
مراكش: «الخليج»
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، شهدت مدينة مراكش انطلاق فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشعر المغربي الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب، على مدى 3 أيام بمشاركة أكثر من 40 مبدعاً من شعراء ومثقفين وفنانين من المغرب ومختلف دول العالم.
المهدي بن سعيد: دار الشعر مؤسسة ثقافية رائدة
أقيم حفل الافتتاح في قاعة «ميادين» في قلب مراكش، بحضور عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، وسمير الونّاسي المدير الجهوي للشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية لقطاع الثقافة- مراكش أسفي، نائباً عن د. محمد المهدي بن سعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، ورشيد المصطفى رئيس قسم التعاون في وزارة الثقافة والشباب والتواصل، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين ومحبي الكلمة.
استُهل حفل الافتتاح ب«نشيد مراكش الحمراء»، من تقديم «مشتل دار الشعر بمراكش»، وهو نص شعري من تأليف الشاعر المغربي بدر هبول، وأداء الشاعرة خديجة السعدي والمترجمة مريم إتجو. وتستحضر القصيدة في مقاطعها جمال المدينة الحمراء وتاريخها العريق.
وجاء في مطلعها:
شوقاً إليكِ عيون الشعر تكتحلُ من أجل عينيكِ هذا البدر يكتملُ
شوقاً إليكِ جمعنا الحب قافية أنا إليكِ وكل الجمع هم رسلُ
إني عشقتك كل الناس في أثري وجمعنا رغم ما في البعد يرتجلُ
وشهد الحفل عرضاً توثيقياً قدّم لمحة عن أبرز أنشطة الموسم الثامن لبرنامج دار الشعر في مراكش، مستعرضاً مسيرة الدار وما تضمنته من فعاليات ثقافية وفنية على امتداد العام.
رسالة إنسانية
ألقى عبد الله العويس كلمة قال في بدايتها: «يسعدنا أن نجتمع مجدداً في مدينة مراكش العريقة، مدينة الحضارة والجمال، لنحتفي جميعاً بالكلمة الشعرية المضيئة، التي توحد وجداننا، تلك الكلمة التي تزدهر في فضاءات هذا المهرجان».
وأكد العويس على أهمية هذا اللقاء الذي يمثل ثمرة للتعاون الثقافي، وتعبيراً عن العلاقات الأخوية بين الإمارات والمغرب، التي تترسخ بفضل حكمة القيادة الرشيدة في البلدين، تأكيداً على أن الشعر رسالة إنسانية لفن جميل، يعبر عن وجدان الأمة، ويحفظ ذاكرتها، ويفتح آفاقه نحو المستقبل.
ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، وتمنياته لمثقفي المهرجان بالنجاح والتوفيق.
من جهته، ألقى سمير الونّاسي كلمة محمد المهدي بن سعيد، مثمناً في بدايتها المبادرات الثقافية لصاحب السمو حاكم الشارقة.
وقال: نثمن المجهود الكبير الذي تقوم به دار الشعر في مراكش، في مختلف أنشطتها وبرامجها الثقافية، التي أثمرت بنيات تحتية أساسية في مختلف ربوع المملكة.
وتحدث المدير الجهوي من كلمة المهدي حول المهرجان، قائلاً: مهرجان الشعر المغربي يواصل مسيرة التألق والاحتفاء بتجارب وأجيال الشعر المغربي، ويزكي مفهوم تأسيس دار الشعر في مراكش التي أضحت مؤسسة ثقافية رائدة.
أمسية الافتتاح
شهدت أولى أمسيات المهرجان قراءات شعرية متنوعة جسّدت تلاقي الثقافات واختلاف الرؤى الفنية، بمشاركة: المغربية ثريا وقاص، والصينية ليو جنتسي، والنيجيري أدييمي حميد أديكنلي.
جاء في قصيدة النيجيري أديكنلي:
لنا السّماوات/ هيّا نركبُ الْقَمَرَا/ وننشِئُ الآن في أيدي النُّجومِ قُرى/ ونطلُب الليلَ أن لا ينقضي أبدًا/ نحتاجُ سترًا كثيفًا/ لا نريد وَرى/ لمّا افترقنا
تبنّاني الوجودُ سُدًى/ كحال مُبتدإٍ لم يلمسِ الْخَبَرَا.
شعر عالمي
شهد حفل الافتتاح احتفاء خاصاً بالصين، ضيف الشرف الدورة السابعة للمهرجان، من خلال مشاركة الشاعرة الصينية ليو جينتسي في أولى أمسيات المهرجان، وهي شاعرة، وعضوة في اتحاد الكتّاب الصينيين، وقد نشرت أكثر من خمسين عملاً متنوعاً بين الشعر، الرواية، المسرحيات والنصوص الغنائية، إضافةً إلى أعمال موسيقية، وصاحبها في الترجمة الى اللغة العربية، باي شُيويه، وهي طالبة دكتوراه في الأدب العربي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
موسيقى للختام
في ختام اليوم الأول، أحيا الفنان والموسيقار عبد الوهاب الدكالي، برفقة فرقة أصيل للموسيقى بمراكش برئاسة الفنان عز الدين دياني، حفلاً فنياً استثنائياً استعاد خلاله أهم أغاني هذا الفنان الرائد، وسط حضور جماهيري حاشد تفاعل مع كل مقطع موسيقي وغنى مع الفنان في أجواء مفعمة بالحنين والإبداع الموسيقي الأصيل.
تكريم
ضمن مبادرة الدار في الاحتفاء بالقامات الأدبية المغربية، كرّمت دار الشعر بمراكش في هذه الدورة الشعراء: محمد بوجبيري، وعلي شوهاد، وعزيزة عكيدة، تقديراً لعطائهم الأدبي، وتثميناً لجهودهم الفكرية وإسهاماتهم في المشهد الشعري المغربي على مدى سنوات.
كما أعلنت دار الشعر بمراكش عن أسماء الفائزين في الدورة السابعة من جائزتي النقد الشعري وأحسن قصيدة، اللتين تندرجان ضمن برامج الدار الرامية إلى دعم التجارب الشعرية والنقدية الجديدة، وتشجيع المواهب الشابة، والاهتمام بنتاجها الإبداعي.
وفاز بجائزة أحسن قصيدة، الشاعر إديمبي حميد إديكبلي من نيجيريا وحل في المركز الأول، وحصل معاذ بن الطالب على المركز الثاني، وظفيرة وحديث في المركز الثالث.
وتوّجت جائزة النقد الشعري لعبد الرحمن اسحلي وحل في المركز الأول، وخالد قدروز في المركز الثاني، وتناصف المركز الثالث الناقدان إبراهيم البوعبدلاوي ومحمد تايشينيت.
وفي ختام الحفل، كرّم عبد الله العويس ومحمد القصير يرافقهما الونّاسي الشعراء المكرَّمين والفائزين في الجائزتين، احتفاءً بعطاءاتهم وإبداعاتهم المتميزة.
المصدر : صحيفة الخليج