«قصة» تحتضن بصمات واعدة في الأدب الإماراتي

«قصة» تحتضن بصمات واعدة في الأدب الإماراتي

في مشهد تختلط فيه اللحظات بين الحلم والحقيقة، بين بداية الفكرة وتحقيق الإنجاز، ومشاعر الفرح الغامرة، يقف شباب إماراتيون أمام منصة جناح دار قصة للنشر، يحملون نسخاً من إصداراتهم الأولى، يوقعون بأيديهم على صفحات تحمل أحلامهم وأفكارهم وهواجسهم، وقد صار الآن كتاباً حقيقياً يحمل اسمهم على الغلاف، وتعلوه مقولة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، «إن منابع العلم فيها الفسحة، والكتب كالسفن نسافر بها في الزمن، ليس للمشاهدة فقط، وإنما للحكمة والثقافة»، لتؤكد أن هذه المؤلفات والروايات هي قصص وحكايات تستحق أن تُروى.
تشارك الدار في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بحزمة من العناوين الجديدة تبلغ أكثر من 80 عنواناً، لأقلام قدمت نصوصاً أدبية تتحدث عن هويتهم، عن مجتمعهم، عن التحولات التي يعيشونها، والصراع الداخلي بين التراث والحداثة، بين القيم الموروثة والتطلعات المستقبلية، والموازنة بين الأصالة والمعاصرة وغيرها من القضايا، فكل عمل أدبي يُكتب ويُنشر هو لبنة في بناء الذاكرة الثقافية والمعرفية، وبصمات واعدة في تاريخ الأدب الإماراتي.
يتوسط جناح الدار الإماراتية مجموعة من العبارات التحفيزية الرصينة التي تحمل رسالة إلهام وتشجيع لكل من يحمل مخطوطة في درج مكتبه، يتردد في نشرها خوفاً من الفشل أو النقد، ولا تجذب فقط المواهب الشابة، ولكن زوار المعرض من متذوقي الكلمة والمعرفة والثقافة، ومن بينها: «لكل قصة صوت يستحق أن يُسمع، ولكل قلم مساحة يستحقها»، «نرافق الكُتّاب في رحلتهم نحو النور»، وكذلك «قصتك تستحق النشر» فضلاً عن «ابتسم أنت في قصة» التي تقتدي بشعار: «ابتسم أنت في الشارقة».
شهدت هذه الدورة من المعرض توقيع 40 كاتباً وكاتبة المواهب الشابة الإماراتية لإصداراتهم الأولى في جناح دار قصة، ومن بينها: رواية «رسالة لن تصل» التي تنتمي للأدب الواقعي، وهي أول تجربة للطالبة الإماراتية أروى المازمي التي تبلغ من العمر 15 عاماً، ورواية «غموض الربع الخالي» لعبد العزيز بن موسى، ورواية عن قلبين تاها في حياة لا تشبههما بعنوان «تبادل القدر» لعبدالله بن زهرو الشحي، ورواية «عروق زجاجية» للدكتورة مشاعل إبراهيم النابودة، وجاءت باللغتين العربية والإنجليزية، وكذلك صدر عن الدار رواية «إلى الجيل الأصفر» لميرا آل علي، و«رفيق الدرب» لخالد محمد علاي، و«ثمن الود» لحلوة سعيد، و«كتاب من المستقبل في نظم المعلومات الجغرافية» لأيمن محمد.
حققت دار «قصة» التي تأسست عام 2021، في استقطاب العديد من المواهب الأدبية الشابة، من خلال تبني إنتاج إصدارات متنوعة لدعم المهارات التي تتلمس طريقها في فضاء الكلمة، وتتنوع المؤلفات بين الشعر والقصص القصيرة والرواية، انبثاقاً من إيمان الدار بأن هذه مسؤولية وطنية ودور ريادي ينبغي عليها النهوض به، وأن هذه القصص إثبات أن الموهبة موجودة، وأن الإرادة قوية، وأن المستقبل واعد.

المصدر : صحيفة الخليج

وسوم: