لقد كان جريئاً وشجاعاً ولـ88 دقيقة بدا الأمر سخيفاً للغاية بالفعل، ولكن هذا هو السبب في تكليف روبن أموريم بأن يكون منقذ مانشستر يونايتد. منذ اللحظة التي دخل فيها الباب، وعد بألم قصير المدى من أجل اكتساب أسلوب طويل المدى، ومع ذلك بدا أنه ذهب إلى أبعد من ذلك، وأياً كان ما فعله ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو ليتم استبعادهما من قائمة مباراة ديربي مانشستر الحاسمة، فلا ينبغي أن يكون ذلك على حساب حصول فريقه على نتيجة في ملعب “الاتحاد”.

تسبب أماد ديالو، في ركلة جزاء في الدقيقة الـ88 ثم سجل هدف الفوز المذهل، ليمنح مدربه أموريم حجة كبرى لتبرير القرارات الكبيرة التي اتخذها، وسيقول الكثيرون إن مثل هذه الشجاعة الواضحة كانت غائبة منذ فترة طويلة عن ملعب “أولد ترافورد”، وأن أماد هو بالفعل رمز لأموريم في هذه اللعبة عالية الكثافة وأسلوب الضغط العالي الذي يريد المدرب غرسه في يونايتد، بينما راشفورد وغارناتشو ليسا كذلك.

وقال أموريم عن قرار ترك راشفورد وغارناتشو يتدربان في مركز “كارينغتون” بدلاً من مشاركتهما في تشكيلة الديربي “من المهم أن نقول لماذا: لم يكن الأمر تأديبياً، في الأسبوع المقبل، المباراة المقبلة، حياة جديدة، سيقاتلان من أجل مكانهما ولكن بالنسبة لي الأمر مهم، الأداء في التدريب، الأداء في المباراة، الطريقة التي ترتدي بها ملابسك، الطريقة التي تأكل بها، الطريقة التي تتعامل بها مع زملائك في الفريق، الطريقة التي تدفع بها زملاءك في الفريق”.

“كل شيء مهم في سياقنا، في بداية أي شيء عندما نريد تغيير الكثير من الأشياء وعندما يفقد الناس في نادينا وظائفهم، يتعين علينا وضع معايير عالية حقاً ولهذا يتعين عليهم القتال من أجل مكان في الفريق واليوم أثبت الفريق أننا نستطيع ترك أي شخص خارج التشكيلة والنجاح في الفوز إذا لعبنا معاً”.

كرة القدم هي لعبة الهوامش الدقيقة، ولكن اتخاذ القرارات الحاسمة كانت سمة غابت عن مانشستر يونايتد لفترة طويلة وهو ما قد يميز أموريم عن أسلافه في مدربي الفريق، فقد كان راشفورد منضبطاً من قبل، ولكن تركه خارج الديربي، ليس فقط على مقاعد البدلاء، أمر غير مألوف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان كلاهما لائقين تماماً على الصعيد الفني، وهو ما يجعل تصريحات أموريم بأن غارناتشو وراشفورد تم استبعادهما لأسباب تتعلق بالمستوى الفني أمراً يصعب تصديقه، ولو كان الأمر يتعلق باللياقة البدنية فقط، لكان كلاهما على مقاعد البدلاء.

الدخول في مثل هذه المواجهة الحاسمة مع جعل جوشوا زيركزي وأنتوني أفضل خياراتك الهجومية من مقاعد البدلاء جعل القرار أكثر خطورة، لكن أماد جعل هذا القرار شجاعاً وليس أحمقاً.

الركض والركض ثم الركض، كان هذا هو المطلب البسيط من أموريم منذ البداية، وقد أصيب بالذهول بانتظام بسبب نقص الطاقة من جانب لاعبيه حتى الآن، لكن أماد هو الاستثناء الوحيد.

لم يترك الإيفواري أي كرة مقنعة له لم يلاحقها بما يكفي، وفي أول مباراة لأموريم في قيادة مانشستر يونايتد على أرضه في الدوري جاء هدفان من الأهداف الأربعة التي أحرزها يونايتد نتيجة مباشرة لإجبار أماد مدافعي المنافس على ارتكاب الأخطاء، وهو أمر غير مسبوق في هذه الأنحاء.

حتى من مركز الظهير، ظل أماد أعظم تهديد لأموريم، وهو مهاجم من موقعه، وقد استمتع راشفورد بعودة طفيفة في قوائم الهدافين، بينما يبدو غارناتشو مهدداً للخصوم في كل مرة يحصل فيها على الكرة، لكن كلاهما شخصيتان يمكن الاستغناء عنهما في نظر أموريم، فالبرتغالي يعشق الجماعية أكثر من غيره.

في كثير من الأحيان، يقطع غارناتشو إلى الداخل ويسجل هدفاً، على حساب تمريرة أفضل من أي من الجانبين، ويبدو راشفورد مستعداً للتألق في أسبوع والعودة إلى ذاته غير المهتمة في الأسبوع التالي، يبدو أن أموريم لن يقبل أياً منهما.

أماد هو نقيض لكليهما، فقد كانت التمريرة التي أرسلها ماتيوس نونيز قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي قصيرة، ولكن لو كان راشفورد هو من واجه احتمالية ضعيفة للوصول إلى هناك قبل إيدرسون، لكان سيتي قد حقق فوزاً متجدداً الآن.

وبدلاً من ذلك، فقد حصل أماد على ركلة جزاء من لا شيء وسجلها برونو فيرنانديز، ثم هدف الفوز الذي احتاج منه اللحاق بالكرة قد الحارس إيدرسون، أماد يفعل ما يلزم لتحقيق النجاح تحت قيادة مدرب لن يقبل بأي شيء سوى الأفضل أو بعض الجري على الأقل.

نقلاً عن : اندبندنت عربية