أكد أطباء ومختصون أن الوعي الصحي والتوعية المبكرة يشكلان خط الدفاع الأول ضد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، الذي يعد من أكثر أسباب التهابات القصيبات والرئة شيوعاً لدى الرضع والأطفال.
وأوضحوا أن الفيروس، الذي يصيب الجهازين التنفسيين العلوي والسفلي، يشهد انتشاراً واسعاً خلال فصل الشتاء، ما يستدعي تعزيز الوقاية والالتزام بالممارسات الصحية للحد من العدوى، وتقليل تأثيرها على الأطفال والعائلات.
وأوضح البروفيسور وليد أبو حمور، رئيس قسم الأمراض المعدية ومكافحة العدوى في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال بدبي، أن الوعي داخل المنزل هو خط الدفاع الأول ضد الفيروس، مؤكداً أن الممارسات البسيطة مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب الأماكن المزدحمة، والحرص على تهوية الغرف، تسهم في تقليل العدوى بشكل كبير، كما أن التعرف المبكر إلى الأعراض يسهم في تجنب المضاعفات والحالات الشديدة.
وأضاف أن هذا المرض لا ينحصر في منطقة جغرافية محددة، وأن درجة حدته تتفاوت من شهر لآخر، موضحاً: «لدينا في منطقة الشرق الأوسط، والإمارات منها، من خمسة إلى ستة أشهر نعاني فيها من ارتفاع الإصابات، ما يرفع مستوى الضغط على أقسام الطوارئ في المستشفيات، لا سيما للأطفال دون العام الواحد، حيث يحضرون إلى الطوارئ بأعراض حرارة وصعوبة في التنفس».
وبيّن أن «طفلاً من بين كل ثلاثة أطفال، وفق خبرتي بطب الأطفال، يدخل المستشفى، وبعض الحالات تحول إلى العناية الحثيثة، حيث لا يوجد علاج مباشر لهذا الفيروس، إذ تتم السيطرة على الأعراض وليس الفيروس نفسه، ومن هنا تبرز أهمية اللقاحات، فهي تحمي وتقلل من الأعراض بنسبة تصل إلى 80%».
ويبرز الدور التوعوي والوقائي بوصفه جزءاً من منظومة الصحة العامة في الإمارات، وفي هذا الإطار يقول الدكتور إسلام البارودي، رئيس جمعية الأطفال، إن «60 إلى 65% من التهابات الجهاز التنفسي سببها فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، كما قد يشكل خطورة على أصحاب الأمراض المزمنة»، لكنه أشار إلى أن «الدراسات العلمية كشفت أن 55% ممن أُدخلوا إلى العناية الحثيثة بسبب هذا الفيروس كانوا أصحاء، ما يؤكد أهمية التحصين من خلال اللقاحات، فالحل هو الوقاية والتحصين».
وشدد البارودي على ما وصفه بـ«ثالوث الوقاية»، قائلاً: «الوعي الأسري، والوعي المجتمعي، والتثقيف الصحي، ركائز أساسية في محاربة الفيروس، مع أهمية التكاتف والتعاون وبناء شراكات لزيادة الوعي بأهمية الوقاية والتحصين المبكر عبر اللقاحات».
من جانبه، قال الدكتور ماركوس كنوف، استشاري الأمراض المعدية للأطفال، إن فيروس الجهاز التنفسي المخلوي يعد أحد أبرز أسباب دخول الرضع إلى المستشفيات حول العالم، مضيفاً: «في كل عام تشهد المستشفيات ضغطاً كبيراً خلال موسم انتشار الفيروس، حيث يعاني الأطفال من صعوبات في التنفس، وتعيش العائلات لحظات من القلق الشديد».
وفي ختام الحديث، أكد بابتيست دي كلارنس، المدير العام للقاحات في دول الخليج لدى «سانوفي»، أنهم يعدّون أنفسهم شريكاً أساسياً في قطاع الصحة العامة، موضحاً أنهم يعملون جنباً إلى جنب مع الخبراء والمؤسسات الصحية في دولة الإمارات لتعزيز الوقاية ورفع مستوى الوعي، بوصفهم شركاء في حماية المجتمع، وداعمين لجهود الدولة في نشر المعرفة الصحية، وتمكين الأسر من حماية أطفالهم.
المصدر : البيان
