ينطلق اليوم الموسم السادس من فعاليات «إمارات الأمان»، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود، لمدة ثلاثة أيام، في «جسر دبي مول – زعبيل»، في حدث يعكس استمرارية المبادرة التي تنظمها مؤسسة تنظيم الصناعة الأمنية «سيرا»، وتحولت على مدى سنواتها إلى منصة وطنية لترسيخ ثقافة الأمن والسلامة والمسؤولية المجتمعية، في أجواء تنافسية إيجابية، تجمع بين التحدي والتعاون والإبداع.
ومنذ انطلاقتها الأولى عام 2018، استطاعت «إمارات الأمان» أن تخلق نموذجاً فريداً للتفاعل المجتمعي حول مفاهيم الأمن الوقائي والوعي السلوكي، مقدمة فعاليات تدمج المهارة البدنية بالذكاء الذهني، في قالب تنافسي مشوق. ففي دورتها الأولى، التي جاءت بفكرة رمزية، حيث اجتمعت فئات مجتمعية حول تجربة جسدت روح الاتحاد والوحدة الوطنية، إذ شارك أكثر من ألفي شخص في مسيرة في ممشى الخوانيج، احتفاء بعام الاتحاد، لتغدو تلك البداية نقطة انطلاق لفكرة ربط الوعي الأمني بالاحتفال بالهوية الوطنية.
وفي عام 2019، ومع الدورة الثانية، انتقلت المبادرة إلى مستوى مؤسسي أوسع، فجمعت بين المنافسة البدنية وروح الفريق، وشارك فيها فرق عديدة من مختلف الجهات، ما أضفى على الحدث بعداً تنظيمياً متقدماً، وأكد أهميته كمنصة وطنية تفاعلية.
أما الدورة الثالثة التي نظمت عام 2022، بعد فترة الجائحة، فكانت بمثابة عودة قوية، إذ جمعت بين النشاط البدني والذهني، كما تميزت هذه النسخة بموقعها في «دبي فستيفال سيتي»، وبانفتاحها على جمهور أوسع من مختلف الأعمار، ما جعلها حدثاً مجتمعياً شاملاً، يعيد صياغة مفهوم الترفيه الهادف.
وجاءت الدورة الرابعة في عام 2023، لتكرس طابع الاحتراف التنظيمي، وتقدم نموذجاً متكاملاً في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث استضافها «دبي مول – زعبيل»، وشهدت مشاركة مكثفة من مؤسسات الأمن والسلامة، وتطورت فيها آليات التحدي، لتشمل محاكاة واقعية لحالات الطوارئ، وهو ما رفع مستوى الوعي العملي بالاستجابة السريعة ومهارات الإنقاذ.
وفي عام 2024، واصلت الدورة الخامسة البناء على هذا الزخم، مضيفة أبعاداً جديدة من حيث تنوع الفئات المشاركة وعددها، وتوسعها على مستوى الدولة. فقد جمعت تحت مظلتها فرقاً من المؤسسات الحكومية والخاصة من مختلف الإمارات، وتميزت بتكريم فرق مثل الدفاع المدني بدبي، ودبي الرقمية، وشرطة أبوظبي، ما عزز حضور المبادرة على الصعيد الوطني، وأثبت قدرتها على الجمع بين الترفيه والتعليم والتمكين.
مع النجاحات التي حققتها الفعالية في المواسم الأربعة السابقة، بمشاركة أكثر من 500 فريق و4200 لاعب، تميزت النسخة الخامسة 2024، بتضمنها فعاليات جانبية جديدة ومبتكرة، تتجاوز الألعاب والتحديات البدنية والذهنية، ومنها «معرض إمارات الأمان للفنون»، والذي يضم صوراً من رحلة إمارات الأمان على مدار خمس دورات، بالإضافة إلى معرض فنون الظل، الذي يقدم تجربة فنية فريدة للزوار، من خلال تجربة تفاعلية بأيادي فنانين متميزين.
ويأتي الموسم السادس، اليوم، تتويجاً لهذه المسيرة، ليقدم تجربة أكثر نضجاً، تجمع بين التحدي والتفاعل والتقنية، وتوسع نطاق المشاركة بفئات جديدة، تستهدف الشباب والنساء ومختلف شرائح المجتمع، مع إدخال تغييرات جوهرية في بنية المنافسات، وعدد الفرق وطبيعة التحديات.
وأكد خليفة إبراهيم السليس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة تنظيم الصناعة الأمنية، أن استمرار «إمارات الأمان» لست سنوات متتالية، يمثل دليلاً على نجاح رؤيتها في تحويل مفاهيم الأمن والسلامة إلى ممارسة مجتمعية راسخة. وقال إن «المبادرة أصبحت رسالة توعوية حية، تسهم في بناء مجتمع واعٍ ومتعاون، قادر على مواجهة التحديات بأسلوب حضاري».
وأضاف السليس أن المؤسسة تسعى من خلال «إمارات الأمان»، إلى ترسيخ مفاهيم الأمن الشامل، الذي يبدأ من وعي الفرد ومسؤوليته تجاه محيطه، مؤكداً أن المبادرة أصبحت اليوم مرآة تعكس نضج الوعي الأمني في دبي، ودليلاً على تكامل الأدوار بين المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع في بناء بيئة آمنة ومستدامة، وبيّن أن التطوير المستمر في تصميم التحديات، وإضافة فئات جديدة، يهدف إلى مواكبة التحولات المجتمعية، وتوسيع مساحة التفاعل، لتظل «إمارات الأمان» منصة تجمع بين التثقيف والمتعة، وتترجم شعار «الأمن أسلوب حياة»، إلى واقع ملموس.
وتنظم «سيرا» الحدث، بالشراكة مع «دبي مول – إعمار»، وبدعم من شركاء استراتيجيين، يمثلون القطاعات الحكومية والخاصة، منهم يو إكس إي للحلول الأمنية، إم كود، جمارك دبي، فلاي دبي، بنك الإمارات دبي الوطني، فندق جراند حياة، وUBYEMAAR، إلى جانب مؤسسات حكومية رئيسة، مثل شرطة دبي والدفاع المدني ومؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وهيئة كهرباء ومياه دبي وهيئة دبي الرقمية، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وهيئة الصحة بدبي.
ويعود الحدث هذا بحزمة من الفعاليات الجديدة، ليقدم تجربة مجتمعية استثنائية، حيث تم استحداث 3 فئات مجتمعية جديدة، لضمان مشاركة أوسع، تشمل: «حماة المجتمع» (الجهات الأمنية الحكومية والخاصة)، و«قادة المجتمع» (الجهات الحكومية والخاصة)، و«روح المجتمع» (النساء والجمهور العام)، إلى جانب فئة اليافعين (من 16 إلى 20 سنة)، تأكيداً على أهمية مشاركة الشباب والنساء في نشر الوعي وتعزيز ثقافة الأمان.
ولتسهيل المشاركة، تم تعديل عدد أعضاء الفريق إلى أربعة أشخاص (بدلاً من سبعة)، مع تتويج ثلاثة فرق فائزة في كل فئة، لتقدير تنوع الأداء، فيما تقدم نسخة هذا العام 11 تحدياً جماعياً، وتحديين فرديين، تمزج بين التقنيات الحديثة والسيناريوهات الواقعية لدمج الذكاء البدني والذهني، بهدف تعزيز دور الأفراد كمساهمين فاعلين في أمن المجتمع.
وتبرز مؤسسة دبي للإعلام ضمن قائمة الشركاء الاستراتيجيين للحدث هذا العام، في خطوة تؤكد التزامها المستمر بمسؤوليتها المجتمعية، ودعم المبادرات الوطنية الهادفة إلى تعزيز الوعي والأمن المجتمعي. وتسهم المؤسسة، من خلال تغطياتها وبرامجها في نقل رسالة «إمارات الأمان» إلى أوسع شريحة من الجمهور، وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية المشاركة في الفعالية، بما يعكس دور الإعلام كشريك رئيس في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك، يضع سلامة أفراده على رأس أولوياته.
x
المصدر : البيان
