من صراع رمضان والعوضي إلى الهضبة ونجم الجيل ونجوم يعلقون.. هل تحوّل الفنان إلى رقم على شاشة هاتف؟

لم يعد المشهد الفني في مصر يدور فقط حول جودة العمل الفني أو الأداء التمثيلي، بل أصبح التريند هو ساحة المعركة الجديدة بين كبار الفنانين، بدءًا من محمد رمضان وأحمد العوضي وصولًا إلى تامر حسني وعمرو دياب، ومع دخول موسم صيف 2025 الساخن فنيًا، بدأت الصراعات الرقمية تطغى على النقاش الفني، لتتحول حسابات السوشيال ميديا إلى حلبة للمنافسة والتحدي، يتابعها الملايين.
العوضي ورمضان.. ملايين الجنيهات مقابل التريند
بدأت القصة التي يستعرضها موقع تحيا مصر مؤخرًا بمسابقات حماسية أطلقها الفنانان أحمد العوضي ومحمد رمضان، في إطار الترويج لأعمالهما الرمضانية لعام 2025، أحمد العوضي أعلن عن مسابقاته عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي بقيمة نصف مليون جنيه، كجزء من حملة دعائية لآخر أعماله الدرامية الذي عُرض في رمضان 2025، أما محمد رمضان فاختار أسلوبًا مختلفًا وأكثر تفاعلًا، حيث طرح برنامجه الرمضاني الذي حمل اسم مدفع رمضان مسابقات بأفكار جديدة غير مكررة ومختلفة عن غيرها، وهكذا أصبحت المنافسة بين النجمين ليست فقط على نسب المشاهدة أو قوة العمل الفني، بل على من يلفت الانتباه أكثر بأسلوبه الترويجي.

الهضبة ونجم الجيل.. من صدارة الأغاني إلى صراع الحفلات
في موازاة هذا السباق الرمضاني، اشتعل صراع آخر على الساحة الغنائية بين عمرو دياب (الهضبة) وتامر حسني (نجم الجيل)، مما يعني تحول موسم صيف 2025 إلى سباق جديد بين الاثنين بدأ بالصراع على تصدر تريند رقم واحد بألبوماتهما التي أصدروها فضلا على الصراع على حجز صدارة الحفلات الغنائية ضمن فعاليات مهرجان العلمين الجديدة، بدأ الأمر بتفاوت ملحوظ في أسعار التذاكر، ثم انتقل إلى حملات إلكترونية يقودها جمهور الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، وامتدت لتصل إلى مقارنة في نسب المشاهدة، وحجوزات الحفلات، وعدد الجماهير في كل فعالية.
فنانين يعلقون: الفن ليس سلعة للبيع
وسط كل هذا الصخب، ظهرت بعض الأصوات الفنية التي علّقت على الظاهرة، بعضها بتعاطف، وبعضها بحدة وسخرية، منهم الفنان أمير عيد الذي قدّم موقفًا فلسفيًا ضد هوس التريند، وقال خلال إحدى حفلاته: القيمة ليست بعدد المشاهدات، السوشيال ميديا ليست دائمًا حقيقية، وأنا أغني من أجل الجمهور الحقيقي، أنا لست كيس شيبسي أو سلعة أسعى للبيع، والدتي قالت لي حكمة وهي لن تصبح غني إلا إذا كان لديك شئ المال لن يستطع شرائه”، في إشارة واضحة إلى الفرق بين النجاح الحقيقي والنجاح الرقمي.
أما الفنانة مي عمر، فاختارت أسلوب المواجهة غير المباشر، حيث انتقدت ما وصفته بـ”ازدواجية البعض” في التعامل مع التريند، قالت مي: كتب زميل منشورًا يقول فيه إن الوصول إلى التريند ليس هدف هذه المهنة… لكن عندما دخل مسلسله قائمة التريند، فرح كما لو أنه حرر القدس!.. لست ضد الفرح بالنجاح، ولكنني أرفض أن نُحرّم شيئًا على الآخرين، ثم نفرح به عندما يحدث لنا.”

الصراعات بين الفنانين، سواء كانت على الشاشة أو عبر منصات التواصل، تكشف عن تحول كبير في مفهوم “النجاح الفني”، فبدلًا من الحديث عن النصوص أو الأداء، أصبحت المسابقات، البوستات، وعدد الـ”ستوريز”، هي المعيار الجديد للانتشار، ومع ذلك هناك من يرى أن التريند مجرد وسيلة، وليست غاية وأن من يتفوق فنيًا هو من يظل حاضرًا في وجدان الجمهور حتى بعد انتهاء الموجة.
ووسط هذا التنافس، يطرح السؤال نفسه: هل تحوّل الفنان من صانع محتوى فني إلى مجرد رقم على شاشة هاتف؟
المصدر : تحيا مصر