ارتفعت الأسهم الآسيوية بشكل طفيف بينما قيّم المستثمرون تداعيات موجة البيع الأخيرة، مع مراقبة المتعاملين لما إذا كانت الأسواق ستتمكن من الاستقرار بعد أن تبخر نحو 1.6 تريليون دولار من الأسهم العالمية يوم الثلاثاء.
وصعد مؤشر الأسهم الآسيوية “إم إس سي آي آسيا والمحيط الهادئ” بنسبة 0.2% بعد ثلاثة أيام من الخسائر. وجاء هذا الارتداد بعد أن خفّض مؤشر “بلومبرغ للقيمة السوقية العالمية” تقييمه الإجمالي إلى 144.7 تريليون دولار. كما ارتفعت عقود مؤشرات الأسهم الأميركية الآجلة بنسبة 0.2% بعد تراجع مؤشري “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100”.
واستقرّت “بتكوين” لتتداول قرب 92500 دولار بعد هبوط وجيز دون 90 ألف دولار يوم الثلاثاء وسط موجة بيع في الأصول عالية المخاطر.
جرى سحب المؤشر العالمي للأسهم نحو أدنى مستوى في شهر يوم الثلاثاء بسبب تراجع أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، مع تساؤلات وول ستريت بشأن التقييمات المتضخمة وما إذا كان إنفاق الذكاء الاصطناعي يحقق عائداً فعلياً.
ويتجه التركيز الآن نحو شركة “إنفيديا”، التي ستختبر أرباحها يوم الأربعاء المعنويات في قلب طفرة الذكاء الاصطناعي، وقد تحدد الاتجاه التالي للأسواق بعد موجة الصعود منذ أبريل.
وقال في-سيرن لينغ، المدير الإداري في “يونيون بانكير بريفيه”: “المستثمرون ما زالوا متوترين. التقييمات مرتفعة، بيانات الوظائف الأميركية وأسعار الفائدة للفيدرالي ما زالت غير مؤكدة، والدخول إلى نهاية العام مع مكاسب يجعل معظم الناس يرغبون في خفض المخاطر”.
وتراجع مؤشر “إس آند بي 500” بأكثر من 3% هذا الشهر. وعادت التقلبات بقوة. وقفز “مؤشر الخوف” في وول ستريت فوق 24 نقطة، ليصل إلى أعلى مستوى في شهر. مع الإشارة إلى أن أي نتيجة أعلى من مستوى 20 نقطة تثير قلق المتداولين.
مخاوف الأسواق وتوقعات أسعار الفائدة
تشبه الاضطرابات الأخيرة في الأسواق العالمية “تصحيحاً صحياً” بينما يحاول المستثمرون تقييم عناصر التحول التكنولوجي، وفق بوب دايموند، الرئيس التنفيذي السابق لـ”باركليز” والذي يدير حالياً شركة “أطلس ميرشنت كابيتال”.
وقال دايموند: “رأينا إعادة تسعير للأصول عالية المخاطر. وفي رأيي، هذا تصحيح صحي، وليس بداية سوق هابطة”.
ويراقب المستثمرون أيضاً ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. ويُظهر تسعير المقايضات حالياً احتمالاً يقل عن 50% لخفض في ديسمبر. وحذر عدد من صناع السياسة مؤخراً من خطوة كهذه، مشيرين إلى مخاطر التضخم، رغم أن عضو الفيدرالي كريستوفر والر كرّر دعمه لخفض الفائدة.
وشهدت سندات الخزانة تغيرات محدودة يوم الأربعاء، حيث استقر العائد على سندات العشر سنوات عند 4.12% بعد انخفاض بثلاث نقاط أساس يوم الثلاثاء.
وبلغت طلبات إعانة البطالة 232 ألفاً في الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، وفق موقع وزارة العمل الذي يعرض بيانات قديمة. وفقدت الشركات في المتوسط 2500 وظيفة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 1 نوفمبر، وفق بيانات “أيه دي بي”.
اقرأ أيضاً: ADP: الشركات الأميركية تخفض 2500 وظيفة أسبوعياً في أكتوبر
ومن المقرر إصدار تقرير وظائف سبتمبر الأميركي يوم الخميس بعد تأخير طويل.
وساعدت قراءة “أيه دي بي” لسوق العمل في سد الفجوة مع البيانات الرسمية التي تأخرت بسبب أطول إغلاق حكومي في التاريخ. وعلى الرغم من استعادة التمويل للوكالات الإحصائية، لا يزال من غير الواضح موعد صدور بيانات أكتوبر الاقتصادية.
نتائج “إنفيديا” قد تؤثر على الأسواق الدولية
بالعودة إلى “إنفيديا”، فقد نمت الشركة، وفق ريان غرابينسكي من “ستراتيغاس”، بشكل يفوق قطاعات الطاقة والمواد والعقارات مجتمعة، وأحياناً يتجاوز إجمالي حجمها هذه القطاعات بالإضافة إلى قطاع المرافق، وهي أكبر من القطاع الصناعي بأكمله.
وقال غرابينسكي: “من المحتمل أن تُطلق النتائج موجات تأثير عبر الأسواق الأميركية والدولية. وعلى الرغم من أن التوقعات للذكاء الاصطناعي تراجعت في الأسابيع الأخيرة، فإن هذا التقرير يمكن أن يعيد المعنويات إلى التفاؤل. لكن سقف التوقعات مرتفع بلا شك”.
وفي السلع، ارتفع النفط بينما قيّم المتعاملون تقريراً يُظهر ارتفاع المخزونات الأميركية مقابل المخاوف من تداعيات العقوبات على روسيا.
وفي مكان آخر، باعت الصين سندات مقومة باليورو بقيمة 4 مليارات يورو (4.6 مليارات دولار)، وسط طلب قياسي، في أحدث إشارة إلى تزايد اهتمام المستثمرين بإصدارات ديونها.
المصدر : الشرق بلومبرج
