في مشهد يؤكد إصرار الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي محوري، وضعت مصر خطة طموحة للعام 2026 تتضمن حفر 101 بئر بترول جديدة، في خطوة تعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تعظيم مواردها الطبيعية وجذب استثمارات عالمية ضخمة.
بوابة مصر الرقمية لل في استكشاف والإنتاج (EUG)
تأتي هذه الخطة امتدادًا لجهود الحكومة في تطوير قطاع البترول والغاز، حيث تم خلال العام الماضي توقيع 21 اتفاقية جديدة باستثمارات بلغت 1.1 مليار دولار، بالتوازي مع إطلاق بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج (EUG)، التي أتاحت للمستثمرين الوصول إلى بيانات دقيقة وحديثة تسهّل قراراتهم الاستثمارية.
ووفقًا للبيانات المعلنة، سيتم توزيع الآبار الاستكشافية الجديدة على مناطق متعددة تشمل 67 بئرًا في الصحراء الغربية، و9 في خليج السويس، و14 في البحر المتوسط، و6 في دلتا النيل، ما يعكس تنوع المواقع الجغرافية وثراء الخريطة البترولية المصرية.
وتسعى الدولة من خلال هذا التوسع إلى رفع كفاءة عمليات الاستكشاف والإنتاج بما يضمن زيادة الإنتاج المحلي وتقليص الاعتماد على الاستيراد، فضلًا عن تعزيز قدرات مصر التنافسية في أسواق الطاقة العالمية.
ضخ استثمارات بقيمة 13 مليار دولار
من جانبها، أعلنت شركات بترول عالمية كبرى، مثل إيني وبي بي، عن نيتها ضخ استثمارات بقيمة 13 مليار دولار خلال الفترة المقبلة لدعم عمليات البحث والاستكشاف داخل مصر، في إشارة واضحة إلى الثقة الدولية المتزايدة في البيئة الاستثمارية المصرية.
صادرات البتروكيماويات إلى 4.2 مليار دولار بحلول عام 2030
وفي إطار الرؤية المستقبلية، تستهدف مصر رفع صادرات البتروكيماويات إلى 4.2 مليار دولار بحلول عام 2030، بما يرسخ دورها كمحور رئيسي للطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعزز مسار التنمية الاقتصادية المستدامة الذي تتبناه الدولة.
تمثل خطة مصر لحفر 101 بئر بترولية وضخ استثمارات تقدر بـ13 مليار دولار خطوة استراتيجية نحو تحقيق أمن الطاقة وتعزيز الاقتصاد الوطني. فالتحركات الحالية ليست مجرد توسع في عمليات البحث والاستكشاف، بل رؤية متكاملة تهدف لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة يخدم المنطقة بأسرها.
ومع تصاعد ثقة الشركات العالمية في بيئة الاستثمار المصرية، تتجه الدولة نحو زيادة الإنتاج وتطوير البنية التحتية لقطاع البترول والغاز بما يواكب المعايير العالمية. هذه الجهود المتواصلة تعكس إرادة سياسية قوية ورؤية اقتصادية بعيدة المدى، تجعل من عام 2026 نقطة تحول حقيقية في مسار الطاقة المصرية نحو الاكتفاء الذاتي وتعظيم العائدات القومية.
المصدر : تحيا مصر