
تباين أداء الأسهم الآسيوية، فيما قفز الذهب إلى مستوى قياسي جديد، مع استعداد المتعاملين لاحتمال خفض أسعار الفائدة الأميركية في وقت مبكر من الشهر الجاري.
ارتفعت المؤشرات في اليابان وكوريا الجنوبية لتعويض خسائر جلسة الإثنين، بينما تراجعت البورصات في الصين وهونغ كونغ. وتحرك النفط صعوداً على نحو طفيف مع ترقب اجتماع أوبك+ المرتقب نهاية الأسبوع. في المقابل، تراجع الين الياباني بنسبة 0.3% أمام الدولار بعد خطاب نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينـو، الذي لم يقدم إشارات واضحة بشأن توجهات السياسة النقدية.
قفز سعر الذهب إلى ما يتجاوز 3500 دولار للأونصة قبل أن يقلص بعض مكاسبه. كما شهد منحنى عوائد سندات الخزانة الأميركية انحداراً أكبر مع عودة التداولات بعد عطلة عيد العمال، إذ ارتفع العائد على السندات لأجل عامين نقطة أساس واحدة إلى 3.63%، بينما صعد عائد السندات لأجل 10 سنوات نقطتين إلى 4.25%. في اليابان، ارتفعت العقود الآجلة للسندات لأجل 10 سنوات قبيل مزاد مرتقب على هذا الاستحقاق الثلاثاء.
ويأتي هذا الحراك فيما يواجه صعود الأسهم الأميركية اختباراً محورياً هذا الشهر، بعد موجة بيع في أسهم التكنولوجيا الجمعة الماضية، إذ تصدر بيانات الوظائف والتضخم وقرار الفيدرالي جميعها في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة. وتفاقمت التوترات التجارية والمخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي المخاطر، في سبتمبر الذي يعد تاريخياً الأضعف للأسواق الأميركية.
قال كازوهيرو ساساكي، رئيس الأبحاث في شركة “Phillip Securities Japan”: “مع تزايد احتمالات خفض الفائدة الأميركية، نلاحظ تحوّل الأموال من الدولار إلى الأسواق العالمية. كما أن هذه التوقعات توفر محفزاً لقطاعات حساسة للفائدة مثل العقارات والأسهم الدورية.”
الذهب يجذب الأنظار وسط هجمات ترمب على الفيدرالي وترقب بيانات أميركية
تركز اهتمام المتعاملين في الأسواق يوم الثلاثاء على الذهب، الملاذ الآمن التقليدي في أوقات الاضطرابات السياسية والاقتصادية، والذي يستفيد عادة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وحظي المعدن الأصفر هذا العام بدعم إضافي مع بحث المستثمرين عن حماية من تقلبات الأسواق الناتجة عن الحرب التجارية العالمية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
سعر الذهب يتجاوز 3500 دولار لأول مرة بدعم توقعات خفض الفائدة
تصاعد هجوم ترمب على الاحتياطي الفيدرالي أصبح مصدر قلق إضافياً، إذ تزايدت المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي، ما يهدد بتقويض الثقة في الاقتصاد الأميركي.
في الوقت نفسه، يراقب المستثمرون عن كثب مؤشر تقلبات بورصة شيكاغو (VIX) الذي استقر عند 16.12 نقطة، قرب أدنى مستوى إغلاق في 2025 البالغ 14.22 نقطة. وقال جيف جاكوبسون، استراتيجي في شركة “22V Research”، إن “رهان المستثمرين بكثافة على مستويات منخفضة جديدة للتقلب، في وقت بلغ فيه VIX ما يشبه القاع والأسواق صعدت من مستويات أبريل المنخفضة إلى قمم تاريخية، يجب أن يُقرأ بحذر”.
ويأتي ذلك في وقت حاسم للأسواق مع سلسلة من المحفزات تبدأ يوم الجمعة مع صدور تقرير الوظائف الأميركية الشهري، يليه تقرير مؤشر أسعار المستهلكين في 11 سبتمبر، ثم قرار الفيدرالي في 17 سبتمبر. وتشير عقود المقايضة إلى احتمالات تقارب 90% لخفض الفائدة في الاجتماع المقبل.
وكتب الاقتصادي بيتر سيدوروف من دويتشه بنك قائلاً: “العقبة أمام تأجيل خفض الفائدة في 17 سبتمبر تبدو مرتفعة، لكن مع تسعير الأسواق أكثر من 140 نقطة أساس من التيسير بحلول نهاية 2026، فإنها تتوقع مستوى من التيسير لم نشهده منذ الثمانينيات إلا في حالات الركود”.
وفي تطور منفصل، قال ترمب إن الهند عرضت خفض رسومها الجمركية بعد أن فرضت واشنطن الأسبوع الماضي رسوماً بنسبة 50% عقاباً على مشترياتها من النفط الروسي.
أما في إندونيسيا، فقد ارتفعت الأسهم الثلاثاء بعدما تعهّد وزير المالية بتحسين سياسات الحكومة، في خطوة رآها المستثمرون تهدئة للتوترات السياسية.
المصدر : الشرق بلومبرج