نصوص تصور غربة الإنسان في بيت الشعر

نصوص تصور غربة الإنسان في بيت الشعر

الشارقة: «الخليج»
نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها كل من: عبدالله الخضير، يزن عيسى، وعبدالله العنزي، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت. قدمت الأمسية سعاد شريدي، التي استهلت تقديمها بالترحيب بالحاضرين.
استهل الأمسية الشاعر الدكتور عبدالله الخضير، الذي افتتح قراءاته بتحية محبة صادقة وعاشقة لإمارة الشارقة،، يقول:

ينادمني تمر النخيل بخاطري

ويُسهرني في موطنِ الشعر عبقرُ

ويأخذني ورد النسيم لرحلة

وفي القلب أشواقٌ إلى حيث أنظرُ

أسافر نحو الشعر في ثوبِ عاشقٍ

أسلّي به روح الحياة وأعبرُ

لشارقة الإبداع ذِكْرٌ مُؤصَّلٌ

تُصافحُ كلّ العُرْب والفضلُ يُذكَرُ

أنا ذلك الشّادي أتيتُ مُحمَّلاً

بذكرى حديث البحر والليلُ مُقمِرُ

وقرأ قصيدة أسماها «فرح يحدث نفسه» معبراً عن فرحه بولادة نص روحي، يسرد فيه سيرة عطرة أضاءت الكون ببهائها وذكرها ونورها، يقول:

لا أشتكي الهمَّ من وقْعِ التّراحيلِ

أطوي المسافاتِ من جيلٍ إلى جيلِ

على مداري يضيءُ العقلُ فلسفتي

وفي يقيني شكوكٌ من تآويلي

أودعتُ في البحرِ سرّاً كان يقلقُني

أفشاهُ للذّاتِ نهّامُ المواويلِ

بعد ذلك، قرأ الشاعر يزن عيسى مجموعة من النصوص، عبرت عن هموم الشاعر وهو يجسد الغربة والمعاناة التي أتت نتيجة النأي والبعد عن الأرض وذاكرتها الراسخة في الخيال، يقول:

أقولُ مررتُ على السّابقينَ

ولي فكرةٌ تستحقُّ الصّدى

فلا تُهمِلوني إذا قُلتُ ورداً

أتاحَ لهُ الأمسُ بعضَ النّدى

حملتُ قشورَ اللغاتِ وصرتُ

أخالُ يدي رحبةً كالمدى

ولكنني لا أزالُ نسيماً

يُثيرُ غُبارَ الكلامِ سُدى

وألقى نصاً آخر، بلغة تأملية في البيئة والموجودات حولها، محاولاً من خلال أنسنته لها استنطاقها، لتكون ذاتاً أخرى يحاورها، يقول:

أُطِلُّ من صورَةِ الطّينِ الذي اكتَمَلا

لم أجرَحِ الطِّفلَ فيما أنحِتُ الرَّجُلا

ما زِلتُ في أوَّلِ الأشياءِ مُرتَدياً

وجهَ الذُّهولِ وبالأشياءِ مُحتَفِلا

عندي حنينٌ غريبٌ دونَ ذاكرةٍ

ما بالُ كُلِّ مكانٍ يُشبِهُ الطَّللا

ومثلَما يرمُقُ الفنَّانُ لوحَتَهُ

لعلَّ يكشفُ في طيّاتِها خَللا

واختتم القراءات الشاعر عبدالله العنزي، الذي حلق بنصوصه، فقرأ قصائد مفعمة باللغة والصورة والخيال، جسدت معاناة الإنسان وهو يبحث عن وطن لروحه وشعره، واستهلّها بقصيدة أهداها بمحبة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منها:

دنا للساحلِ الشرقيِّ حتى

رأى بحرَ الخليجِ يموجُ فخرا

وأوقدَ من أناملِهِ شموعا

وكان بظلمةِ التأويلِ أدرى

سلاماً يا سليلَ المجدِ قدْرَا

ويا شيخاً سَمَا أدباً وشعرا

لسلطانَ الذي كالشمسِ يعلو

فيخترقُ المدى عزماً وفِكْرا

هبِ المعنى ارتقاءً حيث تسمو

وإلا فامنحِ التاريخَ عذرا

وفي قصيدة أخرى جسد معاناة الإنسان مع الحياة، يقول:

لأنك كالهزائم؛ لا تُعَدُّ

نهضتَ ولم يكنْ للوقتِ حدُّ

رأيتَ من الحياةِ، رأيتَ حتى

تلاشى منكَ ما لا يُسْتَرَدُّ

وكم كان انتظارُكَ دونَ معنى

لأيدٍ قد تُمَدُّ، فلا تُمَدُّ

تحاولُ خَلْقَ فلسفةٍ تُوارِي الـ

هزيمةَ، والهزيمةُ تَسْتَبِدُّ

وفي الختام كرّم محمد البريكي المشاركين في الأمسية.

المصدر : صحيفة الخليج

وسوم: