
احتفلت الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في الإمارات باليوم العالمي لكبار السن، الذي يوافق 1 أكتوبر من كل عام، ونظمت باقة من الفعاليات والأنشطة التي جسدت العرفان والامتنان لهذه الفئة الغالية ودورها في بناء المجتمع واستقراره، ونقل القيم النبيلة عبر الأجيال.
حيث نظمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، على مدار ثلاثة أيام في دبي برنامجاً تدريبياً متخصصاً بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، لتدريب الكوادر الصحية على تطبيق منهجية الرعاية المتكاملة لكبار المواطنين «ICOPE»، وذلك في إطار الحملة الوطنية لتعزيز صحة كبار المواطنين، وانسجاماً مع الإطار الوطني للتقدم في العمر بصحة ورعاية 2025 – 2031.
مهارات التقييم
واستهدفت فعاليات البرنامج نخبة من الأطباء والكوادر المتخصصة في القطاع الصحي، بهدف تأهيلهم وتعزيز مهاراتهم على تقييم القدرات الجسدية والمعرفية والنفسية لكبار المواطنين، وتطوير خطط رعاية شخصية تساعد على زيادة استقلالية وتحسين جودة حياة هذه الفئة في المجتمع.
وذلك من خلال الجلسات التدريبية التي تضمنت عروضاً لتجارب عالمية، ومحاكاة تطبيقية لدراسة حالات واقعية، ومناقشات حول سبل دمج الرعاية الصحية والاجتماعية بما يعزز منظومة الشيخوخة الصحية في الدولة.
جلسات نوعية
وتطرقت الجلسات إلى مجموعة من المحاور النوعية أبرزها، استعراض التقدم المُنجز في تحقيق أهداف العقد الأممي للشيخوخة الصحية «2021 – 2030»، الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية في تعاون عالمي يجمع بين الحكومات والمجتمع المدني والوكالات الدولية والمهنيين والأوساط الأكاديمية، والذي يركز على تكثيف الجهود لمدة 10 سنوات من العمل التشاركي لدعم الحياة الصحية في مرحلة الشيخوخة.
الرعاية المتكاملة
وسلطت جلسات البرنامج التدريبي الضوء على مسارات الرعاية المتكاملة للتعامل مع التحديات الأكثر شيوعاً في مرحلة الشيخوخة مثل التراجع المعرفي، الاكتئاب، مشكلات التغذية والتنقل، بالإضافة إلى الاضطرابات الحسية كضعف السمع أو البصر، مع عرض لاختبار الأداء البدني القصير، إلى جانب تبادل الخبرات حول إعداد خطط رعاية شخصية تناسب ظروف كل فرد متقدم في السن على حدة، عبر تطوير دراسات الحالة.
كما استعرضت الإمارات الخطط المستقبلية للارتقاء بصحة كبار المواطنين من خلال تطوير مسارات الدعم الاجتماعي وتحسين مهارات مقدمي الرعاية، وذلك في إطار الجهود الوطنية لتمكين الكوادر الصحية والاجتماعية بالأدوات الحديثة لرعاية كبار المواطنين، ما يبرز التزام الدولة بتعزيز جودة الحياة وتحقيق التكامل بين القطاعات الصحية والاجتماعية.
مسار وطني شامل
وأكد الدكتور حسين الرند، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة، أن تنظيم هذا البرنامج التدريبي يأتي ضمن مسار وطني شامل لتعزيز صحة كبار المواطنين، بما يعكس أولويات الوزارة لتحقيق أهداف عام المجتمع، من خلال الاستثمار في صحة كبار المواطنين الذي يعد واجباً إنسانياً ووطنياً وركيزة أساسية لضمان تماسك المجتمع واستدامة مسيرته التنموية.
وذلك ضمن الجهود المستمرة لترسيخ مكانة الإمارات كنموذج عالمي في تعزيز الشيخوخة الصحية ورعاية كبار المواطنين بما يضمن لهم جودة الحياة مع الحفاظ على كرامتهم واستقلاليتهم.
وأضاف: «حرصنا في تصميم هذا البرنامج المتكامل على نقل الخبرات الدولية من منظمة الصحة العالمية، وتكييفها مع خصوصية منظومتنا الصحية والاجتماعية، بما يضمن استدامة الخدمات الوقائية والعلاجية لكبار المواطنين، مع التركيز على بناء قدرات الكوادر الوطنية .
وتزويدهم بأدوات متقدمة لتقييم احتياجات كبار المواطنين، وهو ما يشكل خطوة استراتيجية لتجسيد دور الدولة الريادي في صياغة سياسات متقدمة تعزز الترابط بين القطاعين الصحي والاجتماعي، وتضمن توفير خدمات شاملة تراعي احتياجات كبار المواطنين».
التواصل بين الأجيال
ونظّمت الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب في دبي، بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع، فعالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للمُسنّين، حيث اجتمع كبار المواطنين في أجواء اجتماعية مرحة تجسّد روح الانتماء وتقدير العطاء.
وشهدت الفعالية تنظيم ورشة توعوية لتلوين المقتنيات وإبراز إبداعات كبار المواطنين، إلى جانب مسابقات وأنشطة تفاعلية هدفت إلى خلق بيئة محفزة تُسهم في إسعاد المشاركين وتعزيز تواصلهم مع المجتمع. كما تم عقد ورشة توعوية لكبار المواطنين لتوعيتهم بمخاطر توظيف العمالة المخالفة وكيفية التعامل مع المخالفين، تعزيزاً للأمن والأمان المجتمعي.
وأكد العميد عبدالصمد حسين البلوشي، مساعد المدير العام لقطاع شؤون الريادة والمستقبل في إقامة دبي، أن كبار المواطنين يمثلون ركيزة أساسية في بناء المجتمع وقيمة إنسانية يعتز بها الجميع.
وقال: «إن احتفالنا بيومهم العالمي يعكس حرص دبي على تقدير عطائهم وإبراز دورهم الفاعل في مسيرة التنمية، كما يجسد التزام إقامة دبي بنهج القيادة الرشيدة في جعل الإنسان محور التنمية بما يعزز سمعة دولتنا كنموذج عالمي في رعاية الإنسان وجودة الحياة».
ذاكرة الوطن
كما نظّمت محاكم دبي بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع (مجلس كبار المواطنين) فعالية خاصة مميزة بمناسبة «اليوم العالمي لكبار السن»، وذلك في حي الفهيدي التاريخي، أحد أقدم الأحياء في دبي، والذي يحمل بين جدرانه عبق الماضي وأصالة الحاضر.
وقد جاء اختيار هذا الموقع، لما يحمله من رمزية تتقاطع مع جوهر الفعالية، إذ يجسد الحي تاريخاً عريقاً، تماماً كما يجسّد كبار المواطنين ذاكرة الوطن وروحه الأصيلة
وتخللت الفعالية فقرات تراثية وتفاعلية، عبّرت عن التقدير والاحترام، وسط أجواء ودّية دافئة، عكست مشاعر الامتنان والعرفان تجاه من منحوا أعمارهم لبناء مجتمع راسخ ومتكاتف.
وقال حمد ثاني، مدير إدارة الاتصال الحكومي في محاكم دبي: «مشاركة كبار المواطنين في هذه الفعالية ليست مجرد حضور رمزي، بل تعبير صادق عن امتناننا العميق لدورهم الجوهري في بناء مجتمع متماسك، إنهم الرقم الأول في سلم أولوياتنا، ومكانتهم محفوظة في كل ما نقدمه من خدمات وسياسات».
أمن المطارات
كما نظمت الإدارة العامة لأمن المطارات في شرطة دبي، زيارة إلى مركز سعادة كبار المواطنين في دبي، للاحتفاء مع كبار المواطنين، بيوم المسنين العالمي، والهادف إلى إلقاء الضوء على حقوق كبار المواطنين وأهمية معالجة التحديات التي تواجههم، وضرورة تزويدهم بالرعاية اللازمة تقديراً للجهود التي بذلوها في مسيرة حياتهم.
المصدر : البيان