تكريم الفائزين في جائزة الشارقة للأدب المكتبي

تكريم الفائزين في جائزة الشارقة للأدب المكتبي

احتفت «مكتبات الشارقة» بالفائزين في الدورة الخامسة والعشرين من جائزة الشارقة للأدب المكتبي، تقديراً لإسهاماتهم البحثية والمهنية في تطوير قطاع المكتبات والمعلومات، وتعزيز دور المعرفة في خدمة التنمية الثقافية والمجتمعية.

جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات ملتقى جائزة الشارقة للأدب المكتبي 2025، الذي استضافته هيئة الشارقة للكتاب بحضور أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة، ونخبة من المسؤولين والأكاديميين والباحثين والمتخصصين في علوم المكتبات والمعلومات، وعدد من ممثلي مؤسسات المعلومات العربية، إلى جانب المشاركين في جلسات الملتقى التي ناقشت أبرز المستجدات في مجالات البحث والتطبيق والمعرفة الرقمية.

وشهد اليوم الأول من الملتقى جلساتٍ حوارية وأوراقَ عملٍ بحثية ناقشت مستقبل المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي.

وكرّم أحمد بن ركاض العامري، الفائزين في فئات الجائزة الثلاث. وبدأت مراسم التكريم بالفئة البحثية، وتضم ثلاثة فائزين، حيث فاز بالمركز الأول منها الدكتور رياض بن ناصر الفريجي، أما الفائز بالمركز الثاني فذهبت للدكتورة ياسمين خالد، في حين فاز بالمركز الثالث الدكتور عبد الرحمن أحمد فراج.

كما كرم «بيت الحكمة» بجائزة الفئة الثانية وهي «أفضل مكتبة أو مؤسسة معلومات عربية»،. أما فئة «أفضل ممارسة أو مشروع في حقل التخصص»، ففاز بها «مشروع قسم المخطوطات وحفظ التراث المعرفي – مكتبة جامعة خورفكان».

*منظومة متكاملة

وفي كلمتها خلال افتتاح الملتقى، قالت إيمان بوشليبي، مديرة «مكتبات الشارقة»: «نجحت الشارقة خلال قرن من الزمان في بناء منظومة مكتبية متكاملة تغطي مدن الإمارة ومناطقها، وتواكب أحدث التحولات التقنية في إدارة المعرفة، وتقدّم للقرّاء والباحثين بيئة معرفية تفاعلية تجمع بين الورقي والرقمي، وتجسّد رؤية الإمارة التي تواصل ترسيخها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، من أجل أن تبقى المكتبة، كما كانت دائماً، حجر الأساس في بناء الإنسان والمجتمع».

وأشارت بوشليبي إلى أن الدورة الخامسة والعشرين من الجائزة شهدت مشاركةً واسعةً تعكس المكانة العلمية التي باتت تحتلها في دعم البحث الأكاديمي، وتعزيز دور مؤسسات المعلومات في التنمية الثقافية، موضحةً أن اللجنة استقبلت هذا العام 48 بحثاً، من بينها 5 أبحاثٍ مشتركة و43 بحثاً فردياً، قدّمها 54 باحثاً من دولٍ عربيةٍ متعددة.

وفي كلمةٍ مسجّلة بعنوان: «التطوير المهني المستمر في عصر الذكاء الاصطناعي»، استهلّت مان يي هيلين تشان، رئيسة قسم التطوير المهني المستمر والتعلّم في الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا)، حديثها بتوجيه الشكر إلى الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، تقديراً لدعمها المستمر لقطاع المكتبات، داخل دولة الإمارات وحول العالم.

وتناولت في كلمتها أهمية تبنّي نهجٍ شامل لتأهيل العاملين في قطاع المكتبات والمعلومات، وتمكينهم من مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة، مشيرةً إلى دور الاتحاد في تعزيز التعلم المستمر من خلال مبادرات وبرامج متنوعة، تُسهم في تطوير مهارات الذكاء الاصطناعي لدى المتخصصين وتوسيع آفاقهم المهنية.

واستعرضت تشان أبرز برامج الاتحاد في هذا المجال، ومنها سلسلة ندوات «تحوّل المكتبات بين التقنية والمجتمع»، وندوة «العلم المفتوح مكشوفاً»، وندوة «تمكين المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي»، إلى جانب الجلسة المفتوحة التي حملت عنوان: «إعادة تصور التطور المهني من أجل مستقبل مستدام»، والتي جمعت ممثلين عن اللجان الإقليمية لـ«إفلا» من مختلف قارات العالم.

* شراكة جديدة

وشهدت فعاليات اليوم الأول من الملتقى جلسة حوارية بعنوان: «من الخدمة إلى الشراكة: كيف تعيد أدوات الذكاء الاصطناعي تشكيل دور المكتبة؟»، تحدث خلالها كل من الدكتور حسن السريحي، أستاذ علم المعلومات بجامعة الملك عبد العزيز والرئيس السابق لجمعية المكتبات المتخصصة ـــ فرع الخليج العربي، والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، والدكتور مؤمن النشرتي، أستاذ مشارك في الإنسانيات الرقمية ومعلومات المكتبات في جامعة القاهرة، وهاني عبد اللطيف الصاوي، رئيس قسم خدمات الرقمنة في مكتبة قطر الوطنية، ويورجو لابالنين، أستاذ مساعد وأمين مكتبة متخصص في خدمات البيانات بجامعة زايد، وأدار الجلسة الإعلامية علياء المنصوري.

وفي حديثه خلال الجلسة، أكد الدكتور حسن السريحي أن الفكر الذي تقوم عليه المكتبات في جوهره ثابت، بينما تتغير الممارسات والتطبيقات مع تطور التقنية، موضحاً أن المكتبة وُلدت لتبقى وإن تغيّرت أدوارها بتغيّر العصر، وأنها كالكائن الحي الذي يتفاعل ويتطور ضمن بيئة ديناميكية.

من جانبه، أوضح الدكتور مؤمن النشرتي أن الذكاء الاصطناعي نقل المكتبة الجامعية من مفهومها كمستودع للمعلومات إلى منصة رقمية لإدارة البيانات، مؤكداً أن بقاء المكتبات مرهون بتجاوز الأدوار التقليدية ودمج التقنيات الذكية في خدماتها، وأن قوتها الحقيقية تقاس بقدرتها على توظيف الذكاء الاصطناعي لتقديم بيانات موثوقة وخدمات دقيقة للباحثين والأكاديميين.

بدوره، أشار هاني عبد اللطيف إلى أن التقنيات الحديثة ساهمت في تطوير حلول متقدمة للفهرسة والرقمنة تمكّن الحاسوب من قراءة الحروف والمخطوطات بدقة شبه إنسانية. وبيّن أن الأنظمة الذكية باتت قادرة على فهرسة النصوص بسرعة ودقة، ما يختصر الجهد والوقت دون أن يلغي دور المتخصصين، مع توافقٍ متزايد مع اللغة العربية والوثائق المكتوبة بخط اليد.

أما يورجو لابالنين فأكد أن مفهوم المكتبة الأكاديمية تطوّر ليصبح منصة معرفية تفاعلية تدعم البحث العلمي، مشيراً إلى أن جامعة زايد اعتمدت برامج لمحو الأمية الرقمية وتعليم مهارات البحث في المصادر الموثوقة. وأوضح أن المكتبة طوّرت المساعد الافتراضي «عائشة» كنظام ذكي يتيح للمستخدمين التفاعل مع بيانات المكتبة والحصول على المعلومات والخدمات بسرعة ودقة، بما يعكس تكامل الذكاء الاصطناعي في بيئة التعليم الجامعي.

المصدر : صحيفة الخليج

وسوم: