الدار العقارية تراهن على المنازل الأرخص والتمويل الخاص في أبوظبي

الدار العقارية تراهن على المنازل الأرخص والتمويل الخاص في أبوظبي

ركزت أكبر شركة للتطوير العقاري في أبوظبي، على مدى العقدين الماضيين، بشكل أساسي على بناء المنازل الفاخرة.

لكن بعد أن اكتسبت سيولة نقدية كبيرة نتيجة فترة طويلة من الازدهار، بدأت شركة “الدار العقارية” توجيه اهتمامها نحو الإسكان الميسور، والمدارس منخفضة التكلفة، وحتى إنشاء صندوق للتمويل الخاص.

 قال الرئيس التنفيذي طلال الذيابي في مقابلة إن شركة الدار، التي تسيطر جهات بارزة في أبوظبي على أغلبية أسهمها، تطرح منازل بأسعار تتراوح بين 500 ألف درهم و3 ملايين درهم ( 136 ألف – 816 ألف دولار) في محاولة منها لتلبية احتياجات فئات أصحاب الدخول المختلفة. كما تهدف الشركة أيضاً إلى تطوير محفظة تأجير تشمل مساكن مشتركة وفردية للأشخاص الذين تتراوح رواتبهم بين 5 آلاف و20 ألف درهم.

وستُضيف الدار، ضمن مشاريعها التطويرية، المزيد من المدارس بأسعار معقولة، بالإضافة إلى متاجر تُلبي احتياجات الأسر ذات الدخل المحدود. وفي الوقت نفسه، ولمساعدة شركات البناء الأخرى التي تحتاج إلى تمويل، تُخطط لإنشاء صندوق خليجي يُقدم قروضاً خاصة.

استقطبت أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، في السنوات الأخيرة مليارديرات ومديري صناديق تحوط ومديري شركات عملات مشفرة. وأدى تدفق الوافدين إلى هذه المدينة ودبي المجاورة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، وترك العديد من العاملين في ضائقة مالية.

اقرأ أيضاً: موديز: نظرة مستقرة لسوق العقارات في الإمارات رغم طفرة المعروض

مساكن ومدارس تلبي احتياجات كل الفئات

يشير نهج الدار إلى أن حكام الإمارة يتطلعون إلى تصميم مدينتهم ليس فقط لتلبية احتياجات فاحشي الثراء، بل أيضاً لتلبية احتياجات الأعداد الهائلة من المعلمين والمهندسين والممرضين والشركات الصغيرة التي تحتاج المدينة اجتذابها للتنافس كمركز عالمي.

يقول الذيابي إن هناك طلباً كبيراً على السكن والتعليم منخفض التكلفة في هذه المدينة الخليجية، التي تحتوي نحو تريليوني دولار من الثروة السيادية، والتي تجذب الوافدين من جميع أنحاء العالم.

وذكر الذيابي في مقابلة أجريت معه مؤخراً: “إن الإسكان الميسور يُمثل محور تركيزنا الرئيسي في قطاعي التطوير والاستثمار، والذي نعتقد أنه لا يزال يعاني من نقص كبير في المعروض”. وأضاف: “نريد بناء هذا المشروع اليوم لأننا نعلم أن نمو المدينة يعني نمواً في جميع مستويات القدرة الشرائية”.

تسعى حكومة أبوظبي إلى تنويع اقتصادها، حيث تُنشئ منتزه ديزني الترفيهي، وساحة سبير الترفيهية (Sphere entertainment arena)، ومتاحف جديدة، بالإضافة إلى مراكز بيانات، مما سيخلق فرص عمل ويجذب آلاف السكان الجدد خلال السنوات الخمس المقبلة. وجميعهم سيحتاجون إلى مساكن للعيش فيها.

اقرأ المزيد: أبوظبي تتحدى هبوط سعر النفط وتواصل توسعة مشاريعها الكبرى محلياً

في الوقت ذاته، تقوم شركة الدار بإضافة منازل فاخرة إلى جزيرة ياس، حيث أنشأت منتزه فيراري الترفيهي وحلبة سباق فورمولا 1.

لفت الذيابي إلى أن مدرسة الدار استقطبت 1000 طالب بعامها الأول في 2024، وهو رقم أعلى بكثير من 500 طالب التي توقعتها الشركة. ويرجع ذلك إلى أن الرسوم السنوية كانت حوالي 30 ألف درهم، مقارنة بـ50 ألف درهم في العديد من المدارس الدولية الأخرى.

وقال فيصل فلكناز، الرئيس المالي والاستدامة في المجموعة: “عادة ما تستغرق المدارس من خمس إلى ست سنوات للوصول إلى نقطة التعادل فيما يتعلق بالأرباح والخسائر، لكننا وصلنا حالياً إلى نقطة التعادل في أقل من عامين”.

صندوق لتمويل المطورين العقاريين

وأضاف الرئيس التنفيذي أن الدار، التي دخلت في شراكة مع صندوق الثروة السيادي “مبادلة” وشركة “آريس مانجمنت” في صندوق ائتمان خاص بقيمة مليار دولار في لندن عام 2023، تخطط لإنشاء وحدة مماثلة لتوفير الائتمان الخاص للمشاريع العقارية في منطقة الخليج خلال الـ12 إلى 18 شهراً القادمة.

وقال إن الدار لن تحتاج بالضرورة إلى تخصيص أموالها الخاصة، ويمكن للصندوق جمع التمويل لذلك. وقد تلقى الذيابي بالفعل اتصالات من مقاولين يكافحون للحصول على تسهيلات ائتمانية وإصدار سندات في المنطقة.

شهدت أسعار العقارات ارتفاعاً مطرداً في أبوظبي. حيث ارتفعت أسعار الشقق بنسبة 14% خلال العام الماضي، وفقاً لشركة الوساطة “جيه إل إل”. وفي يوليو، أعلنت الدار أنها باعت قصراً بقيمة 400 مليون درهم على شاطئ جزيرة السعديات، واصفةً إياه بأنه أغلى منزل يتم بيعه على الإطلاق في المدينة.

وفي سياق منفصل، بيعت شقة بنتهاوس في فندق فور سيزونز على شاطئ السعديات من قِبل مطور آخر بنحو 200 مليون درهم، أي بسعر 14 ألف درهم للقدم المربع، مسجلةً رقماً قياسياً آخر لأبوظبي لسعر القدم المربع، وفقاً لما ذكرته شركة الوساطة العقارية “سوثبيز إنترناشونال ريالتي” اليوم الإثنين.

في وقت سابق من هذا العام، أطلقت الشركة مشروعاً تطويرياً في جزيرة فاهد، ومن المقرر أن يضم حوالي 6000 منزل فاخر. وفي يونيو، باعت الشركة عقارات بقيمة 3.5 مليار درهم في الجزيرة. وتبني الشركة أيضاً منازل ومكاتب وفنادق في دبي ورأس الخيمة.

يقول الرئيس التنفيذي: “يسأل الناس: هل أنتم في فقاعة اقتصادية؟ نجيبهم بالنفي. يُمكنكم النظر إلى جودة المشترين، وإلى معدلات التخلف عن السداد”، وأضاف: “خطط الدفع اليوم أكثر صارمة وتميل لصالح المطورين بدرجة أكبر كثيراً مما كانت عليه في الماضي”.

المصدر : الشرق بلومبرج