حذّرت بريطانيا، روسيا من أنها مستعدة للتعامل مع أي توغل في أراضيها بعد رصد سفينة التجسس الروسية “يانتار” على مشارف المياه الإقليمية البريطانية شمال اسكتلندا، حسبما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”.
وقال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، إن السفينة الروسية وجهت أشعة الليزر إلى طياري طائرات المراقبة التي تراقب أنشطتها، وأضاف: “رسالتي إلى روسيا وإلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين: نحن نراكم.. ونعرف ما تفعلونه.. وإذا تحركت السفينة يانتار جنوباً هذا الأسبوع، فنحن مستعدون”.
كانت السفارة الروسية اتهمت، في بيان، الحكومة البريطانية بـ”رهاب الروس”، و”إثارة هستيريا عسكرية”، مضيفةً أن موسكو ليس لديها مصلحة في تقويض أمن بريطانيا.
وقال مسؤولون بريطانيون إن السفينة “يانتار” التابعة للبحرية الروسية، وهي مصممة للقيام بالمراقبة في وقت السلم والحرب. ولهذا السبب، تتعقب بريطانيا وحلفاؤها السفينة، ويعملون على ردع عملياتها كلما اقتربت من المياه الإقليمية البريطانية.
وأضاف هيلي، خلال خطاب ألقاه في لندن، أنها “جزء من أسطول روسي مصمم لاعتراض الخطر ضد بنيتنا التحتية وبنية حلفائنا تحت البحر”، في إشارة إلى الهجمات التي تعرضت لها خطوط الأنابيب والكابلات تحت بحر البلطيق في وقت سابق من هذا العام، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستكشف فيها سفينة “يانتار” دفاعات بريطانيا.
وبعد تحذير العام الماضي، غادرت السفينة “يانتار” المياه البريطانية متجهة إلى البحر الأبيض المتوسط، وعندما أبحرت السفينة الروسية في وقت لاحق عبر القنال الإنجليزي في يناير الماضي، تبعتها الفرقاطة البريطانية Somerset.
تعزيز الإنفاق الدفاعي
أصدر هيلي هذا التحذير في الوقت الذي كان يتحدث فيه عن زيادة الإنفاق الدفاعي قبل أسبوع من إعلان الحكومة عن ميزانيتها الجديدة.
وبينما تعهد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بزيادة كبيرة في الإنفاق العسكري في مواجهة التهديدات من روسيا والصين وإيران، تواجه الحكومة خيارات صعبة في الوقت الذي تتطلع فيه إلى زيادة الضرائب، وخفض الإنفاق لسد عجز بقيمة بمليارات الإسترليني في مواردها المالية.
كما أعلن هيلي عن خطط لبناء 6 مصانع ذخيرة جديدة على الأقل في مواقع تمتد من اسكتلندا وويلز.
وفي يونيو الماضي، أعلنت الحكومة تخصيص 1.5 مليار جنيه إسترليني (2 مليار دولار) لبناء المصانع التي تقول إنها ستوفر ما لا يقل عن 1000 فرصة عمل، وستعزز النمو الاقتصادي، وتضمن حصول الجيش على إمدادات مستمرة من المتفجرات والوقود.
وقال هيلي إن بريطانيا يجب أن تتكيف مع “حقبة جديدة من القوة الحازمة”، مشيراً إلى الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، والمشكلات بين الهند وباكستان، والجواسيس الصينيين الذين يستهدفون المؤسسات الديمقراطية في بريطانيا، بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا.
وكانت بريطانيا تعهدت في يونيو بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، لمواكبة معظم دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخرى.
ويشمل هذا الالتزام 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الإنفاق الدفاعي الأساسي، بالإضافة إلى 1.5% أخرى على مشاريع البنية التحتية المصممة لدعم الدفاع عن البلاد. وأنفقت بريطانيا نحو 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع العام الماضي.
المصدر : الشرق
