أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، أن مبادرة تحدي القراءة العربي شهدت خلال 10 سنوات نمواً هائلاً في المشاركة، إذ ارتفع عدد الطلبة من 3.6 ملايين في الدورة الأولى إلى 32 مليوناً حالياً، كما ارتفع عدد المدارس المشاركة من 30 ألف مدرسة إلى 132 ألف مدرسة. وأكد أن التحدي تحول من مبادرة عربية إلى حراك معرفي عالمي، إذ يشارك فيه حالياً طلاب من 50 دولة، تشمل أبناء الجاليات العربية والمدارس الأجنبية التي تُدرّس اللغة العربية، إضافة إلى فئة أصحاب الهمم.
وبين معالي محمد القرقاوي أن عدد المشاركين منذ انطلاق التحدي في عام 2015 بلغ أكثر من 163 مليون طالب عربي، ما يعكس اتساع دائرة التأثير ونجاح المبادرة في ترسيخ عادة القراءة بين الأجيال الجديدة. وأشار معاليه إلى أن التحدي أصبح نموذجاً عربياً يُحتذى به في تحفيز المجتمعات على التعلم المستمر وبناء الإنسان القارئ والمفكر.
واستعرض معاليه نتائج دراسة علمية أجريت بالتعاون مع منظمة اليونسكو لقياس أثر تحدي القراءة العربي، والتي أكدت تحول القراءة إلى سلوك يومي لدى الطلبة، وليس مجرد نشاط مدرسي. وبينت أبرز النتائج، أن 80 % من الطلبة المشاركين قالوا إن حب القراءة والفضول هو الدافع الأساسي للمشاركة وليس الجوائز، فيما سجلت زيادة بنسبة 148% في عدد الطلبة الذين يقرؤون أكثر من 50 كتاباً سنوياً، كما كشف معاليه أنه تم تسجيل ارتفاع بنسبة 122% في معدل القراءة اليومي أو شبه اليومي. وزيادة بنسبة 157% في الوقت الأسبوعي المخصص للقراءة، وبين معاليه أن 48 % من الطلبة بدأوا باستعارة الكتب من المكتبات، و41% اشتروا كتباً جديدة بعد المشاركة. وأكد معالي القرقاوي أن هذه النتائج تعكس تغيراً جذرياً في سلوك القراءة في العالم العربي، وتبشر بجيل أكثر معرفة ووعياً وفخراً بلغته وثقافته.

وأظهرت الدراسة كذلك تحسناً ملحوظاً في مهارات اللغة العربية لدى الطلبة من حيث الفهم القرائي والكتابة والتعبير والأسلوب. وقال 71% من الطلبة إنهم أصبحوا أكثر ارتباطاً بثقافتهم وهويتهم العربية بعد المشاركة في التحدي.
وأشار القرقاوي إلى أن متوسط عدد الكتب التي يقرأها الطالب الواحد ارتفع من 8 كتب قبل المشاركة إلى أكثر من 40 كتاباً سنوياً، في حين ارتفع الوقت المخصص للقراءة من أقل من ساعة أسبوعياً إلى أكثر من 4 ساعات، أي ما يعادل 200 ساعة قراءة في السنة.
وقال معالي محمد القرقاوي: نحن في حرب ضد الجهل، ومعركتنا الحقيقية هي بناء الإنسان العربي الواعي. وقبل 10 سنوات كان يُقال إن العربي يقرأ ست دقائق فقط في اليوم، واليوم الأرقام تثبت أننا أمة قادرة على أن تعيد لنفسها وهجها المعرفي وحضورها الحضاري. وأضاف، أن دور الإعلام محوري في نقل هذه الرسالة وترسيخ قيمة القراءة في المجتمعات العربية.
المصدر : البيان
