الذكاء الاصطناعي معيار التميز الأبرز في «خليفة التربوية»

الذكاء الاصطناعي معيار التميز الأبرز في «خليفة التربوية»

أكد حميد الهوتي، الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، أن الذكاء الاصطناعي يشكل المحور الأساسي في معايير التميز الخاصة بالدورة الحالية للجائزة، موضحاً أن مؤشرات قبول الأعمال المرشحة تعتمد على مفهوم شامل لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل بيئات التعلم، بما يسهم في تعزيز الإبداع والابتكار، ويفتح الآفاق أمام الطلبة نحو استشراف المستقبل. وأشار إلى أن هذا التوجه يعكس التطور العلمي المتسارع الذي يشهده العالم في المجالات العلمية والتقنية، وهو ما يجعل إدماج الذكاء الاصطناعي في الممارسات التربوية ضرورة وليست خياراً.

وأوضح الهوتي أن الجائزة لا تنظر إلى الذكاء الاصطناعي أداة رقمية فقط، بل تعده منهجاً متكاملاً يُعيد تشكيل أساليب التدريس والتقييم وبناء المناهج، مؤكداً أن الأعمال التي تجسد قدرة حقيقية على توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير عملية التعلم الفردي، ومعالجة الفروق بين الطلبة، وتقديم تجارب تعليمية متقدمة، ستكون ضمن المبادرات التي تحظى بأولوية التقييم في هذه الدورة.

10 مجالات

وتضم الدورة الحالية من جائزة خليفة التربوية 10 مجالات موزعة على 17 فئة، تعكس رؤية تربوية واسعة تمتد من التعليم المدرسي إلى التعليم العالي، ومن الأفراد إلى المؤسسات، ومن المبادرات المجتمعية إلى المشروعات التعليمية المبتكرة. ويأتي في مقدمة هذه المجالات مجال الشخصية التربوية الاعتبارية الذي يُمنح للشخصيات ذات الإسهامات المؤثرة في مسيرة التعليم محلياً وعربياً، ولها بصمة واضحة في تطوير الفكر التربوي ودعم المبادرات التعليمية.

وفي مجال التعليم العام تشمل الجائزة فئة المعلم المبدع محلياً وعربياً، إلى جانب فئة الأداء التعليمي المؤسسي، حيث يجري تقييم الأعمال المرشحة بناءً على قدرتها على تقديم تجارب تعليمية مبتكرة تعتمد على البيانات والتحليل الذكي، وتستخدم التقنيات الحديثة لتعزيز التعلم النشط، وتطوير مهارات الطلبة، وتحسين جودة التعليم داخل الصفوف الدراسية.

كما توجه الجائزة اهتماماً كبيراً لمجال التعليم وخدمة المجتمع الذي يضم فئتي المؤسسات والأسر الإماراتية المتميزة، تقديراً لدور الأسرة والمجتمع في دعم العملية التعليمية، وإطلاق مبادرات تُسهم في تعزيز قيم المواطنة، وترسيخ الانتماء، وربط المدرسة بمحيطها المجتمعي بصورة فعّالة.

ويبرز كذلك مجال أصحاب الهمم الذي يشمل فئتي الأفراد والمؤسسات والمراكز، وهو أحد المجالات التي تشهد تنافساً كبيراً، نظراً لاتساع نطاق المبادرات الموجهة لدعم هذه الفئة. وتشجع الجائزة البرامج النوعية التي تدمج التقنيات المساندة والذكاء الاصطناعي في التعليم، بما يسهّل عملية الدمج، ويمكّن الطلبة من اكتساب مهارات جديدة في إطار بيئة تعلم متكافئة.

وفي إطار تعزيز اللغة العربية، تطرح الجائزة مجال الإبداع في تدريس اللغة العربية من خلال فئتي المعلم المتميز والأستاذ الجامعي المتميز محلياً وعربياً، وهو مجال يحفّز ابتكار أساليب حديثة في تدريس العربية، وتطوير مهارات الطلبة اللغوية باستخدام أدوات ذكية ترفع من جودة التعلم، وتدعم المحتوى العربي المعاصر.

أما مجال التعليم العالي فيركز على فئة الأستاذ الجامعي المتميز، الذي يتم تقييمه وفق معايير ترتبط بالإنتاج البحثي، والممارسات الأكاديمية المتطورة، والقدرة على دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تطوير المناهج. ويتكامل معه مجال البحوث التربوية الذي يشجع الدراسات العلمية القائمة على التحليل والاستقراء، والمبنية على بيانات دقيقة تقدم حلولاً حقيقية للتحديات التربوية.

وفي سياق الاهتمام بالطفل، تضم الجائزة مجال التأليف التربوي للطفل عبر فئتي الإبداعات التربوية وبحوث ودراسات أدب الطفل، وهو مجال يعزز إنتاج محتوى نوعي يساعد الطفل على التعلم عبر الخيال، ويُسهم في بناء مهاراته الفكرية والمعرفية منذ السنوات الأولى، خاصة المحتوى الذي يوظف الأساليب الذكية في عرض الفكرة أو القصة.

ويتكامل ذلك مع مجال المشروعات والبرامج التعليمية الذي يضم فئات الأفراد والمؤسسات والطلاب، ويُعد من أكثر المجالات التي تستقطب الأفكار الريادية، خاصة تلك التي تعتمد على الابتكار التربوي، وتوظّف أدوات الذكاء الاصطناعي في تصميم مشروعات تعليمية تُحدث أثراً ملموساً على مستوى الصف والمدرسة والمجتمع.

وأشار الهوتي إلى أن الدورة الحالية تشهد نقلة نوعية في آليات التقييم، من خلال تحديث المعايير وربطها بمؤشرات الابتكار والتطبيقات الذكية، لافتاً إلى أن لجان التحكيم تركز على جودة الممارسة، وأثرها في المتعلم، وقدرتها على تحقيق نتائج قابلة للقياس، سواء على مستوى الأداء الفردي أو المؤسسي.

المصدر : البيان