بورصة السعودية تهبط بضغط من ملف ملكية الأجانب ونتائج “سابك”

بورصة السعودية تهبط بضغط من ملف ملكية الأجانب ونتائج “سابك”

واصلت الأسهم السعودية تراجعها في مطلع نوفمبر، لتسجّل ثاني جلسة هبوط على التوالي، مع تأثر شهية المتعاملين بتأجيل متوقع لقرار رفع حدود ملكية الأجانب في الشركات المدرجة، إلى جانب نتائج أقل من التوقعات لعملاقة البتروكيماويات “سابك” مما ضغط على المؤشر، رغم نتائج إيجابية لشركات في القطاع العقاري.

وفي جلسة حوارية بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار نهاية الأسبوع الماضي، أوضح محمد القويز، رئيس هيئة السوق المالية السعودية، أن أي قرار بشأن إلغاء أو تعديل سقف الملكية البالغ 49% حالياً مرهون بنتيجة استبيان تجريه الهيئة حالياً، مضيفاً أن الهيئة ستراجع لوائح ملكية الأجانب خلال العام المقبل، حسبما أوردته “بلومبرغ”.

اقرأ أيضاً: هيئة السوق المالية تستطلع الآراء لفتح البورصة السعودية أمام كافة المستثمرين الأجانب

أغلق المؤشر العام للسوق “تاسي” منخفضاً 1% عند 11536 نقطة اليوم الأحد مع هبوط جميع القطاعات الفرعية في السوق عدا المرافق العامة الذي تلقى الدعم من صعود سهم “أكوا باور”. وجاء أكبر ضغط على المؤشر من سهم “مصرف الراجحي”، الذي يُعتبر أكبر مستفيد من زيادة الحد الأقصى لملكية الأجانب في السوق، بحسب “بلومبرغ”.

وقال سعد آل ثقفان، عضو مجلس إدارة “جمعية الاقتصاد السعودية”، إن رفع حدود ملكية الأجانب كان متوقعاً بنهاية العام الحالي، لكن الآن من المتوقع أن يكون في العام القادم، وهو ما أثر على حركة المؤشر.




 

وأضاف: “مع عودة المستثمرين الأجانب للتداول غداً سيظهر رد فعلهم على تأخير هذا الإجراء. لكن هناك أيضاً عمليات جني أرباح تؤثر على السوق”.

كان المؤشر العام ارتفع أكثر من ألف نقطة على مدى خمسة أسابيع متتالية منذ النصف الثاني من سبتمبر، عندما قال أحد أعضاء مجلس إدارة هيئة السوق المالية لـ”بلومبرغ” إن الهيئة “شبه جاهزة” لإقرار التعديل، متوقعاً دخوله حيز التنفيذ “قبل نهاية العام”.

نتائج “سابك” دون التوقعات 

على الرغم من عودة أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة إلى الربحية خلال الربع الثالث من 2025، فقد جاء صافي الربح البالغ 440 مليون ريال دون توقعات السوق عند 729.3 مليون ريال وفق بيانات “بلومبرغ”، مع استمرار التحديات المرتبطة بانكماش هوامش الربح وضعف الأسعار العالمية. وهبط سهم الشركة 2% خلال جلسة اليوم.

يأتي أداء “سابك” وسط ضغوط أوسع يشهدها قطاع البتروكيماويات ككل، إذ تشير توقعات بيوت الخبرة إلى انخفاض أرباح شركات البتروكيماويات في الربع الثالث بنحو 29% نتيجة تراجع الطلب العالمي، خاصة من الصين، مع زيادة المعروض وضغوط أسعار اللقيم بحسب عبدربه زيدان، رئيس الأبحاث والدراسات في بوابة أرقام المالية، الذي أوضح في مقابلة سابقة مع “الشرق” في أكتوبر الماضي أن التوقعات تتوافق مع واقع السوق، إذ تؤثر الأسعار الضعيفة سلباً على هوامش الربح. 

النظرة المستقبلية تحدد أداء “سابك”

ترى ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن النظرة المستقبلية لأداء “سابك” ستكون أكثر أهمية بالسنبة للمستثمرين، متوقعة آفاقاً جيدة للشركة مع اقتراب مشروع “فوجيان” من الاكتمال.

 




 

وقالت: “على الرغم من الخسائر التي تكبدتها الشركة في الربع الثاني، ارتد السهم حوالي 14% منذ سجل أدنى مستوياته خلال العام في يوليو الماضي، وذلك بفضل التعويل على الأداء المستقبلي للشركة. سنرى إن كانت هذه الارتفاعات مستدامة.”

وأوضحت أن معنويات المستثمرين قصيري الأجل قد تتأثر بالنتائج، لكن المتعاملين من المؤسسات والصناديق سيركزون بدرجة أكبر على تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة خلال مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم.

من جانبه، قال المحلل المالي محمد الميموني إن نتائج سابك تعكس مرحلة انتقالية صعبة، لكنها ضرورية ضمن خطة إعادة هيكلة الشركة لمحفظتها الاستثمارية، لكن الظروف العالمية المتمثلة في انخفاض أسعار البتروكيماويات أثرت بالسلب على وضع الشركة.




وأضاف، خلال مداخلة مع “الشرق”، أن “إشارات التفاؤل التي أعطاها الرئيس التنفيذي بشأن نمو الطلب من الصين والهند ستنعكس بشكل إيجابي في الربعين المقبلين”.

وتتوقع الشركة “استقرار الطلب خلال فترة الربع الرابع 2025 مقارنة بالربع السابق لكافة الصناعات النهائية وهي التعبئة والتغليف والبناء والتشييد والزراعة و السلع الاستهلاكية والنقل وحلول القطاع الصناعي والسيارات والإلكترونيات والكهربائيات والعناية الشخصية والرعاية الصحية”. 

تفاعل محدود في القطاع العقاري

وفي القطاع العقاري، أعلنت “أم القرى للتنمية والإعمار” (مسار)، أكبر شركة في القطاع من حيث القيمة السوقية، أن أرباحها الصافية تضاعفت أكثر من 4 مرات خلال الربع الثالث مدعومة ببيع مزيد من الأراضي. وتخلى سهم الشركة عن مكاسبه التي تجاوزت 1% خلال التعاملات الصباحية ليغلق منخفضاً 0.5% عند 24.05 ريال، لكنه لا يزال مرتفعاً أكثر من 60% منذ إدراجه في أواخر مارس الماضي.

أما “جبل عمر للتطوير”، ثاني أكبر شركة عقارية مدرجة، فانخفض سهمها 1.1% إلى 17.49 ريال على الرغم من إعلانها تحقيق أرباح بنحو 198 مليون ريال، مقابل خسارة قدرها 204 ملايين تقريباً في الفترة نفسها من العام الماضي.

المصدر : الشرق بلومبرج