
القاهرة: «الخليج»
انعقد المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي الذي تنظمه جامعة القاهرة، الأحد، لليوم الثاني على التوالي، بحضور 15 ألف مشارك من أساتذة الجامعات والخبراء المتخصصين في البرمجة والتكنولوجيا الرقمية، إلى جانب الوزراء وكبار المسؤولين في مصر، حيث ينعقد المؤتمر تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء، ومنظمة اليونيسكو، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، خلال مشاركته في المؤتمر أن نحو 25% من سكان العالم سوف يواجهون تحديات كبيرة إذا لم يتم تعزيز مهاراتهم أو إعادة هيكلتها في استخدامات الذكاء الاصطناعي.
وحذر نائب رئيس الوزراء من حدوث فجوة عالمية في مهارات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى خسائر تصل إلى 30 تريليون دولار في الناتج القومي الإجمالي.
وأضاف أن العالم يشهد تحولاً غير مسبوق في موازين التطور، حيث تتنافس الدول على قدم المساواة في سباق الذكاء الاصطناعي، الذي يوفر فرصة لجميع الدول للعمل في توقيت واحد نحو تعزيز التنمية البشرية، وتحسين أداء المؤسسات.
وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء على أهمية بناء مجتمع مرن قادر على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، من خلال تنمية «مهارات التمكين للذكاء الهجين، الذي يعتمد على تكامل الإنسان والآلة دون استبدال أحدهما بالآخر.
وأضاف أن مواكبة هذا التحول يتطلب جهوداً واسعة تشمل المهارات والمساواة والإتاحة والاستخدام العادل للذكاء الاصطناعي، مع ضمان عدم إساءة توظيفه.
الوصول المنظم والآمن إلى البيانات
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء ضرورة الوصول المنظم والآمن إلى البيانات، ما يستدعي تعاوناً فعالاً بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية لوضع أطر تنظيمية تدعم الابتكار والاستخدام المسؤول.
وأوضح الدكتور عبدالغفار أن ملامح العالم سوف تتغير جذرياً بحلول العام 2050 بفعل التطور التكنولوجي، خاصة في التعليم والصحة، مشيراً إلى أنه يجري إدماج مناهج الذكاء الاصطناعي في جميع المراحل التعليمية، لتشمل كافة التخصصات، كما يتم التنسيق بين الوزارات لإعداد مناهج تراعي خصوصية كل مجال، إضافة إلى تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي لدعم جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
استراتيجية متكاملة للذكاء الاصطناعي
وأشار الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى أن الوزارة تنفذ استراتيجية متكاملة للذكاء الاصطناعي، تشمل تطوير البرامج الدراسية لتتماشى مع الثورة الرقمية، وتدعم البحث العلمي التطبيقي، وتنشئ مراكز تميز بحثية في الجامعات، كما تم إصدار دليل وطني لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الجامعات، يركز على الأصالة والشفافية والأمان الرقمي، كخطوة نحو بناء جامعات ذكية مستدامة تواكب التحولات العالمية.
وأشار إلى أن مبادرة «تحالف وتنمية» تتضمن مبادرة تستهدف «تأهيل مليون مبتكر ومبدع»، مع وجود أكثر من 45 مركز تأهيل لكافة التخصصات العلمية والتعليمية داخل الجامعات المصرية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي إن مصر تمتلك أكثر من 100 كلية للحاسبات والذكاء الاصطناعي، التحق بها هذا العام أكثر من 50 ألف طالب وطالبة.
إتاحة منظومة رقمية فعالة
وأوضح الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن البنية التحتية المعلوماتية تشمل إتاحة منظومة رقمية فعالة تمكن المواطنين من التعامل بسلاسة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً ضرورة حماية البيانات وخصوصية أصحابها، مشيراً إلى أن مصر لديها مصفوفات من البيانات، وتم البدء في استخدامها في منظومة التأمين الصحي.
الذكاء الاصطناعي وتطوير التعليم
وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن جلسات المؤتمر تناقش قضايا جوهرية، تشمل الذكاء الاصطناعي في كل القطاعات، ومنها القطاع الصحي، والتكنولوجيا المالية، والأمن السيبراني، والجوانب القانونية والأخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن المؤتمر يناقش دور الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، ويستعرض التجارب الناجحة والنماذج الدولية في هذا المجال الحيوي، فضلاً عن اسهامات الشركات التكنولوجية الكبرى والشركات الناشئة في التطبيقات والحلول الذكية، وكذلك إبداعات طلاب الجامعات في مصر في مجال الذكاء الاصطناعي.
المصدر : صحيفة الخليج