
بلغ إنفاق الأندية المملوكة عربياً في الدوريات الأوروبية الكبرى في إنجلترا، وإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، خلال فترة الانتقالات الصيفية لموسم 2025-2026 نحو 626 مليون يورو، بزيادة قدرها 29% عن نفس الفترة من الموسم الماضي، حين كان الإنفاق 485 مليون يورو، وفقاً لبيانات موقع “ترانسفير ماركت”.
تضم الدوريات الكبرى خمسة أندية مملوكة عربياً، ثلاثة منها في إنجلترا: “مانشستر سيتي” المملوك لمجموعة “سيتي” التي يملكها الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، و”نيوكاسل” الذي يملكه صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وأستون فيلا الذي يمتلكه جزئياً الملياردير المصري ناصف ساويرس.
وتملك شركة “قطر للاستثمارات الرياضية” نادي “باريس سان جيرمان الفرنسي”، بطل دوري أبطال أوروبا ووصيف كأس العالم للأندية. أما في إسبانيا، فتستحوذ مجموعة “سيتي” جزئياً على نادي جيرونا.
نيوكاسل يحطم الأرقام القياسية
“نيوكاسل يونايتد” المملوك سعودياً بدأ فترة الانتقالات الصيفية بهدف تعزيز صفوفه، لكنه واجه رغبة مهاجمه الأول ألكسندر إيزاك في الرحيل إلى ليفربول، مما غيّر الكثير من خطط النادي الذي ينافس في دوري أبطال أوروبا.
حاول “الماجبايز” ضم عدة لاعبين مثل إيكيتيكي الذي فضل “ليفربول”، وبنجامين سيسكو الذي اختار “مانشستر يونايتد”، قبل أن ينجح في ضم فولتيماده من شتوتغارت بصفقة قياسية للنادي بلغت 85 مليون يورو، مما فتح الباب لرحيل إيزاك إلى ليفربول.
عملت إدارة النادي المملوك لصندوق الاستثمارات العامة على تحقيق أكبر فائدة مالية ممكنة من صفقة إيزاك، وهو ما تحقق بالحصول على 145 مليون يورو، بخلاف المكافآت، في صفقة هي الأغلى في تاريخ الدوري الإنجليزي، وثالث أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم.
عزز نيوكاسل صفوفه أيضاً بضم المهاجم الكونغولي ويسا من برينتفورد مقابل 58 مليون يورو تقريباً، في صفقة أُُبرمت في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الانتقالات، ليصل إجمالي ما أنفقه النادي إلى 289 مليون يورو مقابل إيرادات بلغت 175 مليون يورو.
“السيتي” ينفق وباريس يتحفظ
بعد تراجع نتائجه في الموسم الماضي، عمل “مانشستر سيتي” على تعزيز صفوفه باستثمارات في ضم اللاعبين بلغت 177 مليون يورو خلال صيف 2025 مقارنة بـ25 مليون يورو فقط في صيف 2024.
في المقابل، حافظت إدارة النادي المملوك إماراتياً على لاعبيها، إذ لم يحقق النادي سوى 59.5 مليون يورو من بيع عقود اللاعبين، مقارنة بـ141 مليون يورو في صيف 2024.
وعلى غير المعتاد، لم ينفق “باريس سان جيرمان” الكثير في فترة الانتقالات الصيفية، حيث اكتفى بإنفاق 103 ملايين يورو، وهو رقم غير معتاد للنادي المملوك قطرياً، والذي سبق أن أنفق 170 مليون يورو في صيف 2024 و350 مليون يورو في 2023.
يتماشى تخفيض النفقات في ضم اللاعبين، وعدم تكرار أخطاء الماضي في البحث عن النجوم دون النظر لجدواهم الفنية، مع السياسة الجديدة للنادي، والتي أثمرت في تحقيق الفوز بدوري الأبطال والسوبر الأوروبي ووصافة مونديال الأندية.
ساويرس يتجنب المخاطرة
في موسم 2024-2025، كان “أستون فيلا” تحت قيادة رئيسه الملياردير المصري ناصف ساويرس لاعباً أساسياً في سوق الانتقالات، لكنه عانى كثيراً بسبب قواعد اللعب المالي النظيف، وتعرض لعقوبات مالية من الاتحاد الأوروبي، وواجه صعوبات مع قواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي مما دفعه لتغيير خططه بالكامل في صيف 2025.
اقتصر إنفاق “أستون فيلا” على 30 مليون يورو في صيف 2025، مقابل إيرادات بلغت 55 مليوناً. في المقابل، كان النادي أنفق ما يزيد عن من 176 مليون يورو في 2024 مقابل إيرادات بلغت 145 مليون يورو.
وعلى الرغم من الفارق القليل بين الإيرادات والإنفاق، إلا أن الرواتب وقلة الإيرادات التشغيلية مقارنة بالمنافسين وضعت النادي في وضع حرج.
جيرونا، ممثل الاستثمارات العربية في الدوري الإسباني، اتسم بهدوئه في فترات الانتقالات، وأحجم عن توسيع الإنفاق، إذ أنفق ما يزيد قليلاً عن 27 مليون يورو، مقابل 45.5 مليون في صيف 2024.
الإيرادات تتراجع
سجلت إيرادات الأندية المملوكة عربياً من بيع عقود اللاعبين تراجعاً واضحاً في انتقالات صيف 2025، بنسبة بلغت 23.7%، وحققت 380 مليون يورو مقارنة بـ497.5 مليون في الموسم الماضي.
يعود هذا التراجع لتحفظ “أستون فيلا” على المشاركة الفعالة بسوق انتقالات صيف 2025، وكذلك لاستراتيجية مانشستر سيتي في الحفاظ على لاعبيه وتجنب تكرار تجربة الموسم الماضي التي أثرت عليه في أرض الملعب.
مثلت إيرادات “نيوكاسل يونايتد” من بيع اللاعبين نحو 45% من إجمالي ما جمعته الأندية المملوكة عربياً في الدوريات الكبرى.
المصدر : الشرق بلومبرج