أكدت شركة “تويوتا موتور” أنها ستستثمر ما يصل إلى 10 مليارات دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة لتعزيز عملياتها المحلية، وذلك بعد أقل من شهر على تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن شركة صناعة السيارات اليابانية تعتزم تنفيذ هذا الاستثمار.
الإعلان جاء ليوضح التصريحات المربكة التي أدلى بها ترمب خلال زيارته إلى طوكيو الشهر الماضي، حين قال إن “تويوتا” ستبني مصانع في جميع أنحاء الولايات المتحدة “بقيمة تفوق 10 مليارات دولار”، فيما رفضت الشركة آنذاك تأكيد تلك الخطط ووصفتها بأنها “مجرد تكهنات”.
وفي بيان بمناسبة بدء الإنتاج في مصنعها الجديد للبطاريات في ولاية كارولاينا الشمالية يوم الأربعاء، لم تقدّم الشركة مزيداً من التفاصيل، مكتفية بالقول إنها ستنفق هذه الأموال “لدعم جهود التنقل المستقبلية”.
قال تيد أوغاوا، المدير التنفيذي الأعلى لـ”تويوتا” في الولايات المتحدة، إن المصنع والاستثمار الجديد “يُمثلان لحظة محورية في تاريخ الشركة”.
استجابة تويوتا لضغوط ترمب التجارية
يأتي إعلان “تويوتا” في ظل ضُغوط إدارة ترمب على صناعة السيارات العالمية لتحويل المزيد من الإنتاج إلى الولايات المتحدة، بعد أن فرضت إدارته رسوماً جمركية عقابية على العديد من قطع الغيار والمركبات المستوردة. وكان ترمب قد انتقد “تويوتا” في وقت سابق هذا العام لاستيرادها عدداً كبيراً من السيارات من اليابان إلى الولايات المتحدة، كما انتقدها خلال ولايته الأولى بسبب توسّعها في المصانع المكسيكية.
اقرأ أيضاً: “تويوتا” تتوقع تأثر الأرباح بـ9.5 مليار دولار نتيجة الرسوم الأميركية
وفي محاولة لتخفيف تلك الانتقادات، وعدت “تويوتا” عام 2017 باستثمار 13 مليار دولار في التصنيع داخل الولايات المتحدة. وقالت الشركة في وقت سابق من هذا العام إنها أنفقت كامل هذا المبلغ، وأن إجمالي استثماراتها بأميركا تجاوز حالياً 50 مليار دولار خلال ما يقرب من سبعة عقود.
استوردت الشركة اليابانية العام الماضي نحو نصف السيارات التي باعتها في الولايات المتحدة، معظمها من كندا والمكسيك، إضافة إلى نحو 281 ألف سيارة مصنوعة في اليابان.
مصنع بطاريات لتويوتا
تزامن إعلان الاستثمار الجديد مع الافتتاح الرسمي لأحدث مصانع “تويوتا”، وهو منشأة لتصنيع بطاريات الليثيوم أيون بالقرب من مدينة غرينسبورو في ولاية كارولاينا الشمالية. بلغت تكلفة بنائه 13.9 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة الإنتاج تدريجياً على مدى العقد المقبل. وقالت الشركة إن المصنع سيوفر 5100 وظيفة جديدة وسيدعم إنتاج المركبات الهجينة والكهربائية بالكامل.
عندما أعلنت “تويوتا” عن مشروع المصنع عام 2021، كانت تتوقع ارتفاعاً مطرداً في الطلب الأميركي على السيارات الكهربائية، مدفوعاً بسياسات الرئيس آنذاك جو بايدن الداعمة للتحول نحو المركبات عديمة الانبعاثات. لكن عودة ترمب إلى البيت الأبيض أدت إلى تراجع سريع في اللوائح الفدرالية للانبعاثات وإلغاء الحوافز المخصصة لمشتري السيارات الكهربائية، مثل ائتمان ضريبي بقيمة 7500 دولار.
إنتاج البطاريات وتسارع التحول
قالت “تويوتا” إن 10 من خطوط الإنتاج الأربعة عشر في المصنع الجديد ستُخصّص لخلايا البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية بالكامل، مثل سيارة رياضية متعددة الاستخدامات جديدة ستُبنى في ولاية كنتاكي. أما الخطوط المتبقية -وبعضها يعمل بالفعل- فستُستخدم لإمداد الطرازات الهجينة مثل “كامري” و”كورولا كروس” و”راف4″.
حالياً، تُشغّل “تويوتا” أربعة خطوط إنتاج بطاريات للسيارات الهجينة، وتتوقع أن يبدأ إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن بحلول 2026، وفقاً للمتحدثة تيفاني هيدن. وتهدف الشركة إلى تشغيل جميع الخطوط الأربعة عشر بحلول 2034، رغم أنها قلّصت خططها الطموحة السابقة لطرح سبعة طرازات كهربائية في السوق الأميركية.
تراجع الطلب على السيارات الكهربائية
يُتوقع أن يتباطأ الطلب على السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، إذ تتوقع “بلومبرغ إن إي إف” (BNEF) فائضاً كبيراً في القدرات الإنتاجية لبطاريات السيارات بحلول 2030، نتيجة خفض توقعات مبيعات السيارات الكهربائية بنحو 14 مليون وحدة.
اقرأ أيضاً: تويوتا تتوقع فقدان 1.3 مليار دولار في شهرين بسبب الرسوم الجمركية
وعند بلوغ الطاقة القصوى، سيصل إنتاج المصنع الجديد إلى أكثر من 30 غيغاواط/ساعة سنوياً، أي ما يعادل بطاريات 800 ألف سيارة هجينة و150 ألف سيارة هجينة قابلة للشحن و300 ألف سيارة كهربائية بالكامل.
في 2024، سلّمت “تويوتا” أقل من 30 ألف سيارة كهربائية بالكامل في السوق الأميركية، في حين قفزت مبيعاتها من السيارات الهجينة العاملة بالوقود والكهرباء بشكل كبير.
المصدر : الشرق بلومبرج
