أعلنت النائبة الجمهورية آنا باولينا لونا، أن العشرات من سياسيي حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، يعتزمون السفر إلى واشنطن في ديسمبر بدعوة من مجموعة من الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، في الوقت الذي يسعى قادة الحزب إلى بناء علاقات أوثق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
تأتي الدعوة الموجهة إلى سياسيي الحزب في الوقت الذي تتطلع فيه شخصيات يمينية ألمانية متطرفة، إلى الحصول على دعم الجمهوريين داخل قاعدة “ماجا” (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) في الولايات المتحدة، لما يصورونه على أنه نضال ضد “اضطهاد سياسي ورقابة” في بلادهم.
وقالت لونا وهي من حلفاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة مع مجلة “دي فيلت” الألمانية، وهي مطبوعة شقيقة لمجلة “بوليتيكو” في مجموعة “أكسل سبرينجر” الألمانية: “إنهم 40 عضواً نستضيفهم من حزب البديل من أجل ألمانيا. ولن أكون أنا فقط، بل سيكون هناك أعضاء آخرون في الكونجرس أيضاً”.
وقال متحدث باسم “حزب البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، إنه “لا يمكنه تأكيد أو نفي” ما إذا كان هذا العدد من سياسيي الحزب سيسافرون بالفعل إلى الولايات المتحدة، الشهر المقبل.
وقال المتحدث باسم المجموعة البرلمانية للحزب في البرلمان الألماني “البوندستاج”، إن عدد المشرعين الاتحاديين الذين سيسافرون إلى العاصمة الأميركية، لن يكون كبيراً بهذه الدرجة.
دعم جمهوري لليمين الألماني
وكانت النائبة آنا باولينا لونا، وهي جمهورية من ولاية فلوريدا، أعربت عن اهتمام كبير بمزاعم شخصيات يمينية ألمانية متطرفة بأنهم “يتعرّضون للاضطهاد” في ألمانيا بسبب آرائهم.
وقالت لونا مؤخراً لمجلة “بوليتيكو”، إن “تصرفات الحكومة الألمانية الأخيرة ضد مواطنيها تشبه استبداد الاتحاد السوفيتي قبل سقوطه أكثر مما تشبه روسيا اليوم”. كما تحدث بعض مسؤولي إدارة الرئيس ترمب أيضاً عن دعمهم لحزب “البديل من أجل ألمانيا”.
وعندما أعلنت وكالة الاستخبارات الداخلية الفيدرالية الألمانية، حزب “البديل من أجل ألمانيا”، منظمة متطرفة، في وقت سابق من العام الجاري، وصف وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، هذه الخطوة بأنها “استبداد مقنع”.
وخلال مؤتمر ميونخ للأمن، حض نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، السياسيين الأوروبيين من التيار الرئيسي على هدم “جدران الحماية”، التي تبعد الأحزاب اليمينية المتطرفة عن الحكومة.
يسمح الدستور الألماني في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية لوكالات الاستخبارات المحلية بمراقبة الأحزاب السياسية والجهات الفاعلة والمنظمات التي تعتبر “متطرفة”، ما يتيح نظرياً إمكانية حظر مثل هذه الأحزاب.
كان الهدف من هذه القيود التي وضعها القائمون على صياغة دستور ألمانيا الغربية، قبل الاتحاد مع ألمانيا الشرقية، هو منع تكرار ما حدث أثناء صعود “النازية” إلى السلطة، قبل حقبة الحرب العالمية الثانية.
مكاسب محلية للحزب
في المقابل، يرى قادة حزب “البديل من أجل ألمانيا”، أن الدعوة إلى زيارة واشنطن، تمثل فرصة لكسب المزيد من الشرعية على الصعيد المحلي لمزاعمهم بشأن “الاضطهاد”.
وكانت لونا قد دعت الزعيمة المشاركة لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، أليس فايدل، إلى زيارة واشنطن في نهاية الشهر الماضي عبر منشور على منصة “إكس”، وردت فايدل على الدعوة بشكل إيجابي، وقالت إنها ستتواصل لمناقشة المزيد من الترتيبات.
كما التقت لونا مؤخراً مع ناعومي سيبت، وهي مؤثرة يمينية وحليفة لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، والتي قالت مؤخراً إنها تقدمت بطلب لجوء في الولايات المتحدة، مدعيةً أنها هدف “للمراقبة ومضايقات حكومية واستخباراتية شديدة” بسبب آرائها السياسية ودفاعها عن حرية التعبير في ألمانيا.
وقالت لونا لصحيفة “فيلت” الألمانية: “أعتقد أنها (سيبت) شابة رائعة، وأعتقد أن لديها مستقبل واعد مهما كان قرارها، ولذلك سندعمها بشكل كامل”.
وأضافت لونا: “في الواقع لن أساعدها فحسب، بل سأساعد الآخرين مثلها”، معربة عن أملها في أن “يوفر هذا على الأقل بعض الحوار المفتوح بشأن كيفية تعامل الحكومة الألمانية، وتحديداً السياسيين وأجهزة إنفاذ القانون، مع مواطنيها حتى لو لم يتفقوا معها”.
وأشارت لونا إلى أن الزيارة التي سيقوم بها أعضاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” إلى واشنطن في ديسمبر المقبل، سيتبعها مؤتمر على نطاق أوسع في أوائل العام المقبل، سيكون أكثر تركيزاً على “سيادة الدول”.
المصدر : الشرق
