرض مصاحب له عن المشاريع الرقمية في القطاع الصحي.

وأشار الخديم أن الملتقى يعكس رؤية الدولة في تحقيق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، التي تعد التقنيات الذكية فيها من الركائز الأساسية للتنمية المستدامة.

من جهته، أوضح الدكتور ثائر خزيم، استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية ورئيس قسم القلب بالمستشفى، خلال الملتقى مدى فاعلية الذكاء الاصطناعي في إنقاذ الأرواح، مسلطاً الضوء على قصة نجاح الفريق الطبي في مستشفى الفجيرة الذي تمكن من إنقاذ حياة مريضة تعرضت لتوقف القلب لمدة 40 دقيقة عقب نوبة قلبية حادة.

مؤكداً أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ساعدت على تشخيص انسداد الشريان الأيمن بالكامل باستخدام كاميرا دقيقة أثناء إجراء القسطرة، ما مكنهم من زرع دعامة قلبية مقيسة بدقة.

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي أحدث نقلة نوعية في دقة التشخيص؛ حيث أسهم في رفع مستوى الفحوصات وتمكين الأطباء من التنبؤ بقدرة القلب على الضخ واكتشاف اضطرابات القلب مثل اعتلالاته وعدم انتظام ضرباته، كما أتاح تحليلاً شاملاً للشرايين بدلاً من الاقتصار على أجزاء محدودة، ما يعزز الوقاية من النوبات القلبية المتكررة.

كما أكدت الدكتورة أسماء خماس، استشارية الأشعة التداخلية للثدي ورئيسة قسم الأشعة والطب النووي في المستشفى، أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الرعاية الصحية أصبح خطوة استراتيجية لتحسين جودة الخدمات وكفاءتها.

وتحدثت خماس عن أهمية الخوارزميات المتقدمة المستخدمة في تحليل الصور الطبية، مشيرةً إلى أنها أسهمت في رفع دقة التشخيص وتسريعه، وأدت إلى تقليل الأخطاء الطبية بشكل ملحوظ، وأضافت أن الذكاء الاصطناعي بات ركيزة أساسية في تطوير خدمات التصوير الطبي والأشعة، ما يعكس تطوراً نوعياً في أسلوب تقديم الرعاية الصحية.

وكشفت أن مستشفى الفجيرة اعتمد خريطة طريق لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، منها الكشف المبكر عن سرطان الثدي منذ عام 2020، حيث ارتفعت دقة النتائج من 85% إلى 98%، وانخفضت فترة التشخيص من 14 يوماً إلى 5 أيام فقط، مع تقليص نسبة الاستدعاء بعد الفحص من 10% إلى 4% وتم الكشف المبكر عن 125 حالة سرطان ثدي في مرحلتها الأولى خلال 2024.

وكذلك الكشف المبكر عن أمراض الرئة والسل عبر مراكز الطب الوقائي في عام 2021، ما رفع دقة النتائج إلى 99% وقلص فترة التشخيص من 72 ساعة إلى أقل من 10 ساعات، وأسهم في عزل المصابين ومنع انتشار العدوى، مع تشخيص 2294 حالة سل في 2024.

المصدر : البيان