“تجميع”… نموذج وطني للاستدامة وريادة المستقبل

“تجميع”… نموذج وطني للاستدامة وريادة المستقبل

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الحثيثة بزخم وخطىً راسخة، تحقيقاً لأهداف أجندتها الخضراء 2030 واستراتيجية الحياد المناخي 2050، وتعمل كافة مؤسسات الدولة ودوائرها في مختلف القطاعات بانسجامٍ وتكامل ضمن هذا التوجّه، وما ينطوي على ذلك من تحديث الخطط والاستراتيجيات والسياسات ذات الصلة، وتنفيذ المبادرات والمشاريع المنسجمة مع الجهود الوطنية البيئية. يعكس إطلاق مجموعة تدوير لشركة “تجميع”، أحد المظاهر الملموسة لهذا التوجه الوطني، ويجسد تحولاً جوهرياً في منظومة إدارة النفايات.

بوصفها الذراع التشغيلي لمجموعة تدوير، تقود “تجميع” عمليات جمع النفايات في أبوظبي، عبر أسطول ذكي متطور ودقيق التصميم وأنظمة رقابة وتحكم متقدمة، قائمة على تقنيات التتبع اللحظي والتحليلات التنبؤية بالذكاء الاصطناعي، محققةً بذلك نقلة نوعية في كفاءة أداء عملياتها، وما يترتب عليه من خفض التكاليف التشغيلية، ورفع القدرة الاستيعابية في تلبية احتياجات المجتمع، والسرعة في الاستجابة. 

فضلًا عن ذلك، تساهم تصاميم الحاويات الجديدة، في تقليل التلوث المنبعث من النفايات، وتحافظ على نقاء الموارد القابلة للاستخلاص، مما يعزّز من جودة الهواء في الأحياء، ويزيد من فرص تحويل النفايات إلى منشآت إعادة التدوير بعيداً عن المكبات، وتفادي الأثر البيئي والبصمة الكربونية الناتجة عن عملية التخلص منها، في ترجمة عملية لثقافة السلامة القائمة على تجنب إلحاق الضرر التي تتبناها “تجميع”.
تؤدي المشاركة المجتمعية دوراً محورياً في صياغة مستقبل بيئي أكثر نظافة واستدامة، ومن خلال الحملات المجتمعية التوعوية المتزامنة مع بدء عمليات “تجميع”، نعمل على تعزيز ثقافة المسؤولية البيئية لدى جميع فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات، عبر التعريف بأساليب الفرز السليم والتخلص الآمن من النفايات، وتشجيع الممارسات المستدامة في التعامل معها، بما يضمن تحقيق أكبر قدر من الفائدة البيئية والاقتصادية المرجوة من نهج نموذج تجميع التحويلي المتطور، تمهيداً لتعميمه في منظومة إدارة النفايات، وتوسعة نطاق تطبيقه جغرافياً إلى مناطق جديدة .

إن إطلاق «تجميع» ليس مجرد توسّع تشغيلي لمجموعة تدوير، بل تعبير حيّ عن انسجام جهود المجموعة مع التطلعات الحكومية المستقبلية، وتأكيد على ريادة دولة الإمارات في قطاع إدارة النفايات والاستدامة البيئية، فمن خلال الاستثمار في التكنولوجيا والحلول المبتكرة في تعزيز البنى التحتية وبناء القدرات والكوادر التشغيلية، ترسخ دولة الإمارات مكانتها الرائدة في حماية البيئة، ورؤيتها الاستشرافية، بأن  بناء مستقبل أكثر نظافة يبدأ بتنفيذ خطوات عملية مدروسة اليوم.

المصدر : صحيفة الخليج