«مجنون أنت وأم كلثوم».. سبب عدم تعاون عبد الرحمن الأبنودي مع كوكب الشرق

«مجنون أنت وأم كلثوم».. سبب عدم تعاون عبد الرحمن الأبنودي مع كوكب الشرق

في تاريخ الأغنية العربية، تظل بعض الحكايات وراء الكواليس أكثر إثارة من النجاحات نفسها، واحدة من هذه الحكايات هي العلاقة بين الشاعر الشعبي الكبير عبد الرحمن الأبنودي وأيقونة الطرب العربي أم كلثوم، هذه العلاقة لم تكن سهلة ولم تشهد تعاونًا مباشرًا، بل اتسمت بالتباين والرفض الفني، رغم الاحترام المتبادل بينهما.

بداية العلاقة ورفض الأغاني الجاهزة

أم كلثوم – عبد الرحمن الأبنودي

لكن المفاجأة كانت أن الأغنية كانت من أداء الفنانة فايزة أحمد، وهو ما أغضب الأبنودي بشدة: “قلتله أنت مجنون أنت وأم كلثوم؟ لا يمكن اسمح لحاجة زي كدا”.

أزمة أغنية ثورة اليمن

توضح قصة أغنية ثورة اليمن حجم التعقيدات في العلاقة بين عبد الرحمن الأبنودي وأم كلثوم. كتب الأبنودي الأغنية أثناء وجوده مع صديقه عبد العظيم عبد الحق، وكان ينوي تقديمها عبر كورال جماعي، وبعدها أخذ الأبنودي الأغنية إلى الشاعر صلاح جاهين الذي نشرها في صحيفة الأهرام، ولاحقًا أُخبر بأن إدارة الإذاعة ترغب في أن تُغنى الأغنية بأداء أم كلثوم.

لكن الأمور اصطدمت بعقبة أخلاقية وفنية: “أم كلثوم اختارت قصيدتك تغنيها وساعتها لطمت لأنها مكتوبة لعبد العظيم عبد الحق.. أخلاقيا متمشيش الحكاية.. لما كلموا عبد العظيم عبد الحق قالهم تاخد لحني مع القصيدة وأم كلثوم رفضت وشالت مني للمرة الثانية”، وهكذا بقيت الأغنية خارج نطاق أداء أم كلثوم، رغم أهميتها وقيمتها الفنية.

محاولة أخرى مع عبد الحليم حافظ

لم تتوقف محاولات عبد الرحمن الأبنودي عند هذه المرحلة، ففي إحدى المرات كان متواجدًا في الاستديو أثناء تسجيل عبد الحليم حافظ لأغنية، حيث رأت أم كلثوم أن الأغنية التي كتبها الأبنودي يجب أن تُغنى. 

لكن الموقف تعقد: “كان عبد الحليم في الاستديو وهي بينها وبين عبد الحليم ما صنع الحداد وكان بيغني ابنك يقولك يا بطل.. أم كلثوم قالت لكمال الطويل أنا عايزة الأغنية دي وعبد الحليم بيغنيها في الاستديو قالها دا بتاع الصعيد اللي هناك قالتله دا مش بيحبني”، انتهت المحاولة دون تحقيق تعاون مباشر، لتظل هذه الأغنية الأخرى بين الأبنودي وأم كلثوم مجرد حلم لم يتحقق.

خلاصة العلاقة

علاقة الأبنودي بأم كلثوم تعكس بوضوح التحديات التي تواجه الشعراء الشعبيين في التعامل مع أساطير الطرب الكلاسيكي. فبينما كان الأبنودي يمتلك صوتًا شعريًا متفردًا وروحًا شعبية قوية، كانت أم كلثوم تفرض أسلوبها الصارم في اختيار الأغاني، مما جعل أي تعاون بينهما صعبًا. ومع ذلك، يظل هذا الجانب من حياة الأبنودي شهادة على تداخل الإبداع الشعبي والكلاسيكي، وعلى صعوبة المزج بين الصوت الشعري المميز وصوت المطربة الأسطورية، حتى وإن كانت النوايا صافية والإبداع حاضرًا.

المصدر : تحيا مصر