القمة العالمية للحكومات تبحث مع قادة أمريكا اللاتينية والكاريبي الأولويات الاستراتيجية واستشراف المستقبل

القمة العالمية للحكومات تبحث مع قادة أمريكا اللاتينية والكاريبي الأولويات الاستراتيجية واستشراف المستقبل

  محمد القرقاوي: برؤى محمد بن زايد وتوجيهات محمد بن راشد.. القمة تعزّز الحوار الدولي والشراكات الإيجابية

أكد فخامة لويس أبي نادر، رئيس جمهورية الدومينيكان، أهمية الشراكة والصداقة المتنامية بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيداً بالدور البارز الذي تقوم به مؤسسة القمة العالمية للحكومات في تعزيز الروابط بين أمريكا اللاتينية والإمارات، بوصفها منصة استراتيجية عالمية تدعم التعاون وتبادل الخبرات.

وأوضح في جلسة حوارية تفاعلية، ضمن حوار القمة العالمية للحكومات لمنطقة أمريكا اللاتينية – الكاريبي، الذي نظمته مؤسسة القمة العالمية للحكومات في جمهورية الدومينيكان أن هذه الشراكة تمثل نموذجاً للتعاون البناء في مجالات الابتكار والتجارة والحكومة الرشيدة.

وتسهم في توسيع آفاق التنمية والفرص لشعوب الجانبين، مشدداً على أن العمل المشترك بين البلدين يجسد رؤيتهما لمستقبل أكثر ازدهاراً وتنافسية ومرونة في المنطقة.

وناقش لويس أبي نادر خلال الجلسة، آثار التغيرات العالمية وحالة انعدام اليقين في مختلف القطاعات على أولويات التنمية والاستثمار، موضحاً أن التحولات الاقتصادية والسياسية الدولية تمثل فرصاً لتجديد السياسات وتحفيز الشراكات الاستراتيجية، بما يضمن بقاء الدولة في موقع ريادي ضمن المنظومة الإقليمية.

التعاون الدولي

وأكد معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات، أن القمة تمثل منصة لتعزيز الحوار الدولي والشراكات الإيجابية، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتسعى لتعزيز الحوار العالمي الهادف لمد جسور التعاون الدولي والشراكات الإيجابية الممكّنة للدول والحكومات والمجتمعات من المشاركة الفاعلة في صناعة المستقبل.

وقال معالي محمد القرقاوي إن منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي تمثل ركيزة مهمة لجهود تعزيز حوار الجنوب العالمي، الذي يمثل ضرورة حيوية في عالم اليوم، في ظل ما يشهده من متغيرات متسارعة وتحديات متصاعدة، تفرض على الحكومات والدول بناء توجهات مشتركة.

وتبني رؤى واضحة تسهم في دفع مسيرة التنمية والتطوير المستدام القائم على الشراكات الفاعلة بين مختلف مكونات المشهد الدولي؛ من حكومات ومنظمات دولية وإقليمية وشركات ورواد أعمال ومؤسسات أكاديمية وعلمية، التي يسهم كل منها في إضافة نوعية لنموذج تعاون دولي محوره ازدهار المجتمعات.

وأشار رئيس القمة العالمية للحكومات إلى أن حوار القمة العالمية للحكومات لمنطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي سيشكل إضافة نوعية إلى أعمال القمة وأجندة دورتها المقبلة التي تنظم في فبراير 2026، وستدعم مخرجاته القمة برؤى جديدة، وإسهامات نوعية وتعزز استشراف الفرص والتحديات المستقبلية، بما يمكّن الدول والحكومات من تطوير سياسات فعالة تعزز النمو الشامل والابتكار.

آفاق واسعة للشراكة

وشاركت بفعاليات الحوار معالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، بجلسة سلطت فيها الضوء على أهمية بناء جسور التعاون بين الإمارات وأمريكا اللاتينية والكاريبي في مجالات الابتكار والثقافة والدبلوماسية الاقتصادية، بما يعزز من دور الحوار منصة جامعة لصياغة توجهات استراتيجية للمستقبل.

وقالت معاليها إن المنصات الدولية، مثل حوار القمة العالمية للحكومات لمنطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، تؤكد وجود آفاق واسعة وواعدة للتعاون والشراكة بين المنطقتين.

مشيرة إلى أن الحوار وفر فرصة مهمة لمناقشة الخطوات العملية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وروابط التبادل بين دول المنطقتين وشعوبهما.

منصة جامعة

وهدف حوار القمة العالمية للحكومات لمنطقة أمريكا اللاتينية – الكاريبي، الذي جاء تنظيمه ضمن مخرجات الطاولة المستديرة رفيعة المستوى التي تم تنظيمها ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025 حول الاستثمارات في أمريكا اللاتينية، إلى تعزيز حوار استشراف المستقبل العابر للحدود.

وسعى الحوار إلى تعزيز التعاون بين أمريكا اللاتينية والقمة العالمية للحكومات في مختلف المجالات، من خلال مشاركة الشركات المليارية والشركات العائلية، والمستثمرين، والجهات الحكومية من مختلف دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، ومنظمات دولية وإقليمية، وأعضاء وشركاء القمة العالمية للحكومات، الذين اجتمعوا في حوارات تناولت مستقبل العمل الحكومي.

طاولة مستديرة

وشهدت فعاليات الحوار عقد طاولة مستديرة رفيعة المستوى جمعت وزراء من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، إلى جانب قادة منظمات إقليمية ودولية، تم خلالها بحث أولويات المنطقة الأكثر إلحاحاً.

وافتتحت أعمال الحوار بجلسة بعنوان «محفزات الحوكمة من أجل الازدهار الاقتصادي في عالم معقد»، تحدث فيها معالي فيكتور أورلاندو بيسونو هازا، وزير الصناعة والتجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جمهورية الدومينيكان، ومحمد يوسف الشرهان، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، وسفيان عيسى، الرئيس العالمي لتطوير الأعمال وتغطية العملاء في مؤسسة التمويل الدولية.

التحولات التكنولوجية

وفي جلسة بعنوان «نماذج حوكمة ملائمة لتحديات القرن الحادي والعشرين»، بحث معالي سيغموند فرويند، وزير الإدارة العامة في جمهورية الدومينيكان، وديفون روو، المدير التنفيذي لمركز الإدارة للتنمية في الكاريبي، وعمر المحمود، الرئيس التنفيذي لصندوق تقنية المعلومات والاتصالات في دولة الإمارات، العوامل الممكنة للحكومات في عالم سريع التغير مدفوع بالتكنولوجيا.

وتطرقوا إلى متطلبات القرن الحادي والعشرين وما تفرضه من بناء حكومات أسرع وأكثر ذكاءً وأقرب إلى الناس، وكيف يمكن للمؤسسات الحكومية التكيف مع التحولات التكنولوجية المفاجئة، ومواكبة ارتفاع توقعات أفراد المجتمع.

الآليات والحلول

وبحث المتحدثون، في جلسة بعنوان «آفاق المستقبل»، الآليات والحلول الكفيلة بتعزيز شراكة المنطقة العربية ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي في توظيف الابتكار والاستشراف لبناء اقتصادات مستقبلية تنافسية ومستدامة.

وتطرق أنخيل ميلغويزو، شريك في أريغا غرين للتكنولوجيا والاقتصاد، وسعيد الفلاسي، المدير التنفيذي لمنصات المستقبل في مؤسسة دبي للمستقبل، وسعيد النوفلي، نائب الرئيس «إن 5 دبي» التابعة لمجموعة تيكوم، إلى ما تتمتع به المنطقتان من موقع فريد يتيح لهما التعلم من تجارب بعضهما بعضاً وابتكار استراتيجيات مشتركة للمستقبل.

تعاون عابر للحدود

وتناول معالي فيكتور أورلاندو بيسونو هازا، وزير الصناعة والتجارة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في جمهورية الدومينيكان، وسالم الشامسي، نائب الرئيس في غرف دبي، في جلسة حوارية بعنوان «جنوب – جنوب»، الحلول الكفيلة بتمكين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي، من تعزيز التعاون العابر للأقاليم لدفع التحول الاقتصادي.

وبحث معالي فيكتور أورلاندو بيسونو هازا، وزير الصناعة والتجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جمهورية الدومينيكان، ومحمد يوسف الشرهان، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، في جلسة بعنوان «من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية»، بحضور شركاء القمة العالمية للحكومات والمنظمات الرائدة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي، تعزيز تبادل الخبرات والمبادرات وأفضل الممارسات.

وفي جلسة بعنوان «من الجذور الإقليمية إلى الحضور العالمي»، بحث خوان ساباتير، شريك ورئيس مشارك في «فولار إيكويتي بارتنرز»، وتيم كينغستون، رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية لمنطقة أمريكا اللاتينية في «غولدمان ساكس»، ديناميكيات العلاقة المتغيرة بين رأس المال العالمي والأسواق الناشئة.

واقع جديد

وتحدث الجنرال كريستوفر كافولي، القائد الأعلى السابق لقوات الحلفاء في أوروبا، وقائد القيادة الأوروبية للقوات المسلحة الأمريكية، في جلسة حوارية تناولت أثر التحولات الجيوسياسية في إعادة تشكيل التحالفات والنفوذ العالمي.

وفي جلسة بعنوان «تحركات استراتيجية: رسم رقعة الشطرنج الاقتصادية»، ناقش إيثان ستيفانوبولوس، مستشار أول في مجموعة «أنتينا»، وخوان خوسيه دابوب، الرئيس مجلس هيوج للأعمال والاستثمار، الإمكانات الكامنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي، التي تؤهلها لتكون محركات للنمو العالمي.

وتطرق المتحدثان إلى الحلول الكفيلة بتمكين المنطقتين من مواءمة الفرص بشكل أفضل مع رؤوس أموال قابلة للتوسع، من خلال النظر في ما يقدره المستثمرون العالميون.

التحول الكبير

واستعرض كل من إيمان القاسم، النائب التنفيذي للرئيس في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وبيدرو مالو، الرئيس التنفيذي في شركة بريكا، ورولاندو غونثاليث بونستر، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «إنتر إنيرجي»، ولويس ألبرتو رودريغيز، مؤسس شركة «دابر»، في جلسة بعنوان «ما الذي يغذي التحول الكبير التالي؟»، مميزات النسيج الغني للموارد البشرية والطبيعية في أمريكا اللاتينية، ومسارات تحويلها إلى قيمة اقتصادية مستدامة عبر الابتكار والشراكات القوية.

وفي جلسة بعنوان «الاستثمار في الحكايات… لماذا يهم؟»، تحدث سانتياغو غارسيا غالفان، الرئيس التنفيذي المشارك والمنتج في شركة «إيتاكا فيلمز»، عما تمثله الحكايات من أصول ثقافية ومحركات اقتصادية وأدوات تأثير قوية، في تشكيل الهوية الوطنية ونقل الصورة إلى الساحة العالمية.

واستشرفت جلسة حوارية مستقبل منطقة أمريكا اللاتينية، وسبل تحويل المسار الاقتصادي للمنطقة، وكيف يمكن للقارة أن تقفز من دائرة الفرصة إلى مصافّ القوة الاقتصادية العالمية خلال العقد المقبل.

تحدث في الجلسة كل من مانويل خ. بالبونتين، المؤسس ونائب الرئيس لشركة «فينشي كومباس»، ولويس فيليبي دي أوليفيرا، المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لشركة إكزاكتلي للاستشارات والخدمات، وخوان غونثالو فلوريس، مستشار إقليمي أول في مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي.

المجالس المتخصصة

وشهدت فعاليات حوار القمة العالمية للحكومات لمنطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، تنظيم سلسلة مجالس متخصصة، بحثت مواضيع متنوعة، شملت رأس المال المستقبلي وسبل الاستثمار والتمويل والمالية الاستراتيجية في أزمنة عدم اليقين.

وإعادة تعريف السياحة وبناء وجهات أذكى وأكثر ابتكاراً وقدرة على الصمود، وتحول الذكاء وتطوير عالم الأعمال والقيادة في عصر الذكاء الاصطناعي، والموارد العالمية المرتبطة بالزراعة والغذاء والمعادن والمناخ، والتكنولوجيا، وإعادة تشكيل مستقبل الأمن الغذائي.

شراكة معرفية

في غضون ذلك شهد فخامة لويس أبي نادر، رئيس جمهورية الدومينيكان، توقيع مؤسسة القمة العالمية للحكومات اتفاقية شراكة معرفية مع مركز تحليل السياسات العامة في أمريكا اللاتينية (CAPP)، تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وبناء جسر معرفي بين منطقتي الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، وتسعى إلى تعزيز التفاهم المتبادل، ودعم البحوث المبتكرة، وتعزيز الحوار الشامل.

ووقع الاتفاقية معالي فيكتور أورلاندو بيسونو هازا، وزير الصناعة والتجارة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جمهورية الدومينيكان، ومحمد يوسف الشرهان مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات.

9 محفزات لتحقيق التحول الوطني

أطلقت مؤسسة القمة العالمية للحكومات بالشراكة مع معهد التحولات الوطنية «كيرني فورسايت»، بحضور شركاء القمة وأعضائها، تقريراً مستقبلياً بعنوان «تسعة محفزات لتحقيق التحول الوطني على مستوى الأفراد والأنظمة».

وتناول التقرير ما تواجهه الحكومات حول العالم من ضغوط غير مسبوقة، في ظل تزايد الكوارث المناخية والهجمات السيبرانية، وغيرها من التحديات الناشئة، وتطرق التقرير إلى أهمية تقديم الحكومات المزيد من الخدمات بموارد أقل وبوتيرة أسرع.

وتطرق إلى اعتماد نماذج جديدة للعمل الحكومي في مختلف أنحاء العالم بدءاً من أفراد المجتمع الذين يبتكرون حلولاً محلية عبر المنصات الرقمية، وصولاً إلى التحالفات بين الدول الصغيرة التي تعزز مستقبل الذكاء الاصطناعي، والمؤسسات الوطنية التي تتجاوز البيروقراطية، وتواكب التغيرات المجتمعية.

ويقدم التقرير 9 محفزات أساسية للتغيير يمكن للحكومات تبنيها لإطلاق تحول شامل، بما يعزز آثارها وثقة المجتمعات، ويؤسس أنظمة مستدامة يمكنها مواجهة التحديات المستقبلية.

وتشمل المحفزات ثلاثة مجالات رئيسية هي: المبادرات التي يقودها أفراد المجتمع بالاعتماد على طاقاتهم وأفكارهم لدفع عملية التغيير، والعمل متعدد الأطراف الذي يلبي المتطلبات المستقبلية، ويمكن الدول من توسيع نفوذها عبر الدخول في تحالفات ذكية، والإجراءات التحويلية التي تعيد تصميم آليات عمل الحكومات لتصبح أسرع وأكثر مرونة وكفاءة.

المصدر : البيان