
تسعى الهند لتأمين أولى إمداداتها طويلة الأجل من غاز البترول المسال من الولايات المتحدة، في وقت تعطل فيه الحرب التجارية التي تخوضها واشنطن تدفقات هذا الوقود المستخدم في الطهي وصناعة البلاستيك.
تتطلع شركات النفط المملوكة للدولة إلى شراء ما يصل إلى ثلاث ناقلات غاز عملاقة شهرياً خلال عام 2026 من الولايات المتحدة، بحسب وثيقة مناقصة اطلعت عليها “بلومبرغ”. وتتحمل الشركات الوطنية الثلاث مسؤولية توفير غاز البترول المسال لأكثر من 331 مليون مستهلك محلي، تستورد أكثر من 60% منه.
هذه هي المرة الأولى التي تسعى فيها الدولة الواقعة في جنوب آسيا، والتي تملك عقوداً طويلة الأجل مع دول مثل السعودية، إلى إبرام اتفاق مماثل مع الولايات المتحدة بشأن غاز البترول المسال، وفقاً لتجار مطلعين على الأمر. وتأتي هذه الخطوة عقب إعلان الحكومة نيتها زيادة مشترياتها من الطاقة الأميركية، في إطار سعيها لإقناع واشنطن بخفض الرسوم الجمركية البالغة 50% التي فُرضت في أغسطس.
اقرأ أيضاً: الهند تعيد هيكلة عقود الغاز المسال بالاعتماد على المؤشر الأميركي
لم تصدر أي تعليقات من شركات “إنديان أويل” (Indian Oil) و”بهارات بتروليوم” (Bharat Petroleum) و”هندوستان بتروليوم” (Hindustan Petroleum)، التي طرحت المناقصة بشكل مشترك، على طلبات التعليق. كما لم ترد وزارة النفط الهندية على طلبات التعليق.
الحرب التجارية الأميركية الصينية
تتحرك الهند لملء الفراغات التي أحدثها تصدع العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ويُعد غاز البترول المسال من أبرز السلع التي طالتها الرسوم الجمركية المتزايدة بين أكبر اقتصادين في العالم، ما دفع الصين للتوجه نحو الشرق الأوسط واستبدال شحناتها من مناطق النفط الصخري الأميركي، غالباً بأسعار مخفضة.
في المقابل، يخوض منتجو الشرق الأوسط، ومن بينهم السعودية التي تُعد مورداً تقليدياً لأسواق غاز البترول المسال الهندية، منافسة عبر خفض الأسعار. وقال تجار إن هذه الخطوة قد تسهم في تعزيز مبيعات الوقود والتصدي للمنافسة.
وقال تجار لبلومبرغ، إن شركة “أرامكو السعودية” أخطرت عملاءها بأن أسعار العقود الآجلة لغاز البترول المسال الذي تبيعه ستنعكس بشكل أكبر على حركة الأسعار في السوق الآسيوية. ولم تستجب “أرامكو” لطلب التعليق.
المصدر : الشرق بلومبرج