
قال رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين، الثلاثاء، إن الأمن العالمي يمر حالياً بأضعف لحظاته منذ الحرب العالمية الثانية، مما يتطلب الاستعداد لتقديم تنازلات لتجنب نشوب صراع عالمي جديد.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ناريشكين القول: “يمر العالم الآن بأكثر اللحظات ضعفاً بالنسبة للأمن منذ الحرب العالمية الثانية، وهي فترة التحول النوعي للنظام العالمي”.
وأضاف ناريشكين أن هناك “صراعاً شرساً” بين أكبر مراكز القوى العالمية والإقليمية لتحديد قواعد النظام العالمي مستقبلاً.
وتابع: “مهمتنا المشتركة، وربما الرئيسية، هي ضمان أن يستمر التكيف مع الواقع الجديد دون حرب كبرى، مثلما حدث في مراحل تاريخية سابقة”.
وكرر أيضاً موقف الكرملين المعتاد بأن إدارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي تعوق عملية السلام في أوكرانيا.
صراع روسيا وأوروبا
واستعرضت “بلومبرغ إيكونوميكس” في وقت سابق من الشهر الجاري، أربعة سيناريوهات محتملة لتطور الصراع بين روسيا وأوروبا خلال السنوات المقبلة، من اندلاع حرب شاملة إلى تطبيع العلاقات أو استمرار الوضع الراهن. لافتة إلى أسوأ السيناريوهات يشمل غزو روسيا لدول البلطيق، ما قد يسبب خسائر اقتصادية عالمية تصل إلى 1.5 تريليون دولار، مع تأثيرات سلبية كبيرة على الناتج المحلي الأوروبي والعالمي.
وذكرت أنه في أكثر السيناريوهات تطرفاً، وهو أن تغزو روسيا إستونيا ولاتفيا وليتوانيا -فإن الدمار في منطقة الصراع، واضطرابات التجارة، وانقطاعات إمدادات النفط والغاز، وحالة من عزوف الأسواق المالية عن المخاطرة، قد تُؤدي إلى خسارة ما يصل إلى 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في السنة الأولى من الصراع- بتكلفة قدرها 1.5 تريليون دولار.
بالنسبة لأوروبا، تُلحق الحرب ضرراً قدره 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي، على الرغم من أن التحفيز الناتج عن زيادة الإنفاق الدفاعي سيُعوّض بعض هذا التأثير. كما ستُلقي هذه النفقات بديون بعض الدول على مسارٍ غير مُستدام.
أسوأ حرب منذ 1945
سيكون الاحتراب بين روسيا وأوروبا أخطر صراع عسكري منذ الحرب العالمية الثانية، إذ يشمل قوىً مُسلحةً نووياً وشبكةً من التزامات التحالف. مع أن مثل هذا السيناريو قد يبدو بعيداً، إلا أنه يشغل بال القادة العسكريين في وزارة الحرب (البنتاجون)، ومقرّ الناتو.
وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه ينظر إلى توسع حلف الناتو العسكري -وخاصة في دول البلطيق- كتهديد مباشر يجب عكسه، وليس قبوله. وتعتبر روسيا أجزاءً من أوروبا الشرقية أراضي مفقودة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، وتجري بانتظام تدريبات تحاكي الغزو. رداً على ذلك، يقوي الناتو جناحه الشرقي.
المصدر : الشرق