تتهيأ سوق الأسهم السعودية للتراجع للأسبوع الثاني على التوالي مع استمرار ضعف قيم التداول وعزوف المستثمرين عن المخاطرة، فيما يتوقع محللون بقاء المؤشر في نطاق عرضي حتى نهاية العام.
يرى محمد زيدان، المحلل المالي الأول في “الشرق”، أن أحجام التداول الضعيفة في الوقت الحالي تشير إلى أن الانخفاضات التي يتكبدها المؤشر على مدى الأسبوعين الماضيين هي موجة تصحيحية قصيرة الأجل تزامناً مع انتهاء موسم النتائج الفصلية للشركات.
وأضاف: “بقاء المؤشر أعلى مستوى 11 ألف نقطة يعني استمرارية الاتجاه الصاعد على المدى القصير، أما النزول عن ذلك المستوى، وهو سيناريو أقل احتمالاً، فمعناه الدخول في موجة هابطة أكثر عمقاً”.
افتتح المؤشر العام “تاسي” تعاملات اليوم الخميس منخفضاً إلى 11253 نقطة متجهاً لخسارة نحو 0.5% هذا الأسبوع، مع تراجع أسهم “أرامكو”، أكبر شركة مدرجة من حيث القيمة السوقية، إلى جانب معظم شركات البتروكيماويات والأسمنت وهو ما محا أثر ارتفاع أسهم القطاع المصرفي.
إعادة تمركز للمؤسسات والصناديق
تتوقع ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن تشهد السوق خلال الأسابيع المتبقية من العام عمليات إعادة تمركز من المستثمرين، لا سيما المؤسسات والصناديق، بعد تقييم موسم النتائج.
لكنها أوضحت أن “الصناديق ومؤسسات الاستثمار تركز بدرجة أكبر على الاستثمار طويل الأمد لذلك لا تخلق زخماً في تداولات السوق اليومية”، متوقعة استمرار الاتجاه العرضي للسوق حتى نهاية العام.
من جانبه يرى إبراهيم النويبت، الرئيس التنفيذي لشركة “قيمة المالية”، أن وجود المستثمر طويل الأمد هو ما يخلق التوازن في السوق، موضحاً أن هذا النوع من المستمثرين يركز بالدرجة الأولى على التوزيعات النقدية.
إصدارات الدين أضعفت السوق
خلال مقابلة مع “الشرق”، قال النويبت: “المستثمر ليس مضارباً بل يهتم بالقيمة التي تعود من وراء السهم. منذ العام الماضي نشهد طروحات كبيرة على مستوى الاكتتابات وكذلك السندات والصكوك التي تقدم توزيعات ممتازة وصلت 6.5% بعض الأحيان وهو ما وجه السيولة إلى تلك الأدوات. في وجهة نظري هذا النشاط في الإصدارات أضعف السوق”.
تستعد عدة شركات لطرح حصة من أسهمها للاكتتاب العام في السوق الرئيسية أحدثها شركة “الرمز” العقارية التي تعتزم طرح 30% من رأسمالها الإجمالي في “تداول”.
وتعليقاً على ذلك، قال النويبت إن “على الشركة والمستشار المالي وضع حالة السوق في الاعتبار عند التسعير. الشركات العقارية مثل الرمز وغيرها ربما لديها ميزة تنافسية في القطاع العقاري، لكن عندما نتحدث عن سوق الأسهم فقد تتجه شهية المستثمر لغير القطاع العقاري، بل القطاعات التي تحقق هامش نمو مرتفع أو توزيعات أرباح دورية. لذلك هذه الأمور قد تشكل تحدياً لطرح شركة الرمز أو أي شركة تعمل في هذا القطاع”.
المصدر : الشرق بلومبرج
