الشارقة تجمع العواصم العالمية للكتاب لتعزيز ثقافة القراءة

الشارقة تجمع العواصم العالمية للكتاب لتعزيز ثقافة القراءة

استضافت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان «اليونيسكو ومبادرة العاصمة العالمية للكتاب»، جمعت شخصيات ثقافية بارزة من الشارقة و أثينا، بهدف تعزيز التعاون بين الجانبين ومناقشة آفاق الحوار الثقافي العالمي بين العواصم العالمية للكتاب.
حضر الجلسة مروة العقروبي، مديرة مشروع «الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019» والمديرة التنفيذية لبيت الحكمة، وآنا روتسي، عضو مؤسس لشبكة اليونيسكو لعواصم الكتب العالمية، ولنادي القلم الدولي، فرع اليونان، وأدارتها آمنة المازمي، مدير «مؤسسة كلمات».
وناقشت الجلسة مساهمة الأدب والقراءة والتبادل الثقافي في تعزيز جسور التواصل بين المجتمعات والشعوب، وأعربت المازمي عن فخرها باستضافة هذا الحوار الهادف في الشارقة، مدينة المعرفة والثقافة، قائلة: «لطالما كانت الشارقة مركزاً يجمع بين الإبداع والمعرفة».
وتحدثت مروة العقروبي عن الرحلة التي سبقت منح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) الإمارةَ لقب «العاصمة العالمية للكتاب» في عام 2019، وقالت: «بدأت الشارقة رحلتها الثقافية قبل أكثر من 100 عام، وجاء حصولها على اللقب تكريماً لجهودها في تعزيز مسيرة المعرفة والابتكار، إذ تعود أولى مبادرات الإمارة في إنشاء المكتبات إلى عام 1925، مع تأسيس مكتبة الشارقة العامة».
تتبعت العقروبي التاريخ العريق للإمارة في مجال الثقافة والقراءة، وأضافت: «برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أرست الإمارة أسساً ثقافية راسخة من خلال مشاريع نوعية، منها مبادرة «مكتبة لكل بيت»، التي وزعت 42,366 مكتبة لكل بيت إماراتي في الشارقة، في إنجاز هو الأول من نوعه على صعيد المنطقة».
وأكدت العقروبي أن ريادة الشارقة في شبكة العواصم العالمية للكتاب حققت تأثيراً إنسانياً ملموساً، إذ قدمت الشارقة الدعم لإعادة بناء المكتبات في بيروت بعد حادثة انفجار المرفأ، وأرسلت مواد تعليمية إلى مدارس في مدينة كوناكري في غينيا، وإلى مناطق أخرى متأثرة بالأزمات، مشيرة إلى أن هذه المبادرات ليست جسوراً سياسية، وإنما جسور معرفية وثقافية. وشددت على أن الشارقة تواصل البناء على إنجازات الحصول على اللقب من خلال إطلاق مبادرات مستمرة ومشاريع جديدة في قطاع النشر، وإبرام شراكات عالمية.

* مشاعر

من جهتها، ناقشت آنا روتسي، كيف أسهم لقب «العاصمة العالمية للكتاب» في إنعاش أثينا خلال مرحلة حافلة بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية. وقالت: «عندما حصلت أثينا على اللقب، كانت اليونان تواجه أزمة اقتصادية، وجاءت مبادرة العاصمة العالمية للكتاب لتعزز مشاعر الفخر والاعتزاز لدى الشعب اليوناني، وإحياء الدبلوماسية الثقافية في أثينا وعموم اليونان».
وأشارت روتسي إلى أن التحدي الذي واجه أثينا لم يكن الاحتفاء بالأدب فحسب، بل إيصال الكتب إلى القراء الذين لا يستطيعون الوصول إليها، وأضافت: «جمعنا بين الكتب والفن والسينما لتحويل القراءة إلى تجربة اجتماعية تفاعلية ممتعة ومتاحة للجميع».
وحول أهمية التعاون بين العواصم العالمية للكتاب، أكدت روتسي أن شبكة العواصم تجمع كافة المدن المشاركة متيحة لها فرصة تبادل الخبرات ودعم المدن الجديدة المترشحة للحصول على اللقب، وقالت: «هذا اللقب لا يمتد لعام واحد فقط، بل يُشكّل شبكة تعاون وطريقة لتعزيز أثر الثقافة وتسهيل الوصول إليها على المستوى العالمي».

المصدر : صحيفة الخليج