الأمة العربية غنية بالنوابغ والعقول

الأمة العربية غنية بالنوابغ والعقول

هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، البروفيسور عمر ياغي بفوزه بجائزة نوبل في الكيمياء، مشيداً بإنجازه العلمي الذي يُعد مصدر فخر للعالم العربي بأسره.

وأكد سموه أن الأمة العربية مليئة بالنوابغ وغنية بالعقول، مشيراً إلى أن رسالة جائزة نوابغ العرب وجميع المشاريع الإنسانية والحضارية والمعرفية لدولة الإمارات تتمحور حول إعادة الثقة بالنفس، والثقة بالشباب والعلماء العرب.

وقال سموه في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» أمس: «قبل عام، كرمنا البروفيسور عمر ياغي ضمن جائزة نوابغ العرب عن فئة العلوم الطبيعية… واليوم نبارك له فوزه بجائزة نوبل للكيمياء.

نبارك للبروفيسور عمر، وقبل ذلك نبارك للعالم العربي هذه العقول التي نفاخر بها الأمم. الأمة العربية مليئة بالنوابغ وغنية بالعقول. ورسالتنا هي إعادة الثقة بأنفسنا والثقة بشبابنا والثقة بعلمائنا. هذه هي رسالتنا في جائزة نوابغ العرب وفي جميع مشاريعنا الإنسانية والحضارية والمعرفية».

من «نوابغ العرب» إلى «نوبل»

في العام الماضي وقف البروفيسور عمر ياغي على منصة التكريم في دبي، مكرَّماً من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ضمن مبادرة «نوابغ العرب» التي هدفت إلى تسليط الضوء على العقول العربية الاستثنائية حول العالم.

لم يكن ذلك التكريم إلا اعترافاً مبكراً بمسيرة علمية لافتة، وإنجازات وضعت اسم ياغي في الصفوف الأمامية للعلماء الأكثر تأثيراً في مجال الكيمياء.

واليوم يعود اسم عمر ياغي ليتصدّر عناوين وسائل الإعلام العالمية بعد فوزه بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025، تتويجاً لرحلة علمية تجاوزت المختبرات وحدود القارات، وأسهمت في تطوير علوم المواد وإيجاد حلول مبتكرة لقضايا الطاقة والبيئة.

تكريم ياغي في دبي كان إشارة مبكرة إلى مكانته الرفيعة في الأوساط العلمية العالمية، ويؤكد أن تقدير الكفاءات لا يعرف جغرافيا، وأن الوطن العربي، حين يحتفي بأبنائه المبدعين، إنما يقرأ المستقبل بعينٍ ثاقبة.

وبين محطات التكريم تبقى المسيرة العلمية هي القاسم المشترك، والعطاء المستمر هو الجسر الذي يربط المنابر المحلية بالعالم.

فقد سلط هذا التكريم الضوء على إنجازاته النوعية في مجال الكيمياء، وعبّر عن تقدير عربي استباقي لعالِم وضع بصمته على مستقبل العلم. اختيار دبي لياغي ضمن قائمة النوابغ لم يكن إلا انعكاساً لرؤية تؤمن بإمكانات العقل العربي، وتعمل على إبرازها في محافل تليق بها.

واليوم، مع تكريمه بجائزة نوبل، يبدو هذا الاختيار كأنه شهادة مبكرة على عظمة الإنجاز، ودليل على أن تقدير الكفاءات يبدأ من هنا، من منطقتنا، قبل أن يُعلَن عنها عالمياً.

سجل البروفيسور عمر ياغي إنجازاً علمياً جديداً يضاف إلى سجل العقول العربية المبدعة، بعد فوزه بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، تقديراً لإسهاماته الريادية في تأسيس علم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، وتطويره للهياكل العضوية المعدنية (MOFs) التي أحدثت تحولاً جذرياً في مجالات تنقية الهواء والماء وتخزين الغازات والطاقة.

تكريم

ولدى اختياره لجائزة نوابغ العرب في دبي العام الماضي عن فئة العلوم الطبيعية، تواصل معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، عبر تقنية الاتصال المرئي بالفيديو، حيث خاطبه قائلاً:

«إسهاماتكم في علم الكيمياء، الذي برعت فيه المنطقة قديماً، وتطويركم لمواد جديدة لتحسين حياة الإنسان، يجعلنا نشعر جميعاً بالفخر. فأنتم نموذج لإبداع العلماء العرب، وعملكم الدؤوب في مجال الكيمياء يخدم العلم، وينشر المعرفة، ويضاعف النجاحات، ويلهم الشباب العربي».

وبعد فوزه بهذه الجائزة، تقدم البروفيسور ياغي بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ قال: «إن قيادتكم الرؤوية قد حولت دبي إلى مركز عالمي للابتكار والتميز.

مما أثار إعجاب الناس من مختلف أقطار العالم من خلال المبادرات الرائدة مثل مبادرة نوابغ العرب، كنتم سباقين لإحياء التميز الفكري والإبداعي في إقليمنا العربي مبرزين الإمكانات الهائلة للمواهب العربية على الساحة العالمية، سعيكم الدؤوب نحو التقدم لم يرفع فقط من مكانة دبي الدولية فحسب، بل ألهم أيضاً عدداً لا يحصى من الأفراد والدول ليحلموا بأهداف أكبر ويحققوا المزيد محولين المنطقة إلى منارة للتطور والثقافة والازدهار».

نشأة

ولد عمر ياغي عام 1965 في العاصمة الأردنية عمّان، ونشأ في بيئة تقدر العلم والمعرفة، وأبدى منذ صغره شغفاً كبيراً بالعلوم الطبيعية والكيمياء تحديداً، ما أهله لاحقاً ليكمل دراسته الجامعية العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، ونال الجنسية الأمريكية، ثم الجنسية السعودية عام 2021، ليبقى نموذجاً للعالِم العربي الذي يحمل رسالته العلمية للعالم، دون أن يتخلى عن انتمائه وهويته.

ونشر البروفيسور عمر ياغي أكثر من 300 مقال علمي وبحثي في تخصص الكيمياء الشبكية ومنتجاتها وغيره من التخصصات، وأستاذ الكيمياء بجامعة كاليفورنيا بيركلي، مؤسس علم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry).

وهو المجال الذي يقوم على تصميم وربط الجزيئات لبناء مواد جديدة ذات بنى مسامية دقيقة، تُستخدم في تطبيقات الطاقة والبيئة، ويمكن توظيفها في مجالات متنوعة، مثل الرعاية الصحية والطاقة المتجددة، لما توفره من فوائد اقتصادية وبيئية مهمة.

وشغل البروفيسور ياغي أدواراً استشارية في عدد من المبادرات الدولية المعنية بالطاقة النظيفة، ويشغل حالياً منصب أستاذ الكيمياء ومدير معهد العلوم العالمية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي.

كما أسس مختبراً بحثياً متقدماً بالتعاون مع مختبر لورانس بيركلي الوطني، وشارك في مشاريع بحثية مشتركة مع مؤسسات سعودية لتطوير حلول مستدامة للمياه والطاقة.

وأسفر عمله الرائد في مجال الأطر العضوية المعدنية (MOFs) عن تسجيل 70 براءة اختراع حول العالم، أسهمت في تطوير تقنيات تخزين الغازات وفصلها وتحفيزها.

كما يقود البروفيسور ياغي شبكة واسعة من الشراكات الدولية، خصوصاً مع مؤسسات بحثية في العالم العربي وآسيا، بهدف تسريع الجهود العلمية العالمية في مجالات الطاقة النظيفة وعلوم المواد المتقدمة.

قصة ملهمة

يجسد البروفيسور عمر ياغي قصة نجاح عربية ملهمة، جمعت بين الطموح العلمي والرؤية الإنسانية، ليصبح نموذجاً للعقل العربي المبدع القادر على إحداث أثر عالمي.

إن فوزه بنوبل لا يمثل تتويجاً شخصياً فحسب، بل هو إحياء للأمل في أن العقول العربية قادرة على المساهمة في صناعة مستقبل أكثر ابتكاراً واستدامة.

سموه:

  نبارك للبروفيسور عمر وقبل ذلك نبارك للعالم العربي هذه العقول التي نفاخر بها الأمم

رسالتنا إعادة الثقة بأنفسنا وبشبابنا وبعلمائنا.. وهي الرسالة في «النوابغ» وفي جميع مشاريعنا

عمر ياغي:

* ولد عام 1965 في العاصمة الأردنية عمّان ونشأ في بيئة تقدر العلم والمعرفة

* نشر أكثر من 300 مقال علمي وبحثي في الكيمياء الشبكية ومنتجاتها

* شغل أدواراً استشارية في عدد من المبادرات الدولية المعنية بالطاقة النظيفة

* أستاذ الكيمياء ومدير معهد العلوم العالمية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي

* أسس مختبراً بحثياً متقدماً بالتعاون مع مختبر لورانس بيركلي الوطني

* شارك في مشاريع بحثية لتطوير حلول مستدامة للمياه والطاقة

* سجل العديد من براءات الاختراع التي أسهمت في تطوير تقنيات تخزين الغازات وفصلها وتحفيزها

* يقود شبكة واسعة من الشراكات مع مؤسسات بحثية في العالم العربي وآسيا

* يجسد قصة نجاح عربية ملهمة جمعت بين الطموح العلمي والرؤية الإنسانية

المصدر : البيان