قمة الاقتصاد الأخضر تستضيف جلسة رفيعة المستوى حول سبل تعزيز «إعلان طنجة»

قمة الاقتصاد الأخضر تستضيف جلسة رفيعة المستوى حول سبل تعزيز «إعلان طنجة»

استقبل معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس ومؤسس معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس)، معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، يرافقه فهد القرقاوي، وكيل الوزارة، وذلك في جناح الهيئة في «ويتيكس 2025»، الذي نظمته الهيئة من 30 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2025.

وسلط معالي الطاير الضوء على أبرز الإنجازات الرائدة للهيئة وأحدث المشاريع والمبادرات المبتكرة التي تنفذها في قطاعات الطاقة النظيفة والمتجددة، والمياه، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة البيئية.

وتعرف إلى أحدث إنجازات مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة، وتبلغ قدرته الإنتاجية الحالية 3,860 ميجاوات.

ويجري العمل على المرحلة السابعة التي ستضيف قدرة إنتاجية تصل إلى 2,000 ميجاوات من الطاقة الكهروضوئية مع أنظمة تخزين بالبطاريات بقدرة 1,400 ميجاوات لمدة 6 ساعات، بما يسهم في رفع القدرة الإجمالية إلى أكثر من 8,000 ميجاوات بحلول عام 2030 (المستهدف الأصلي 5000 ميجاوات) وخفض 8.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً (المستهدف الأصلي 6.5 ملايين طن سنوياً).

أرقام قياسية

وتحدث معالي الطاير عن تسجيل الهيئة أرقاماً قياسية عالمية في مؤشرات أداء رئيسية في مجالات عملها، ومنها أقل معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك في دبي سنوياً إلى 0.94 دقيقة فقط، وهي أقل نسبة مسجلة على مستوى العالم.

، وأقل نسبة للفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء التي وصلت إلى 2.0 % العام الماضي، وتعد هذه النسبة كذلك الأقل على مستوى العالم، وكذلك نسبة الفاقد في شبكة المياه التي وصلت إلى 4.5 % وهي الأقل عالمياً.

كما تطرق معالي الطاير لشبكة العدادات الذكية للكهرباء والمياه التي وصل عددها لنحو 2.4 مليون للكهرباء والمياه ضمن الشبكة الذكية للهيئة، وللمركز الذكي لشبكة التوزيع الذي يقوم بتحليل كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالبنية التحتية لتوزيع الطاقة يما يقارب 15 مليون وحدة من البيانات يومياً، ومبادرة «الشاحن الأخضر» للمركبات الكهربائية، التي تضم أكثر من 1500 نقطة شحن في مختلف أنحاء دبي.

كما اطّلع معالي الدكتور الزيودي على مشاريع الهيئة الأخرى لتنويع مصادر الطاقة النظيفة بما في ذلك مشروع الهيدروجين الأخضر الذي نفذته الهيئة ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية.

والمحطة الكهرومائية بتقنية الطاقة المائية المخزنة في حتا بقدرة إنتاجية تصل إلى 250 ميجاوات وسعة تخزينية 1,500 ميجاوات ساعة، ومبنى الشراع، المبنى الرئيسي الجديد لهيئة كهرباء ومياه دبي.

والذي سيكون أكبر وأعلى وأذكى مبنى حكومي إيجابي الطاقة على مستوى العالم. وتعرّف إلى مشروع محطة حصيان لتحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي بطاقة إنتاجية تصل إلى 180 مليون جالون يومياً، ويعد أول مشروع للهيئة بنظام المنتج المستقل للمياه، وسيرفع القدرة الإجمالية للإمارة إلى نحو 735 مليون جالون يومياً بحلول عام 2030.

خارطة طريق

وافتتح معالي سعيد محمد الطاير، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، جلسة رفيعة المستوى، نظمتها المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، بعنوان «تعزيز إعلان طنجة: خارطة طريق لمدن خالية من الكربون في أفريقيا» وذلك خلال اليوم الثاني من فعاليات الدورة الحادية عشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر.

حضر الافتتاح جيمس أوبيو واندايي، وزير الطاقة والبترول في كينيا، وعمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين في الدول الأفريقية. وسلطت الجلسة الضوء على أهمية دمج مسارات إزالة الكربون في الخطط الحضرية والمساهمات المحددة وطنياً، وحشد التمويل المناخي واسع النطاق، وتطوير مشاريع قابلة للتمويل في القطاعات ذات الأولوية.

في كلمته خلال الجلسة، أكد معالي سعيد محمد الطاير أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تعزز الجهود نحو مستقبل أكثر استدامة لنا وللأجيال القادمة.

وقال معالي الطاير: «في يوليو الماضي، شهدت مدينة طنجة في المملكة المغربية الشقيقة لحظة تاريخية فارقة، حيث اجتمع الوزراء ورؤساء البلديات والشركاء من مختلف أنحاء قارة أفريقيا وتوحدوا خلف رؤية مشتركة مفادها أن المدن الأفريقية – النابضة بالحيوية والمتنوعة وسريعة النمو، – قادرة على أن تصبح نماذج عالمية للمرونة المناخية والنمو العادل والشامل، إن إعلان طنجة أكثر من مجرد تعهد، إنه إطار عمل يهدف إلى دمج الحياد الكربوني في صميم التخطيط الحضري واليوم، في القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، نعمل على الانتقال من الرؤية إلى التنفيذ.

إذ يلتزم إعلان طنجة بدمج الحياد الكربوني في خطط التنمية الحضرية من خلال إحدى عشرة مدينة تجريبية ستكون بمثابة مختبرات حية لمسارات إزالة الكربون بما يتماشى مع المساهمات المحددة وطنياً وستحظى هذه المدن بالدعم من خلال خطط مناخية منظمة ومجموعة من المشاريع القابلة للتمويل في القطاعات ذات الأولوية مثل الطاقة المتجددة والنقل المستدام وإدارة المياه والنفايات، مع وضع آليات قوية لمراقبة التنفيذ والتقدم».

وتابع: «نواجه اليوم مجموعة من التحديات والضرورات الملحة على أرض الواقع تتمثل بكيفية دمج إزالة الكربون في الخطط الحضرية المحلية مع ضمان الاتساق مع الاستراتيجيات المناخية الوطنية والإقليمية، وآليات الدعم الفني والمالي الأساسية لمساعدة المدن على تطوير مشروعات منخفضة الكربون قابلة للتمويل.

والأدوات المالية المبتكرة – مثل السندات الخضراء، والتمويل المختلط، والشراكات بين القطاعين العام والخاص – التي يمكنها أن تسهم في توفير حجم الاستثمار المطلوب. وهنا تكمن أهمية الدور الحيوي للمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر.

فمن خلال التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر، بات للمنظمة مكانة فريدة تمكنها من جمع المعنيين وتسهيل تبادل المعرفة وتحفيز الاستثمار. لكن النجاح يعتمد على قدرتنا على بناء تحالفات شاملة تجمع بين الحكومات وبنوك التنمية والمستثمرين، ومؤسسات المجتمع المدني».

وتابع: «يجب علينا كذلك ضمان أن يكون التحول عادلاً وشاملاً اجتماعياً. وهنا تظهر أمامنا عدة تساؤلات: كيف نضمن أن الحلول القائمة على الطبيعة والابتكار التكنولوجي تخلق فرص عمل مجدية للشباب والنساء؟

وما أفضل الممارسات لأنظمة الرصد والتقييم وإعداد التقارير الموحدة التي يمكن تكرارها وتوسيع نطاقها في مختلف أنحاء القارة؟ وكيف يمكننا بناء بنية قارية للتعلم ومشاركة التجارب والخبرات؟».

وأضاف: «وضع إعلان طنجة خارطة الطريق وعلينا الآن مسؤولية جماعية لرسم المسار وتحقيق النتائج. وتقف المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر على أهبة الاستعداد، بالتعاون مع شركائها، لضمان ألا يكون الطريق نحو مدن محايدة الكربون في أفريقيا طموحاً بعيد المنال، بل واقعاً نبدأ في بنائه اليوم. فلنحرص جميعاً على الاستفادة من هذه الجلسة لصياغة الحلول العملية وحشد الموارد وتأكيد ريادة أفريقيا في التحول المناخي العالمي».

وأكد أن خارطة الطريق لتعزيز إعلان طنجة تشمل إنشاء حزم مشروعات في الطاقة المتجددة والتنقل المستدام والإسكان وإدارة المياه والنفايات تكون قابلة للتمويل المصرفي وجاهزة للاستثمار.

وحشد الشراكات بين الحكومات الوطنية وقادة المدن وبنوك التنمية والقطاع الخاص لإطلاق العنان أمام التمويل والتكنولوجيا على نطاق واسع، وضمان الشمولية بحيث تصل المنافع – الوظائف والخدمات والقدرة على الصمود والتكيف – إلى جميع المجتمعات، لا سيما تلك الأكثر ضعفاً، إضافة إلى متابعة التقدم والإعلان عنه وفق معالم واضحة، مع ضمان المساءلة والشفافية.

وفي كلمته خلال الجلسة، قال جيمس أوبيو واندايي، وزير الطاقة والبترول في كينيا: «يأتي اجتماع اليوم في وقت مناسب تماماً، حيث نجتمع في لحظة حاسمة، يتعين على العالم خلالها الانتقال من الالتزام إلى العمل وترجمة مساهماتنا المحددة وطنياً واستراتيجياتنا الخضراء إلى نتائج ملموسة تسهم في حماية الناس والاقتصادات والنظم البيئية».

من جهته، قال عمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة خلال الجلسة: «في استجابة للرؤى المشتركة بين قيادتي البلدين الشقيقين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، جاء تنظيم المنتدى الإقليمي للاقتصاد الأخضر بمدينة طنجة في يوليو الماضي.

في شراكة وثيقة بين المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ووزارة التنمية المستدامة والانتقال الطاقي واتحاد المدن والحكومات المحلية بأفريقيا ومن رحم هذا التعاون، ولد إعلان طنجة كوثيقة أفريقية رائدة جعلت الحياد الكربوني في صميم التخطيط الحضري للمدن والتزمت من خلاله إحدى عشرة مدينة أفريقية من بينها مدينة شفشاون بأن تكون مختبراً حياً للانتقال المناخي العادل والمنصف».

تنافسية

وانسجاماً مع استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030 وتزايد الاهتمام بالتنقل الأخضر، يواكب معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي، الطلب المتزايد على المركبات الكهربائية واللوجستيات الخاصة بالتنقل المستدام، وارتفاع عدد الشركات المحلية والعالمية المشاركة، المتخصصة في تقنيات النقل الأخضر الفردي والجماعي، البري والجوي والبحري.

ومن خلال منطقة التنقل الأخضر، ركز «ويتيكس 2025» على استثمار أحدث ابتكارات الهيدروجين والوقود منخفض الكربون أو الخالي من الكربون وآخر مستجدات الذكاء الاصطناعي لتوفير حلول مبتكرة تسهم في تحفيز اقتناء المركبات الكهربائية وتطوير البنى التحتية والمشاريع ومحطات الشحن.

وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس ومؤسس معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس): «انسجاماً مع استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، والسياسة الوطنية للمركبات الكهربائية.

وعلى ضوء توسع سوق المركبات الكهربائية في دولة الإمارات وحول العالم، يعزز «ويتيكس» سنوياً مساهمته في تعزيز التنافسية بين الشركات المتخصصة في هذا القطاع، وحظوظه التنافسية مع قطاع النقل التقليدي، من خلال استقطابه لأحدث التقنيات والتجارب والخبرات التي تؤثر بشكل كبير على خفض تكاليف المركبات الكهربائية والبطاريات، وتحسين أدائها ورفع كفاءة الطاقة والموارد.

ويسعدنا ازدياد مبادرات القطاعين الحكومي والخاص المتعلقة بالتنقل المستدام، وارتفاع مستوى الوعي بين المستهلكين حول أهمية المساهمة في خفض الانبعاثات والفوائد البيئية للمركبات الكهربائية، وإقبالهم المتزايد على استخدام المركبات الكهربائية والهجينة».

الذكاء الاصطناعي

استعرض «ويتيكس» الحلول المتطورة التي تقدمها الشركات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي لمواجهة التحديات التي يواجهها قطاع التنقل المستدام، وتسريع تصنيع المركبات الكهربائية، وتعزيز سلامتها، وإيجاد مركبات صديقة للبيئة أكثر ذكاءً وتفاعلية وكفاءة في استهلاك الموارد، وإحداث تغييرات جذرية إيجابية في هذا القطاع الواعد.

واستعرضت هيئة كهرباء ومياه دبي خلال «ويتيكس» 2025 مبادرتها «الشاحن الأخضر» للمركبات الكهربائية والتي تتضمن بنية تحتية متطورة تضم أكثر من 1,500 نقطة شحن للمركبات الكهربائية، منها محطات طورتها الهيئة ضمن مبادرتها الشاحن الأخضر، ومحطات طورها مشغلو نقاط الشحن المستقلون المرخصون من الهيئة.

وتعاونت الهيئة مع مجموعة إينوك لتوفير محطة إينوك للخدمة المستقبلية في مدينة إكسبو دبي التي تعد حالياً المحطة الوحيدة في المنطقة التي توفر الوقود الهيدروجيني الأخضر والهيدروكربوني (البنزين والديزل)، بالإضافة إلى محطات الشحن الكهربائي. وتوفر الهيئة الهيدروجين الأخضر من المحطة التجريبية التي نفذتها في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، لاستخدامه كوقود.

المصدر : البيان