يتلقى ما يصل إلى 70 في المئة من البالغين في سن العمل في بعض أجزاء بريطانيا وويلز إعانات البطالة، وبينما تكشف الأرقام الصادمة عن حجم الأزمة التي تعهد رئيس الوزراء السير كير ستارمر معالجتها، إذ تشير البيانات إلى أن ستوكتون وبورتراك هما عاصمتا البطالة في البلاد.
وتوقع مكتب مسؤولية الموازنة (OBR) أن يتجاوز إجمالي الإنفاق الحكومي على إعانات المرض والإعاقة 100 مليار جنيه استرليني (126.6 مليار دولار) سنوياً بحلول عام 2030.
وجد تحليل موقع صحيفة “ميل أون لاين” لبيانات وزارة العمل والمعاشات (DWP)، أن أكثر من 3 آلاف من أصل 4300 بالغ تراوح أعمارهم ما بين 16 و64 سنة في حي ستوكتون-أون-تيز يتلقون إعانات الائتمان الشامل أو ما شابهها، ويشمل ذلك 12 في المئة يتلقون إعانات العجز.
ويعد بايكر إيست، وهو حي في نيوكاسل، هو المكان الثاني الذي يشهد أعلى معدلات للإعانات، إذ يتلقى 64 في المئة من البالغين في سن العمل هناك إعانات الائتمان الشامل أو غيرها من الإعانات، مع 13 في المئة من هؤلاء الذين يتلقون إعانات المرض، مثل إعانات العمل والدعم.
وتأتي المراجعة بعدما أعلن ستارمر حرباً ضد دولة الإعانات في بريطانيا، في محاولة للحد من فاتورة الرفاهية البالغة 137 مليار جنيه استرليني (173.3 مليار دولار).
وفي مقالة له في صحيفة “ميل أون صنداي”، وعد رئيس الوزراء البريطاني بإجراء “تغييرات جذرية”، وقال إن ذلك سيشمل حملة ضد المحتالين وأولئك الذين “يستغلون النظام”.
9.25 مليون بريطاني لا يعملون
حالياً هناك 9.25 مليون بريطاني لا يعملون ولا يبحثون عن عمل، وهو ما يعادل أكثر من خمس السكان في سن العمل، ويتضمن ذلك رقماً قريباً من الرقم القياسي لأولئك الموقوفين بسبب المرض الطويل الأمد.
وهذا الأسبوع سلط برنامج “ديبلاشس” على قناة “الرابعة” الضوء على الموضوع، مسمياً منطقة في بلدة جرينسبي الساحلية عاصمة البطالة في بريطانيا.
وفي تحليله الخاص لأرقام الحكومة، قال البرنامج إن 53 في المئة من الأشخاص في منطقة إيست مارش وبورت في بلدة جرينسبي الساحلية في لينكونشاير كانوا يحصلون على مساعدات الرفاهية في الربع الأول من عام 2024، وكشف تدقيق الصحيفة عن مستويات مماثلة من المساعدات تمنح في المنطقة نفسها.
واحتلت منطقة إيست مارش وبورت في جرينسبي، في شمال شرقي لينكونشاير، المرتبة السادسة في جدول الحصول على إعانات من بين أكثر من 7 آلاف ضاحية في إنجلترا وويلز، بمعدل استفادة من البطالة بلغ 54 في المئة في المئة.
وشمل تحقيق الصحيفة تحليل بيانات وزارة العمل والمعاشات (DWP) حول عدد الأشخاص في سن العمل الذين يحصلون على مزايا البطالة والمرض في نحو 7200 منطقة بمعدل سكان يبلغ 5200 شخص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قورنت هذه الأرقام مع أحدث تقديرات مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) للسكان في سن العمل (من 16 إلى 64 سنة) في هذه المناطق لحساب نسبة هؤلاء الأشخاص الذين يحصلون على مزايا البطالة والمرض.
واحتلت منطقة فيكتوريا بارك في بليموث المرتبة الثالثة، إذ يحصل 60 في المئة من البالغين في سن العمل على مدفوعات خارج العمل.
“اجعلوا بريطانيا تعمل”
أما منطقتا جريت وميد سباركهيل في برمنغهام (56 في المئة)، وباركيريند ويست وليتل جيرماني في برادفورد (أقل من 56 في المئة)، فأكملتا المراكز الخمسة الأولى في تحقيق الصحيفة.
وتبلغ فاتورة الفوائد التي تذهب للأشخاص في سن العمل 137 مليار جنيه استرليني (173.3 مليار دولار)، تشمل 90 مليار جنيه استرليني (114 مليار دولار) للمعوقين، و35 مليار جنيه استرليني (44.3 مليار دولار) لمزايا الإسكان.
ويدفع 166 مليار جنيه استرليني (210.3 مليار دولار) للمتقاعدين، مما يرفع إجمالي الإنفاق الاجتماعي الحكومي إلى 303 مليار جنيه استرليني (383.8 مليار دولار)، أي ما يعادل تقريباً 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وقال متحدث باسم وزارة العمل البريطانية “ورثنا فاتورة مزايا متصاعدة مع ملايين الأشخاص الذين يعانون أمراضاً أو إعاقات طويلة الأمد ولا يعملون ولا يحصلون على الدعم الذي يحتاجون إليه”.
وأضاف المتحدث “نحن مصممون على إصلاح هذا، ومن خلال ورقة العمل (اجعلوا بريطانيا تعمل)، سنضمن أن النظام يدعم الناس بصورة أفضل لإدخالهم في العمل واستمرارهم فيه، والأهم من ذلك تقليص فاتورة الفوائد.”
وتشمل خطط حزب العمال منح هيئة الصحة الوطنية دوراً في إعادة الأشخاص إلى العمل، مثل توظيف عشرات الآلاف من الأشخاص الذين لا يعملون لأسباب صحية في وظائف غير طبية.
نقلاً عن : اندبندنت عربية