
بعد مرور 20 يوماً على الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، لا يزال البيت الأبيض والحزب الجمهوري متفقيْن دون اعتراضات تُذكر على إغلاق الحكومة الفيدرالية، ويعود ذلك جزئياً إلى تمسك الجمهوريين في الكونجرس بموقفهم إلى حد كبير.
ويدفع الجمهوريون باتجاه قرار تمويل، من شأنه أن يفتح الحكومة عند مستويات التمويل الحالية، في حين يريد الديمقراطيون التوصل إلى اتفاق لتمديد دعم إعانات الرعاية الصحية، المقرر انتهاء صلاحيتها بنهاية العام، قبل الموافقة على توفير الأصوات اللازمة في مجلس الشيوخ لإعادة فتح الحكومة، وفق مجلة “بوليتيكو”.
وقال مسؤول في البيت الأبيض في بيان: “كلما طال أمد الإغلاق الحكومي، تدهور موقف الديمقراطيين في استطلاعات الرأي العام”.
وأضاف: “التزمت الإدارة منذ اليوم الأول بموقف ثابت: إبقاء الحكومة مفتوحة بنفس المستوى الذي أيده الديمقراطيون قبل 6 أشهر فقط، و13 مرة في عهد إدارة الرئيس (السابق) جو بايدن. لن نتفاوض على السياسة بينما الشعب الأميركي رهينة. موقفنا لم يتغير… ولن يتغير”.
وحتى مع اعتقاد 89% من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع أن الإغلاق الحكومي “مشكلة ثانوية” على الأقل، و54% يعتبرونه “مشكلة رئيسية”، فإن كلا الحزبين يتحمل المسؤولية، ما لا يمنح أياً منهما مبرراً للتراجع، وفق بوليتيكو.
وقال شخص آخر مقرب من البيت الأبيض: “الوضع هادئ بشكل ملحوظ ونظامي. لا يزال الكونجرس يعمل، والناس يعقدون اجتماعات. الجمهوريون يعملون كما لو كنا منفتحين على العمل، ونفعل ما نريد. الموظفون لا يتقاضون رواتبهم، ولكن هناك هدوء معين، وهو أمر مثير للدهشة”.
“اختبار ولاء”
وأبقى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق الاثنين، مجلس النواب في حالة عدم انعقاد، لأجل غير مسمى حتى يصوت الديمقراطيون على إنهاء الإغلاق الحكومي، وهي استراتيجية أثارت قلق البعض في كتلته البرلمانية، لكن رئيس المجلس أصرّ على أن الجمهوريين ما زالوا منخرطين بشدة في شؤون الشعب، حتى لو كان ذلك، خارج القاعة.
وقال جونسون، الأحد، في برنامج This Week على شبكة ABC: “لقد أدى مجلس النواب واجبه”.
وذكرت النائبة الجمهورية نيكول ماليوتاكيس: “ما نناقشه هو سبل تخفيف المعاناة التي سببها الديمقراطيون للشعب الأميركي. اجتمع أعضاء مختلفون من فريق البيت الأبيض مع مختلف الكتل، وأجرينا مكالمات جماعية تمكنّا خلالها من مشاركة المخاوف وطرح الأسئلة ومناقشة أي مشاكل”.
وقال شخص مطلع عمل في ولاية ترمب الأولى، طلب عدم الكشف عن هويته: “يشعر بعض أعضاء مجلس النواب من الدوائر المتأرجحة بالقلق بعد استماعهم إلى اتصالات من المكاتب المحلية وغرف التجارة والموظفين الفيدراليين”.
وأضاف: “بينما ينقل الموظفون الملاحظات إلى البيت الأبيض، فإن القلق يكون في صمت دون إبداء أي تحد صريح لترمب”.
وتابع المسؤول: “يتواصل عدد قليل من الأعضاء غير القياديين مع المقربين من ترمب، لكنهم في الغالب يبحثون عن تطمينات وليس عن دفعة قوية لتغيير المسار”.
وقال: “أشعر أنه كلما طال أمد هذا الوضع، أصبح أشبه باختبار ولاء، من يلتزم بالرسالة ومن يتراجع بمجرد بدء الضغط من دائرته. حتى الآن، لم يكن هناك أي تردد يُذكر، ولم يبذل البيت الأبيض جهداً يُذكر لإبقاء الأعضاء ملتزمين”.
من جانبه، قال النائب الجمهوري تيم بورشيت: “لم يتصلوا بي. لقد أُبلغنا أنهم يتابعون حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي عن كثب. لذا، أعتقد أنهم يعلمون أنني أؤيدهم بشدة. لا أعتقد أنه يجب علينا التزحزح عن موقفنا”.
وفي السياق، قالت مصادر، إن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، ضغط سراً على البيت الأبيض للسماح للمزارعين بالحصول على قروض مساعدات خلال فترة الإغلاق، كما أعرب مشرعون جمهوريون عن مخاوفهم من تأثر رحلات عيد الشكر.
وللتخلص من نقطة ضغط محتملة، تحركت إدارة ترمب لدفع رواتب القوات العاملة في وقت سابق من هذا الأسبوع، ووصف رئيس مجلس النواب مايك جونسون، هذه الخطوة بأنها “حل مؤقت”، محذراً من أن الدفعة التالية من الرواتب غير مضمونة.
وقال سام جيدولديج، أحد أعضاء جماعات الضغط في مجموعة CGCN والمساعد السابق لرئيس مجلس النواب السابق جون باينر: “أشعر أن الحزب مخلص تماماً لترمب، ولا أعتقد أن ترمب يشعر بأنه محاصر بأي شكل من الأشكال، وهذا ما أعتقد أنه يمنحهم الثقة. لذلك أرى أن مستوى القلق بين معظم أفراد الجيش هو الحد الأدنى”.
المصدر : الشرق