الأسهم الآسيوية تقترب من مستويات قياسية مع عودة التفاؤل للأسواق

الأسهم الآسيوية تقترب من مستويات قياسية مع عودة التفاؤل للأسواق

اقتربت الأسهم الآسيوية من مستوياتها القياسية، فيما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية، بعد أن عززت نتائج “أمازون” و”أبل” القوية المعنويات في الأسواق، منهية فترة قصيرة من التراجع في موجة الصعود العالمية للأسهم.

ارتفع مؤشر “إم إس سي آي” الإقليمي للأسهم بنسبة 0.4%، فيما صعدت الأسهم اليابانية بنسبة 1%، في حين تراجعت المؤشرات في البرّ الرئيسي الصيني وهونغ كونغ.

وقفز سهم “أبل” في التداولات اللاحقة بعد أن تجاوزت الإيرادات التقديرات، وقدّمت توقعات متفائلة لموسم العطلات، بينما قفز سهم “أمازون” بنسبة 13% في التداولات الممتدة بعد أن أعلنت تسجيل أسرع نمو في وحدة الحوسبة السحابية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

انتعاش أسهم التكنولوجيا بعد جلسة صعبة

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر “إس آند بي 500” في التداولات الآسيوية بنسبة 0.7%، كما صعدت عقود “ناسداك 100” بنسبة 1.2%، بعد أن تراجعت المؤشرات الأساسية يوم الخميس بسبب ضعف في أسهم التكنولوجيا.

كما أخذ المستثمرون في الحسبان سلسلة من المخاطر المحتملة، تشمل المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، وتحذير الاحتياطي الفيدرالي من أن خفض الفائدة في ديسمبر ليس مضموناً.

جاء ارتفاع “أبل” و”أمازون” بعد الإغلاق ليمنح المستثمرين استراحة قصيرة من جلسة الخميس القاسية لأسهم التكنولوجيا الكبرى، في ظل استمرار الشكوك حول ما إذا كان الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي سيحقق عائداً فعلياً.

اقرأ أيضاً: إيرادات “أبل” تفوق التوقعات رغم تباطؤ المبيعات في الصين

واستقطبت شركة “ميتا بلاتفورمز” طلباً قياسياً على سنداتها البالغة 30 مليار دولار، في إشارة إلى أن المستثمرين ما زالوا يراهنون على موجة الصعود التي أضافت 17 تريليون دولار إلى القيمة السوقية منذ أبريل.

وقال مات مالي من شركة “ميلر تاباك” إن “هذا لا يعني أن فقاعة الذكاء الاصطناعي ستنفجر أو أننا على أعتاب انعكاس كبير في السوق، لكنه يزيد احتمالات حدوث تصحيح قصير الأمد”.

استقرار السندات وارتفاع الذهب فوق 4 آلاف دولار

استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد ارتفاعها عبر جميع الآجال يوم الخميس، فيما تراجع مؤشر الدولار قليلاً بعد يومين من المكاسب، وارتفع الين الياباني عقب تسارع التضخم في طوكيو.

أما الذهب، فحافظ على مكاسبه فوق مستوى 4000 دولار للأونصة، مع استقطاب مزيد من المشترين الفنيين، بعد أن سعّر المستثمرون بالفعل أثر خفض الفائدة والهدنة التجارية بين واشنطن وبكين، بحسب ما كتب ديلين وو، المحلل لدى “بيبرستون غروب” في مذكرة.

قمة ترمب وشي تخفف التوتر التجاري

جاءت هذه التحركات بعد عمليات بيع في أسهم التكنولوجيا الكبرى بالولايات المتحدة يوم الخميس، حيث تراجعت “مايكروسوفت” نتيجة نتائج مخيّبة للتوقعات، وانخفضت “إنفيديا” بعدما قال الرئيس دونالد ترمب إنه لم يناقش مع شي جين بينغ السماح بتصدير رقائق “بلاكويل” إلى الصين.

ويراهن عمالقة التكنولوجيا على مستقبل قائم على الذكاء الاصطناعي تدعمه مراكز بيانات ضخمة، غير أن التكاليف الهائلة لهذه الاستثمارات بدأت تُقلق وول ستريت.

وقال ديفيد ترينر من “نيو كونستركتس”: “الشيء الوحيد الذي يهم المستثمرين الآن في نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى هو من سيتمكن من البقاء في سباق الذكاء الاصطناعي لأطول فترة… فهذه الشركات لا يمكنها مواصلة هذا الإنفاق الهائل إلى الأبد، ومن سيتمكن من تحقيق الأرباح أولاً سيكون الفائز”.

تراجع مخاوف الفقاعة واستمرار الزخم

ووفقاً لتحليل فريق “بلومبرغ ماركت لايف آسيا” بقيادة غارفيلد رينولدز، فقد “تراجعت مخاوف الفقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي بعد موسم الأرباح الأخير، إذ إن ازدهار الذكاء الاصطناعي ما زال قوياً ويتوسع خارج الولايات المتحدة”. 

وأضافوا أن الأسواق العالمية “تشهد تقلبات واسعة هذا الأسبوع مع لقاء ترمب وشي أخيراً، لكن موضوع الذكاء الاصطناعي يبقى المؤشر الأهم لاتجاه الأسهم العالمية”.

الفيدرالي يبعث برسالة حذرة

تعكس مبيعات سندات الخزانة الأميركية تحذير رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للمستثمرين بضرورة خفض توقعاتهم لخفض الفائدة في ديسمبر، مع استمرار انقسام صانعي السياسة حول مستقبل التضخم وسوق العمل.

وصوّت مسؤولو الفيدرالي بنتيجة 10–2 لخفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، في ثاني خفض متتالٍ، لكن وللمرة الأولى منذ ست سنوات ظهرت اعتراضات من الجانبين، إذ طالب أحد أعضاء اللجنة بخفض أكبر، وفضّل آخر الإبقاء على الفائدة من دون تغيير.

ووصف أندرو برينر من ” نات ألاينس للأوراق المالية” القرار بأنه “يميل إلى التشدد لأن المعتدلين بدأوا يدفعون باتجاه التريث”، مضيفاً: “إذا لم يُقدم الفيدرالي على خفض آخر في ديسمبر، فعلى المستثمرين توقع عدد أقل من التخفيضات العام المقبل”.

هدنة تجارية لعام إضافي

على صعيد التجارة، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إنه يتوقع أن تعود الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات مع الصين بعد عام، وذلك بعد أن اتفق ترمب وشي على تمديد هدنة الرسوم، وتخفيف ضوابط التصدير، وتقليص الحواجز التجارية في قمة وُصفت بـ”المفصلية” يوم الخميس.

وقال بول كريستوفر من “معهد ويلز فارغو للاستثمار” إن “الاتفاق المنتظر أظهر أن الطرفين مستعدان للابتعاد عن التصعيد الأخير، لكنهما غير مستعدين للتراجع عن المنافسة طويلة الأمد بينهما”.

المصدر : الشرق بلومبرج