الصين تحذر أستراليا من تدهور العلاقات إذا استمرت الاستفزاز الجوي

الصين تحذر أستراليا من تدهور العلاقات إذا استمرت الاستفزاز الجوي

اتهمت الصين أستراليا بتشويه الحقائق واستخدام خطاب تصعيدي بعد مواجهة جوية بين طائرات حربية من البلدين، وحثت كانبرا على تجنب تقويض العلاقات الثنائية.

قدمت بكين “احتجاجات شديدة اللهجة” إلى كانبرا، بعد إعلان الحكومة الأسترالية اعتراض طائرة صينية لطائرة استطلاع أسترالية بطريقة “غير آمنة ولا احترافية” فوق بحر الصين الجنوبي يوم الأحد، وأن المقاتلة الصينية التابعة للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي من طراز “سوخوي 35” (Su-35) قامت “بإطلاق مشاعل حرارية على مقربة شديدة” من الطائرة التابعة للقوات الجوية الملكية الأسترالية.

وقالت وزارة الدفاع الصينية في بيان صدر الأربعاء إن البيان الأسترالي “يشوّه الحقائق، ويوجه اتهاماً باطلاً إلى الصين، سعياً لصرف الأنظار عن التوغل غير القانوني للطائرات الحربية الأسترالية في المجال الجوي الصيني”.

من جانبه، نفى وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز مزاعم التوغل في تصريحات أدلى بها الثلاثاء، وقال إن الطائرة، وهي من طراز “بي إيت إيه بوسايدون” (P-8A Poseidon)، كانت في “دورية استطلاع بحري روتينية في المجال الجوي الدولي فوق المياه الدولية، وكان طاقمها ملتزماً بالقانون الدولي طوال الوقت”.

أستراليا تسعى لموازنة العلاقات

تُعد الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا، وأصلحت الحكومتان في الآونة الأخيرة العلاقات الثنائية التي تدهورت بشكل حاد خلال الجائحة. في المقابل، فإن الولايات المتحدة هي أقرب حليف أمني لأستراليا، وتواجه كانبرا صعوبة في موازنة العلاقات بين الجانبين مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين.

اقرأ أيضاً: أستراليا تعرض على ترمب تعويض صادرات المعادن النادرة الصينية

وقال الجيش الصيني: “نحث الجانب الأسترالي على الوقف الفوري للاستفزازات والخطاب التصعيدي، والضبط الصارم لقواته البحرية والجوية على خط المواجهة، وتجنب تقويض العلاقات الثنائية والعسكرية بين الصين وأستراليا”.

زار رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الصين قبل ثلاثة أشهر، وتوجه هذا الأسبوع إلى الولايات المتحدة، حيث أبرم اتفاقاً بخصوص المعادن الحرجة يهدف إلى مساعدة الشركات الغربية في التخلي عن الإمدادات الصينية من المعادن الأرضية النادرة.

تصاعد التوترات العسكرية

يسلط رد الصين الصارم واتهاماتها الضوء على تصاعد التوترات العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وسبق أن وصف مارلز الوضع بأنه أعقد ظرف استراتيجي تواجهه أستراليا منذ الحرب العالمية الثانية.

اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تسارع لتعزيز غواصاتها قبل أن تسبقها الصين

كذلك، فإن أستراليا في خضم عملية توسع عسكري كبرى، تشمل استحواذاً مرتقباً على أسطول من الغواصات النووية بموجب اتفاق “أوكوس” (AUKUS) مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

رغم ذلك، لا تزال الحكومة تثق في قدرتها على التعامل مع التوترات، إذ قال وزير الخزانة جيم تشاملرز لـ”بلومبرغ” الثلاثاء إن “من الممكن العمل مع الأميركيين بالطريقة التي اعتدناها، وفي الوقت نفسه مواصلة السعي إلى استقرار وتعزيز العلاقة بالغة الأهمية مع الصين”.

المصدر : الشرق بلومبرج