قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، خورخي توليدو، الخميس، إن الصين والاتحاد الأوروبي لم يحرزا تقدماً يذكر في “إصلاح العلاقات” منذ قمة الصيف الماضي، على الرغم من أن تخفيف الدولة الآسيوية للقيود المفروضة على المعادن النادرة أتاح فرصة لـ”إعادة ضبط العلاقات”.
اتفق الاتحاد الأوروبي والصين، خلال قمة استضافتها بكين في يوليو الماضي، على آلية جديدة للمساعدة في تسهيل تصدير العناصر الأرضية النادرة، كما أصدرا بياناً مشتركاً بشأن مكافحة تغير المناخ.
وأضاف توليدو، خلال حلقة نقاشية في بكين: “منذ القمة، لم تتحسن الأمور. الأمور كانت صعبة بسبب العديد من العوامل، ولكن بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بسلاسل التوريد، والرقابة على الصادرات، وما إلى ذلك”، وفق ما أوردت “بلومبرغ”.
وتعمل بكين على فرض قيود على شحنات المغناطيسات الأرضية النادرة، ما يشكل تهديداً كبيراً للمصنعين الأوروبيين الذين يواجهون صعوبات في تنويع سلاسل التوريد وتقليل الاعتماد على الصين.
وأدى الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الصيني شي جين بينج الشهر الماضي في كوريا الجنوبية، إلى تهدئة بعض مخاوف الاتحاد الأوروبي.
وفي أعقاب اتفاق الهدنة التجارية الذي توصل إليه الرئيسان، قالت الصين، إنها ستوقف مؤقتاً لمدة عام واحد القيود التي فرضتها في أكتوبر الماضي.
واعتبر توليدو، أن تعليق الصين مؤخراً لضوابط التصدير كان “خبراً جيداً” يمثل فرصة، قائلاً: “دعونا نبني على ذلك لمحاولة إحراز تقدم. نحن في الاتحاد الأوروبي ليست لدينا رغبة في علاقات سيئة مع الصين”.
وانتقد توليدو أيضاً “الهجمات” الموجهة إلى الاتحاد الأوروبي في وسائل إعلام صينية، والتي وصفها بأنها محاولة لـ”إلقاء اللوم” على التكتل في جميع المشكلات.
وتابع توليدو: “الاتحاد الأوروبي لا يختلف في شيء عن اتحاد الدول الأعضاء فيه. وتجاهل أن هناك اتحاداً سياسياً، وأن هناك إرادة سياسية، وأن هناك اتحاداً وراء كل ما نقوم به، سيكون أمراً محفوفاً بالمخاطر ولن يساعد”.
قناة اتصال خاصة
وقبل أسبوعين، أعلن المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، إنشاء “قناة اتصال خاصة” بين التكتل والسلطات الصينية لضمان تدفق المواد الأرضية النادرة الحيوية لصناعات دول الاتحاد.
وأشار شيفتشوفيتش، إلى أنه ناقش هذه القضية مباشرة مع وزير التجارة الصيني، وانج وينتاو، عدة مرات، مؤكداً أن إجراءات التصدير التي تدار إدارة سيئة قد يكون لها “تأثير سلبي للغاية على الإنتاج والتصنيع في الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح أن بروكسل وبكين، اتفقتا على إعطاء الأولوية للطلبات المقدمة من الشركات الأوروبية، مضيفاً أن المسؤولين من كلا الجانبين يعملون معاً من خلال القناة الجديدة لمراجعة تصاريح تصدير المواد الأرضية النادرة وتسريعها.
ولفت شيفتشوفيتش، إلى أن الشركات الأوروبية قدمت نحو ألفي طلب إلى السلطات الصينية منذ دخول الضوابط حيز التنفيذ، ولم توافق بكين إلا على أكثر من نصفها بقليل.
وقال إن بروكسل تواصل الضغط على بكين لتسريع معالجة الحالات المتبقية، بينما تعمل في الوقت نفسه على تنويع الإمدادات من خلال تطوير مصادر جديدة في أوروبا، بما في ذلك إستونيا.
تأتي الخطوة في أعقاب ضوابط التصدير الصينية على المواد الأرضية النادرة، التي فُرضت في أبريل الماضي، وجرى توسيع نطاقها في أكتوبر، ما أثار مخاوف في أوروبا بشأن اضطرابات محتملة في إنتاج السيارات الكهربائية، وغيرها من التقنيات التي تعتمد على المواد المغناطيسية.
وفي وقت لاحق، خففت سلسلة من الاتفاقيات مع أوروبا والولايات المتحدة من أزمة الإمدادات، في حين يتسابق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وآخرون أيضا لبناء بدائل لسلسلة الإمداد الصينية.
وتتطلّب قواعد بكين لتصدير المعادن الأرضية النادرة، أن يحصل المصدرون على تراخيص لكل شحنة، وهي عملية مرهقة وطويلة يشكو العملاء من أنها تعيق الصادرات.
وتعد المواد الأرضية النادرة وعددها 17، والتي يخضع 12 منها لقيود على التصدير، حيوية لمنتجات تتراوح من السيارات الكهربائية إلى محركات الطائرات والرادارات العسكرية. تنتج الصين نحو 90% من المواد النادرة المعالجة والمغناطيسات الأرضية النادرة في العالم.
المصدر : الشرق
