
أكد تربويون أن تغيير مقاعد الطلبة داخل الصفوف ليس مجرد إجراء تنظيمي تقليدي، بل هو ممارسة تربوية فاعلة تعزز التفاعل، وترفع مستوى الانضباط، وتكسر الأنماط الاجتماعية المغلقة. هذه الخطوة تسهم في تحقيق العدالة بين الطلاب، وتفتح المجال أمام الابتكار في تصميم بيئة التعلم، كما تمنح المعلمين أدوات إضافية لإدارة الصف بفاعلية في ظل التطورات التربوية الحديثة التي تربط جودة التحصيل الدراسي بشكل مباشر بتصميم الفصل.
وقال التربوي أيمن النقيب: إن تغيير المقاعد يحمل أبعاداً اجتماعية مهمة، إذ يساعد على توسيع دوائر العلاقات بين الطلبة، ويكسر المجموعات المغلقة أو ما يعرف بـ«الشلليات». وأوضح أن جلوس الطلاب مع زملاء جدد بشكل دوري يفتح لهم المجال لبناء صداقات جديدة، ويعزز من التعلم المتبادل داخل الصف.
وأضاف: إن بعض المدارس العالمية تبنت توزيع المقاعد في شكل نصف دائرة أو حرف U، ما أتاح لجميع الطلبة رؤية متساوية للمعلم، وخفف الفوارق بين المقاعد الأمامية والخلفية. وأكد أن هذه النماذج ساعدت في خلق بيئة تعليمية أكثر عدلاً ومشاركة، مشيراً إلى أن الطلبة الذين يجلسون في المقاعد الخلفية يميلون إلى التغيب أكثر ويتفاعلون بدرجة أقل، ما يعزز الحاجة إلى تدوير المقاعد لتقليل الفوارق وضمان مشاركة الجميع في العملية التعليمية.
وذكرت الاختصاصية الاجتماعية شاهيناز أبو الفتوح أن تبديل أماكن الجلوس له أثر نفسي مباشر على الطلبة، حيث يكسر الروتين اليومي ويحفز التركيز والانتباه من زوايا مختلفة. وأضافت أن الطلاب المنطوين يصبحون أكثر حضوراً في الحصص عند جلوسهم في مقاعد أمامية أو وسطية. وأشارت إلى دراسات عالمية أكدت أن الجلوس قرب المعلم يعزز التفاعل، مشددة على أن التبديل الدوري يهدف إلى تحقيق عدالة تتيح لكل طالب تجربة متجددة ترفع من وعيه وتفاعله.
كما أكدت المعلمة سارية عبدالرحمن أن تغيير المقاعد وسيلة فعالة لضبط النظام داخل الصف، لأنه يقلل من تجمعات الطلبة التي قد تسبب التشتت أو الحديث الجانبي، كما أن توزيع المقاعد المرن يسمح بإدارة أكثر انسيابية للنقاشات ويحفز التعاون.
وأكد التربوي أيمن النقيب أن تبديل المقاعد يحمل أبعاداً اجتماعية مهمة، إذ يوسع دوائر العلاقات ويكسر مجموعات «الشلليات» المغلقة، مشيراً إلى أن توزيع المقاعد في شكل نصف دائرة أو حرف U يخفف الفوارق بين الأمام والخلف ويخلق بيئة تعليمية أكثر عدالة.
وأضافت منار عبدالقادر قائلة: إن الفصول المرنة التي تتيح خيارات جلوس متنوعة تعزز شعور الطلاب بالاختيار والملكية، ما يزيد من حافزيتهم للمشاركة، كما تحسن رفاهيتهم، خصوصاً الطالبات. وأشارت إلى أن المقاعد الديناميكية تساعد طلبة اضطراب طيف التوحد على تحسين قدرتهم على التركيز والجلوس لفترات أطول.
وأوضحت سماء عبدالغني أن العدالة في الصف تبدأ من ضمان الرؤية والسمع للجميع، مشيرة إلى أن التبديل الدوري للمقاعد يمنح ذوي ضعف البصر أو السمع فرصاً متكافئة ويمنع احتكار المقاعد الأمامية، بينما تؤكد التربوية نعيمة عوض أن هذه الممارسة تحسن المناخ الاجتماعي داخل الصف وتقلل من عزلة الطلبة، كما تعزز قيم التعاون والاندماج. ودعت إلى اعتماد بروتوكولات واضحة لتنفيذ التبديل بشكل منتظم، مع إشراك أولياء الأمور، لتحويل الصف إلى مساحة تعليمية عادلة ومحفزة.
المصدر : البيان