تراجع الأسهم الآسيوية بفعل مخاوف الفائدة و”فقاعة AI”

تراجع الأسهم الآسيوية بفعل مخاوف الفائدة و”فقاعة AI”

تعثرت الأسهم الآسيوية في تداولات الجمعة، بعد أربعة أيام من المكاسب، وسط ضبابية بشأن مسار أسعار الفائدة الأميركية، وتزايد القلق من المبالغة في تقييمات أسهم التكنولوجيا.

مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI) آسيا والمحيط الهادئ تراجع 1.2%، مع تصدّر شركات صناعة الرقائق مثل “إس كيه هاينكس” (SK Hynix) الخسائر، بعدما خفض مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي التوقعات بإجراء خفض للفائدة في ديسمبر. هذا التراجع يأتي في نهاية أسبوع شهد صعود الأسواق بدعم من إنهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.

في المقابل، قفزت أسعار النفط مع تقييم الأسواق لمخاطر انقطاع إمدادات روسيا بفعل العقوبات الأميركية، ما طغى على إشارات متعددة بوجود تخمة معروض. وتراجعت العملة البريطانية مقابل جميع عملات مجموعة العشر بعد تقارير عن تخلي الحكومة عن خطط لرفع ضريبة الدخل.

صدمة جديدة للمخاطر

تراجُع أسهم التكنولوجيا كان الأشد تأثيراً في معنويات المستثمرين، وسط تزايد التحذيرات من “فقاعة الذكاء الاصطناعي”، مع تحوّل بعض الصناديق إلى القطاعات الدفاعية.

مع انحسار تفاؤل الأسواق بإعادة فتح الحكومة الأميركية، يتحوّل التركيز نحو بيانات اقتصادية مرتقبة قد تعيد تشكيل التوقعات بشأن السياسة النقدية، لا سيما أن احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر تراجعت إلى ما دون 50%.

وقال فيشنو فاراتان، رئيس الأبحاث الكلية في “ميزوهو بنك”: “يبدو أن الأسواق مصدومة من مخاوف مبالغة الذكاء الاصطناعي… وجود فيدرالي متأنٍ في قراراته لا يدعم أسهم التكنولوجيا الحساسة للفائدة”. وأضاف أن تركز المكاسب في حفنة من الأسهم منذ تراجع السوق في أبريل يزيد القلق من ارتفاعات غير مستدامة.

ترقّب أرباح “نفيديا” لاختبار جنون التقييمات

يتجه المستثمرون لاختبار التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا هذا الأسبوع، مع إعلان شركة “نفيديا” (Nvidia)، الأكبر عالمياً بقيمة سوقية تبلغ 4.5 تريليون دولار، عن نتائجها المالية. وارتفع سهمها هذا العام بنسبة 39%، متجاوزاً مكاسب مؤشري “ناسداك 100″ و”إس آند بي 500”.

قال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في مجموعة Pepperstone، إن إعلان “نفيديا” سيكون المحور الأهم في تحركات السوق الأسبوع المقبل. وأضاف في مذكرة للعملاء:

“قد يدفع ذلك بعض المتداولين إلى تقليص المخاطر، وتأمين المكاسب المحققة، والانتظار حتى تعود شهية المخاطرة”.

مع توقيع الرئيس دونالد ترمب على قانون ينهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، يتجه تركيز الأسواق إلى سيل من البيانات الاقتصادية المرتقبة. لكن تقرير الوظائف لشهر أكتوبر سيتجاهل معدل البطالة، بسبب عدم إجراء مسح الأسر، بحسب ما أكده المستشار الاقتصادي البارز كيفن هاسيت.

وقد يُعزز غياب هذه البيانات حجج بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة كما هي، إذ تُظهر عقود الأسواق حالياً احتمالية متساوية تقريباً بين تثبيت الفائدة أو خفضها في اجتماع ديسمبر.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قال في تصريحات سابقة إن أي قرار بشأن الفائدة سيعتمد على المعطيات القادمة، مشدداً على أن الخفض “ليس مضموناً”.

وفي تصريحات منفصلة، دعا ألبرتو مسالم، رئيس بنك الاحتياطي في سانت لويس، إلى الحذر في خفض الفائدة بسبب استمرار التضخم فوق المستهدف.
فيما رأت بيث هاماك، رئيسة فرع كليفلاند، أن السياسة النقدية يجب أن تظل “مقيدة نوعاً ما”. أما نيل كاشكاري، رئيس بنك مينيابوليس، فأكد أنه لم يدعم الخفض الأخير، ولا يزال متردداً بشأن قرار ديسمبر.

في الوقت نفسه، يستعد ترمب لإطلاق حزمة كبيرة من خفض الرسوم الجمركية، في محاولة لاحتواء أسعار الغذاء المرتفعة، إلى جانب الإعلان عن اتفاقيات تجارية جديدة، ضمن مساعيه لكسب رضا الناخبين قبيل الانتخابات المقبلة.

المصدر : الشرق بلومبرج