30 مبدعاً يصدحون بالقصيدة في مهرجان المفرق للشعر

30 مبدعاً يصدحون بالقصيدة في مهرجان المفرق للشعر

سطّر مهرجان المفرق للشعر العربي، في ختام الدورة العاشرة، تاريخاً جديداً في ديوان العرب، إذ طوى عقداً من الزمن على تأسيسه، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
وأقيم المهرجان بتنظيم من دائرة الثقافة في الشارقة، بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية، على مدار 4 أيام بمشاركة أكثر من 30 شاعراً وشاعرة من الأردن ومختلف الدول العربية.
وتواصلت فعاليات المهرجان في المكتبة الوطنية بالعاصمة عمّان، بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس الدائرة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ود. سلطان الزغول، مدير مديرية ثقافة إربد، وفيصل السرحان، مدير بيت الشعر، وعدد كبير من المثقفين والأدباء والأكاديميين والطلاب.
وأكّد الزغول في كلمة ألقاها في ختام المهرجان، أن بيوت الشعر في الوطن العربي تستكمل الدور الريادي الذي تضطلع به الشارقة بتوجيهات حاكمها المثقف النبيل، في الحفاظ على الهوية الثقافية العربية والإسلامية، ودعم المشهد الشعري العربي عبر تسليط الضوء على إبداعات الشعراء العرب التي ترتقي بالواقع الشعري العربي وتسهم في إغنائه.
وقال الزغول: «قدّم بيت الشعر في المفرق، وهو من أوائل بيوت الشعر التي وجّه صاحب السموّ حاكم الشارقة، بإنشائها في البلدان العربية، أصواتاً شعرية جديدة حققت الإضافة المرجوّة».
وتابع: «كما حقق البيت من خلال أمسياته ومهرجاناته الدورية كثيراً من أهدافه التي نشأ من أجلها عبر تسليط الضوء على تطور القصيدة العربية، وأبرز الأصوات الشعرية العربية والاهتمام بالأصوات الشعرية الشابة».
وأشار الزغول إلى أن المهرجان استقطب أصواتاً شعرية جديدة قدّمت نفسها بقوّة وحماس لتأخذ مكانها الذي تستحقه في المشهد الشعري العربي، وذلك عبر قصائد وجدانية ووطنية تبرز جماليات الشعر العربي ودوره في حفظ الهوية الثقافية للأمة.

*وهج

تميّزت القراءات بحضورٍ لافتٍ للغة والصورة الشعرية المكثفة التي لامست نبض الواقع من جهة، وتنوّعت في موضوعاتها من جهة أخرى، لتجمع بين العاطفة الوجدانية والإنسانية، والحس الوطني من جهة ثانية، لتشكّل لوحة نابضة بالإبداع، عكست تنوّع التجارب والرؤى الشعرية التي قدّمها المشاركون، وسط تفاعل كبير من الجمهور امتزج بوهج القصيدة.

*فضاءات نابضة

احتفى شعراء ومثقفون شاركوا في المهرجان بمرور عشر دورات على انطلاق مبادرة بيت الشعر في المفرق، مؤكدين الدور الريادي لصاحب السموّ حاكم الشارقة في رعاية الثقافة العربية، مشيرين إلى أن المبادرة أصبحت فضاء نابضاً تحتفي بالشعر وتكرّس حضوره في المشهد العربي.
وأكد المشاركون أن استمرار بيت الشعر في المفرق لعشرة أعوام متواصلة يعكس نجاح التجربة وتميّزها على الصعيدين المحلي والعربي، لما قدّمه من دعم للمواهب الشابة واحتضان للأصوات الشعرية الجديدة، فضلاً عن دوره في تعزيز الحوار الثقافي ومدّ جسور التواصل بين الشعراء والنقاد والمبدعين من مختلف الدول العربية.
وقال الشاعر محمد العموش: «لا شك أنّ الأردن منجمٌ للإبداع والمبدعين في كل المجالات وبخاصة الشعر، وقد كان الشعراء ومتذوقو الشعر والنقاد يبحثون عن مظلة يجتمعون تحتها لإظهار وعرض إبداعهم ومناقشة ما لديهم مع الجمهور، ثم جاءت مكرمة صاحب السموّ حاكم الشارقة، بإقامة أول بيت للشعر خارج الشارقة، فكان للأردن شرف الحظوة بهذه المكرمة لتجمع الشعراء ومتذوقي الشعر والنقاد والمهتمين باللغة العربية، فشعّ قنديل الشارقة في المدينة، ثم انتشر ليشمل كل مدن وقرى الأردن».
الشاعر عضيب عضيبات، قال: «لعل أكثر ما يجعل من بيوت الشعر حضناً وفياً للشعراء اقتصارُها على الشعر وحده، بعيداً عن الأجناس الأدبية الأخرى، بمعنى أن مبادرة الشارقة فتحت للشعر العربي بيوتاً في مدن عربية عدة احتفاء بهذا الأدب، وحفاظاً عليه، ورغبةً في تعزيز مكانته بين الآداب، وإيماناً بفرادته وتحقيقاً لطموح الشعراء على امتداد أوطاننا العربية في أن يجدوا لنصوصهم منصاتٍ مستمرة».
ورأى الشاعر حسام شديفات، أن بيت الشعر، بعد عقدٍ من انطلاقه برعاية كريمة من الشارقة، شكّل تحوّلًا حقيقيًا في المشهد الثقافي الأردني، إذ رفعه إلى مستوى عربي واسع، وفتح أبوابه لاكتشاف طاقات شعرية في مختلف المراحل والأعمار، وأسهم في تعزيز حضور الشاعر الأردني، ومنح القصيدة مساحة من الضوء والاحتفاء، ليغدو منبراً يجمع الأصوات ويحتفي بالتنوّع والجمال.
وأشارت الشاعرة مريم الصيفي، إلى أن بيت الشعر لم يكن مجرد منصة لإقامة الأمسيات، بل تحول إلى مؤسسة ثقافية فاعلة تسهم في ترسيخ مكانة الشعر بوصفه ركناً من أركان الهوية العربية.

المصدر : صحيفة الخليج

وسوم: