«ساعة من الهدوء».. عودة التوقيت الشتوي تمنح المصريين صباحًا أطول تحت «البطانية»

«ساعة من الهدوء».. عودة التوقيت الشتوي تمنح المصريين صباحًا أطول تحت «البطانية»

مع نهاية أكتوبر2025، يودع المصريون  شمس الصيف الساطعة، ويرحبون بدفء الشتاء الهادئ. إنها رحلة زمنية سنوية تنتظرها الأسر المصرية بترقب، حيث تعود الساعة لنظام التوقيت الشتوي في 31 أكتوبر 2025، في مشهد يتكرر كل عام لكنه يحمل دائمًا بشريات جديدة وذكريات جميلة.

مع اقتراب نهاية أكتوبر 2025، يتجدد اهتمام المصريين بموعد بدء التوقيت الشتوي، وهو الأمر الذي ينظمه القانون رقم 34 لسنة 2023 بعد عودة العمل بنظام التوقيت الصيفي والشتوي بعد توقف دام سبع سنوات. 

وحدد هذا القانون إطارًا زمنيًا ثابتًا للتغيير، حيث يبدأ التوقيت الشتوي في نهاية يوم الخميس الأخير من أكتوبر من كل عام، والذي يصادف هذا العام 30 أكتوبر 2025، على أن يُطبق التوقيت الجديد بشكل رسمي اعتبارًا من صباح الجمعة 31 أكتوبر 2025. 

ويأتي هذا التوقيت بعد انتهاء فترة التوقيت الصيفي التي بدأت في أبريل الماضي، مما يعني عودة الساعة إلى توقيتها الطبيعي واستعدادًا لشهور الخريف والشتاء. وتُعد هذه العودة جزءًا من خطة حكومية أوسع لتحقيق التوازن في استهلاك الطاقة وتنظيم ساعات العمل الرسمية بما يتناسب مع التغيرات الموسمية في الظروف الجوية وعدد ساعات النهار .

الجذور القانونية والهدف من عودة النظام الموسمي

يعود تطبيق نظام التوقيت الصيفي والشتوي في مصر إلى القانون رقم 34 لسنة 2023، والذي صدر في 16 أبريل 2023 ووقعه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليعيد العمل بهذا النظام بعد توقف استمر منذ عام 2016. 

وينص القانون على أن يبدأ التوقيت الصيفي من الجمعة الأخيرة من أبريل حتى نهاية الخميس الأخير من أكتوبر، فيما يبدأ التوقيت الشتوي مع نهاية الخميس الأخير من أكتوبر ويستمر حتى أبريل من العام التالي. 

ويهدف هذا النظام إلى تحقيق وفورات اقتصادية كبيرة، حيث كشفت دراسات لوزارة الكهرباء والطاقة أن تطبيقه يسهم في توفير نحو 25 مليون دولار سنويًا نتيجة تقليل استهلاك وحدات الغاز المستخدمة في إنتاج الكهرباء، فضلًا عن خفض استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 1% خلال فترة التوقيت الصيفي.

 كما يُسهم النظام في تعزيز كفاءة استخدام الطاقة خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث يتوافق توقيت العمل مع ساعات النهار مما يقلل الاعتماد على الإضاءة الصناعية ويحقق توازنًا في أوقات الذروة .

آلية التغيير وسبب اختيار يوم الجمعة لضبط الساعة

يتم تغيير التوقيت في منتصف ليل الخميس 30 أكتوبر 2025، حيث يُطلب من المواطنين تأخير الساعة 60 دقيقة، لتعود من 12:00 منتصف الليل إلى 11:00 مساءً، ليبدأ التوقيت الشتوي رسميًا مع ساعات فجر الجمعة 31 أكتوبر. 

ويمكن للمواطنين ضبط الساعات يدويًا عبر إعدادات الأجهزة أو تفعيل خاصية الضبط التلقائي للوقت في الهواتف والأجهزة الإلكترونية لتحديث التوقيت تلقائيًا دون تدخل. 

وحرص المشرع على اختيار يوم الجمعة ليكون موعدًا لتعديل الساعة، سواء في الصيف أو الشتاء، لكونه إجازة رسمية في معظم قطاعات الدولة، مما يقلل فرص حدوث ارتباك في المواعيد الرسمية أو اضطرابات في التعاملات الحكومية. كما يمنح هذا القرار المواطنين فرصة كافية للتأقلم مع التغيير خلال عطلة نهاية الأسبوع، دون التأثير على سير العمل أو الدراسة في اليوم التالي، مما يحقق انسيابية في الانتقال بين التوقيتين .

التمييز بين التوقيت الشتوي الرسمي ومواعيد المحال التجارية 

بينما يبدأ التوقيت الشتوي الرسمي في 31 أكتوبر 2025، فإن المواعيد الشتوية للمحال قد بدأت في 26 سبتمبر 2025، استنادًا إلى قرار وزير التنمية المحلية رقم 456 لسنة 2020. وينظم هذا القرار مواعيد العمل في المحال التجارية والمولات والمقاهي والورش، حيث يُسمح للمحال التجارية بالعمل من الساعة 7 صباحًا حتى 10 مساءً، مع إمكانية التمديد حتى 12 منتصف الليل في عطلات نهاية الأسبوع، بينما تعمل المقاهي والمطاعم من 5 صباحًا حتى 12 منتصف الليل، مع الاستمرار في خدمة “التيك أواي” حتى الواحدة صباحًا.

 أما الورش الصناعية فتعمل من 8 صباحًا حتى 6 مساءً، مع استثناءات للورش داخل الكتل السكنية. ويُظهر هذا الفرق أن التوقيت الرسمي يُطبق على مستوى الدولة، بينما مواعيد المحال تراعي تنظيم أوقات العمل اليومية بما يتناسب مع فصول السنة .

الأثر الاقتصادي والاجتماعي وخلاصة التجربة 

يُعد تطبيق نظام التوقيت الصيفي والشتوي خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار في المواعيد الرسمية وتجنب الارتباك الناجم عن القرارات المفاجئة، كما يعكس توجهاً استراتيجياً لتحقيق التوافق مع المعايير الدولية التي تتبعها العديد من الدول. وقد ساهم النظام في الماضي في تحقيق وفورات اقتصادية كبيرة، حيث ركزت الدراسات على أهمية ترشيد استهلاك الطاقة خلال فترات الذروة، خاصة في أشهر الصيف عندما يزيد الطلب على أجهزة التبريد والإضاءة.

 كما أن للتوقيت الشتوي تأثيرًا مباشرًا على الحياة الاجتماعية والروتين اليومي، حيث يؤثر على مواعيد العمل والمدارس ووسائل النقل ومواقيت الصلاة، خاصةً صلاة الفجر والمغرب. وباستمرار العمل بهذا النظام حتى أبريل 2026، حيث سيتم إعادة تقديم الساعة 60 دقيقة مع بدء التوقيت الصيفي، تكون مصر قد أكدت على سعيها لتحقيق نظام زمني متوازن يخدم مصالح المواطنين والاقتصاد الوطني معًا .

المصدر : تحيا مصر