
أكد تقرير أفضل 10 تقنيات ناشئة لعام 2025، الذي أطلقه المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل تزامناً مع انعقاد الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية 2025 في دبي، أن التكنولوجيا لها دور حاسم في بناء مستقبل أكثر استدامة، والتكيف مع آثار تغير المناخ، وإصلاح الأضرار التي لحقت بالنظم البيئية.
ويبرز التقرير تقنيات ثورية يرى الخبراء أنها قادرة على تغيير الطريقة التي ينتج بها العالم طاقته وغذاءه ومياهه.
وأوضح أن تحقيق تأثير حقيقي لهذه الابتكارات يتطلب إرادة سياسية واستثماراً مالياً ومادياً ومعرفياً، إلى جانب رفع مستوى الوعي العام بأهميتها في مواجهة التغير المناخي.
وحذر التقرير من أن العالم تجاوز بالفعل سبعة من أصل تسعة حدود كوكبية آمنة، ما يعني أن الأنظمة الحيوية للأرض لم تعد تعمل ضمن نطاق الاستقرار التاريخي الذي سمح بازدهار الحضارة البشرية.
مشيراً إلى أنه في عام 2024 ظلت درجات الحرارة العالمية أعلى بمقدار 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية طوال العام، وتشير التقديرات إلى أن الكوكب يسير نحو ارتفاع قد يبلغ ثلاث درجات مئوية بحلول عام 2100، في حال استمرار الانبعاثات على الوتيرة الحالية.
تقنيات
وقال جيريمي يورغنز، المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي، إن الحقائق العاجلة لتغير المناخ واضحة، لكن ما هو أقل وضوحاً هو حجم التقنيات المتاحة القادرة على تقديم حلول فورية.
وأشار التقرير إلى أن الابتكار العلمي يمكن أن يكون أداة مزدوجة لمعالجة الأسباب والنتائج معاً، فهو لا يهدف فقط إلى خفض الانبعاثات، بل أيضاً إلى تمكين المجتمعات من التكيف مع الأضرار وإصلاح الأنظمة البيئية. ففي قطاع الغذاء مثلاً، يبرز التخمير الدقيق كأحد الحلول الواعدة لإنتاج البروتينات دون الاعتماد على الثروة الحيوانية.
وتظهر التقديرات أن هذه التقنية يمكن أن تخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 72% و97%، وتقلل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 99%، واستخدام الأراضي الزراعية بنسبة 80% مقارنة بالإنتاج التقليدي، كما أنها تقلل الاعتماد على الأعلاف، وتحد من انبعاثات الميثان من الماشية بنسبة 90% تقريباً.
وفي الزراعة والطاقة، يسلط التقرير الضوء على الأمونيا الخضراء التي يمكن إنتاجها من الهيدروجين المتجدد بدلاً من الغاز الطبيعي.
وفي مجال إدارة الموارد، أوضح التقرير أن أنظمة إعادة تدوير نفايات الطعام آلياً باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات قادرة على تحويل أكثر من 95% من المخلفات الغذائية إلى أسمدة وغاز حيوي ومواد جديدة، كما هو الحال في التجربة الكورية، مما يقلل الانبعاثات الناتجة عن المكبات ويعيد دمج النفايات في الاقتصاد الدائري.
ويبرز التقرير التقدم في مجال البناء من خلال تطوير الخرسانة الخضراء، وهي مادة يمكنها تخفيض انبعاثات قطاع البناء بنسبة تصل إلى 40% بحلول عام 2040.
وأشار التقرير أيضاً إلى تطور أنظمة الشحن ثنائي الاتجاه، التي تتيح تدفق الكهرباء من وإلى البطاريات لتغذية المنازل أو الشبكات خلال فترات الذروة، وهي تقنية يمكن أن توفر مرونة أكبر لشبكات الطاقة.
وأكد التقرير أن الطاقة الحرارية الأرضية المعيارية تمثل مصدراً متجدداً مستمراً يمكن تشغيله على مدار الساعة، وتُظهر الدراسات أن هذه الأنظمة تخفض زمن التركيب بنسبة تقارب 30% مقارنة بالمحطات التقليدية، كما تقلل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بمحطات الغاز الطبيعي.
وفيما يخص المياه، أشارت البيانات إلى أن أنظمة التحلية التجديدية قادرة على إنتاج مياه عذبة بطاقة أقل بنحو 25% من الطرق التقليدية، مع إمكانية استرداد مواد كيميائية عالية القيمة من المحاليل المالحة.
ولم يغفل التقرير عن التربة، بوصفها أساس الأمن الغذائي والتنظيم المناخي. فالتقنيات الحديثة التي تجمع بين أجهزة الاستشعار الدقيقة والهندسة الميكروبية والذكاء الاصطناعي يمكن أن تستعيد خصوبة الأراضي الزراعية وتزيد قدرتها على تخزين الكربون، وهو ما يشكل تحولاً نوعياً في إدارة النظم الزراعية المستدامة.
المصدر : البيان